عندمَا يُتفقُ على الزواج بين أهل العريس والعروسة وعلى الحاضر والغائب يُحدد يوما الحنة والزفاف ، ثم توزع بطاقات الدعوة بين الأهل والأصدقاء ، ويتم حجز حمام للرجال وآخر للنساء ، فكنا نحن سكنة الكرخ نذهب الى حمام التميمي الموجود في منطقة العلاوي، بجانب سينما قدري (بغداد) لأن فيه قسمين: قسم رجالي يذهب إليه العريس، وأصدقاؤه. وقسم نسائي تذهب إليه العروس وأهلها وصديقاتها.
ويكون أكبر (مدلكجي) في انتظار العريس بعد عودته من الحلاق ليقوم بغسله جيداً حتى يكون بأجمل صورة في ذلك اليوم . أما العروس فتأتي (الحفافة) الى البيت لتنظيف بشرتها ، ووضع المكياج لعدم وجود صالون حلاقة نسائي في ذلك الوقت. ومن أشهر الحفافات المرحومة أم صالح.
ويحصل الإتفاق مع المطرب وهو من أبناء المحلة للغناء يوم الزفاف ويكون إحياء الحفلة مجاناً ، لأن العريس ابن المحلة ، ومن العيب أخذ النقود لقاء الغناء ، لكن عشاء المطرب يكون فاخراً .
ومن أشهر مطربي الكرخ في ذلك الوقت خليل الصباغ وشوقي الكرخي وعبدالله الأعمى .
وبعد جلب العروس الى بيت الزوجية يجري زفّ العريس الى عروسه بمصاحبة إحدى الفرق الشعبية والهوسات ، ومن هذه الهوسات : (عريس وربعه يزفونه) و(جبنالك مرة من غير حمرة امحمرة) و(شايف خير ومستاهلة) .
وفي الصباح تقوم والدة العروس بجلب صحن قيمر كبير مع الصمون الحار، وتقدمه الى ابنتها وعريسها ، أما العروس فتخرج ، وتتعالى الهلاهل من جميع النساء ويقمن بنثر الحلويات والدعاء الى الله سبحانه وتعالى على تمام الزواج بهذه الصورة.
وبعد مرور فترة يقوم الزوج بأخذ صورة مع زوجته . وكان أشهر مصور في منطقة الكرخ هو استوديو محيي عارف قرب جسر الشهداء ، أو الذهاب الى المصور أرشاك لتوثيق هذا الحدث الجميل.