يشير معظم المصادر التأريخية القريبة ، الى أن (جغالة زاده سنان باشا) والي بغداد العثماني في سنة 1592م ، أمر بتأسيس أول مقهى في مدينة بغداد ، يقع بالقرب من شريعة (الكمرك) بجوار بناية المدرسة المستنصرية اليوم على شاطئ نهر دجلة من جهة الرصافة او ما يسمى الجانب الشرقي لبغداد.
وتشير المصادر نفسها ، وفي زمن الوالي المذكور الى أول حلاق بغدادي مارس عمله في محل خاص به يستقبل زبائنه ومراجعته لحلاقة شعورهم وذقونهم بدلاً من حمل مستلزمات الحلاقة والتجوال في أزقة بغداد القديمة، لممارسة مهنته على قارعة الطريق او في الاسواق او البيوت..
وحكاية (خان جغان) وهو واحد من أشهر (خانات) بغداد التجارية ، تعود أيضاً الى أيام هذا الوالي (جغالة زاده سنان باشا) ، فمن المتعارف عليه أيام الحكم العثماني ، إن كل من يتولى ولاية بغداد ، لابد له من إيجاد مصدر مالي معين له ليسد نفقاته منه .
وكثيراً ما كان وجهاء بغداد وتجارها يتبرعون لهذا الوالي او ذاك ، عندما يتوجه الوالي لزيارة أحدهم مثل التجار من آل دله ، او آل جميل، حيث يبادر الوالي في بث شكواه لهم من سوء حالته المادية ، حينذاك يندفع ذلك التاجر البغدادي الشهم بالتبرع لجناب الوالي بدار او بخـــان ليستفيد من إيجاره لسد نفقات ومصاريف الوالي .
وحتى الآن نجد أن أملاكاً وعقارات وأوقافاً مسجلة في دائرة التسجيل العقاري باسم (الباشا) او وقف (داود باشا) آخر ولاة بغداد من المماليك او باسم (هيبت خاتون) وغيرها ، وهي بالأساس أملاك وعقارات عراقية بحت..
ومن هنا فإن (خان جغان) الشهير، ينسب الى الوالي العثماني (جغالة زاده) الذي استفاد من مردوداته المادية أيام توليه ولاية بغداد ، وظل اسمه مرتبطاً حتى يومنا الحاضر..حتى إن البغداديين، أطلقوا مثلاً شعبياً عنه يوم قالوا متهكمين : ((هي الجنة خان جغان ياهو اليجي يدخل بيها))؟!