النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

النجارة وأسطواتها البغداديون أيام زمان

الزوار من محركات البحث: 453 المشاهدات : 2634 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المحامية
    تاريخ التسجيل: June-2012
    الدولة: from baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,777 المواضيع: 475
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1024
    مزاجي: هادئ
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: What eaten with good things
    موبايلي: iphone
    آخر نشاط: 12/August/2022

    Rose النجارة وأسطواتها البغداديون أيام زمان

    (نـَجّار وبابه مَكسور) ،هذا المثل الشعبي البغدادي الشائع، يتداوله الناس في أحاديثهم اليومية، يعززون به ما يقولونه عن الشخص الذي يصلح أمور الآخرين، ويترك أمر نفسه. وقد أتخذ من النجار الذي يصلح أبواب الناس ويترك بابه مكسورا ،عنوانا له.
    وهذا المثل الشعبي القديم هو مدخل لمعرفة صنعة النجارة ومشاهير أسطواتها من النجارين بغداديين.
    الذاكرة البغدادية تختزل صوراً قديمة عن نجار أيام زمان ، صاحب الدكان الصغير الذي جعل منه ورشة لمزاولة عمل النجارة في محلة أو سوق شعبية.
    إن الكثيرين من أبناء جيلنا الحاضر لا يعرفون كيف كانت أحوال وحرف الجيل الماضي، ومنها النجارة ، الصنعة الحرفية اليدوية ، التي تطلب من النجار أن يكون ذا مهارة فنية ودقة في عمله، ليصنع حاجيات خشبية ضرورية لخدمة الإنسان.
    لقد كانت النجارة في بداية القرن الماضي ، تقتصر على الأعمال الخشبية البسيطة، التي يحتاج اليها البيت البغدادي القديم من الاثاث المنزلية ، كسرير المنام، والدولاب، وصندوق الملابس، والتختة، والكراسي البسيطة، إضافة الى ما يحتاج اليه الفلاح في عمله الزراعي من محاريث. وبجانب هذه الأعمال البسيطة هناك النجارة الفنية الراقية الخاصة بعمل صناديق (الأضرحة) التي تصنع من الخشب المعمول بـ (الجرخ)، ويقال لصانعه (الجراخ). كما يعمل النجار واجهات الغرف المزخرفة بأشكال هندسية منظمة بأسلوب اسلامي قديم، وخير مثال على ذلك شبابيك الخشب في مرقد الأمام موسى الكاظم (عليه السلام).
    وتشمل النجارة الفنية ايضاً عمل شناشيل البيوت البغدادية ذات النقوش والريازة والزخرفة الاسلامية الفنية القديمة. وبمرور الزمن، تطورت النجارة، بعد أن دخلت عليها الآلات الميكانيكية والكهربائية، وشرع النجارون يصنعون (الكناتير) ذات الأبواب المتعددة لحفظ الملابس بدلاً من الدولاب أو الصندوق. وكذلك عمل (القنفات) و(البوفيات) بأنواعها، على وفق طلبات وأذواق الزبائن.
    ومن أجل معرفة المزيد عن النجارة أيام زمان، حدثنا النجار نوري راضي الربيعي، صاحب معمل نجارة سابقاً ، قائلاً:
    ـ كانت النجارة في العشرينيات من القرن الماضي ، حرفة يدوية بدائية، تستخدم أدوات عمل قديمة ، ويقتصر عملها على أعمال يدوية بسيطة ، إلا أنها تطورت في فترة الثلاثينيات بعد أن أدخل بعض النجارين خاصة من اخواننا المسيحيين الآلات الحديثة التي استوردوها من الخارج، كـ (المنشار الكهربائي، والرندة الكهربائية، والدبل، والمنقار). ثم إتسع عملها ودخلت أنواع عديدة من الاخشاب الاجنبية التي ساعدت في عملية تطوير النجارة ، ومن هذه الاخشاب: (الصاج، والجام، والجاوي، والزان، والبلوط، والجنر العراقي)، ودخل (المعاكس الماليزي، والروسي، والصيني). وبدأ النجارون يصنعون الاثاث والغرف والأبواب الحديثة والكناتير.
    ويضيف الربيعي الى كلامه قائلا :
    ـ انّ عمل النجارة يتطلب من النجار أن يمتاز بالمهارة الفنية والدقة والذوق الفني الرفيع، لكي يبدع في عمله، وينتج بضائع خشبية ذات جودة عالية ومتانة من حيث مادة الخشب، وجمالية من حيث الشكل، وهذا يؤدي الى كسب النجار الشهرة الواسعة بين الناس التي تدرّ عليه رزقاً وفيراً)).
    ويشترك معنا بالحديث النجار هيثم ناجي الخالدي، صاحب معمل نجارة في بغداد، حيث يقول :
    ـ إن اغلب النجارين، قد تعلموا النجارة منذ الصغر على يد أسطواتهم القدامى، الذين كانوا بمثابة معلّمين لهم، يعلّمونهم أصول صنعة النجارة، وهناك قلة من النجارين توارثوا النجارة من آبائهم وأجدادهم.
    ويضذيف الخالدي الى كلامه قائلا :
    ـ إن صنعة النجارة كانت تعتمد في عملها على أدوات تقيليدية بدائية، مثل : (الفأس، والمطرقة، والمنشار اليدوي، والازميل (الشفرة)، والرندة اليدوية مع الجلابتين). وبالرغم من من ذلك كان النجار القديم وبمهارته الفنية وأبداعه الفكري يصنع الاثاث المنزلية بأشكال هندسية وبمتانة وجودة عاليتين، ولا ننسى قيم الاخلاق والامانة التي كان يتحلى بها النجار في عمله، فهو بعيد كل البعد عن الغش الذي نراه اليوم في الآثاث السوقية الكارتونية التي تغزو السوق المحلية .
    ويذكرنا النجار البغدادي قاسم صادق كريم ، من مواليد 1934، بمشاهير النجارين البغداديين أيام زمان وهم : النجار ناجي صالح في شارع الوثبة. والنجار علي الغبان في منطقة باب الشيخ، والنجار هادي كوكة في محلة أبو سيفين، والنجار عباس وشقيقه فاضل ولدا مهدي، والنجار ابراهيم أرخيتة في شارع الهادي قرب ساحة النهضة، والنجاران جورج ومهران في باب الشيخ، والنجار ميساك في شارع النهر، والنجار عبدالستار الشيخلي في فضوة عرب، والنجار فاضل ازرير في الدهانة، والنجار كامل في شارع الوثبة، والنجار عبد السوري، والنجار شكر.
    ويُجْمِع النجارون البغداديون القدامى على أنهم يحنون لأيام الماضي ، أيام الخير، حيث كانت صنعة النجارة مزدهرة، ورزقها وفيراً. بينما تشهد اليوم ركوداً وكساداً بسبب دخول البضائع الخشبية الجاهزة المستوردة من الخارج، ما اضطر أغلب النجارين الى ترك عملهم والبحث عن عمل آخر للعيش.. ويأملون اليوم أن تتحسن الاوضاع العامة في البلد، وتعود النجارة الى عهدها الذهبي المزدهر.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    دائمة الطفولة
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الدولة: كوردستان
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,108 المواضيع: 2,053
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10918
    مزاجي: زي العسل
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: 7/July/2014
    شكرا يسلموووو

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال