ما هو الشلل الدماغي : هو شلل أو فالج المخ ، وهو إعاقة تؤثر على الحركة وعلى وضعية الجسم ، وينجم عن تلف يطال المخ قبل ولادة الطفل أو عند الولادة أو بعدها ، ولا يطال التلف المخ بأسره ، بل أجزاء منه فقط ، وبشكل رئيسي أجزاءه التي تسيطر على الحركات ، وعندما تصاب هذه الأجزاء بالتلف ، فإنها لا تشفى أبداً ، ولكنها لا تسوء أكثر أيضاً
انواع الشلل الدماغي :
هناك ثلاثة أشكال رئيسية يظهر بها الشلل الدماغي ، وقد يظهر بطريقة أو بأخرى عند طفل معين ، ولكنه غالباً ما يظهر بأشكاله الثلاثة مختلطة كما يلي :
1- تيبس العضلات أو التشنج : الطفل المتشنج هو الذي لديه تيبس عضلي أو توتر عضلي ، وهذا يؤدي بجزء من جسمه إلى أن يصبح صلباً أو متيبساً ، وتصبح الحركات بطيئة ومضطربة ، وكثيراً ما تؤدي وضعية الرأس إلى وضعيات غير طبيعية في الجسم بأكمله ، ويزداد التيبس عندما يشعر الطفل بالإستياء أو بالإنفعال أو عندما يكون جسمه في وضعيات معينة ، ويختلف نمط التيبس كثيراً بين طفل وآخر
2- الحركات غير الضاغطة للتحكم : وهي حركات بطيئة متمعوجة أو سريعة ومفاجئة في قدمي الطفل أو ذراعيه أو يديه أو عضلات وجهه ، وقد تبدو الأذرع والساقان وكأنهما تنتفضان أوتنقزان وتتحركان بعصبية ، او تتحرك اليد فقط أو أصابع القدمين فقط بلا سبب ، وعندما يتحرك الطفل بإرادته ، تتحرك أجزاء الجسم بسرعة كبيرة وبأكثر مما يجب
3- ضعف التوازن أو التخلج : يواجه الطفل المصاب بالتخلج أو ضعف التوازن وبالصعوبة في أن يبدأ الجلوس أو الوقوف ، وكثيراً ما يقع الطفل ويستخدم يديه بطريقة مرتبكة جداً ، وكل هذا أمر طبيعي عند الأطفال الصغار ، لكنه يتحول إلى مشكلة كبيرة عند الطفل المصاب بالتخلج الذي يستمر لفترة زمنية أطول ( وأحياناً لمدى الحياة )
ولأن الطفل المصاب بالتخلج كثيراً ما يبدو مرتبكاً ومضطرباً أكثر منه معوقاً ، فإن الأطفال الآخرين يعاملونه بقسوة ويسخرون منه أحياناً
ملاحظة : الطفل الذي يعاني أي نوع من أنواع الشلل الدماغي عندما يكون رضيعاً ، كثيراً ما يكون جسمه رخواً أو مترهلاً في الأساس ، ويبدأ التيبس أو الحركات غير الخاضعة للتحكم شيئاً فشيئاً ، أو ربما يكون جسم الطفل متهدلاً في بعض الوضعيات ومتيبساً في وضعيات أخرى
أسئلة حول الشلل الدماغي :
ما هي أسبابه ؟
أولاً : ما قبل الولادة
- مرض يصيب الأم وهي حامل مثل الحصبة الألمانية
- اختلاف بين دم الأم ودم الطفل ( عدم توافق عامل Rh )
- مشكلات خاصة بالأم مثل مرض السكري أو تسمم الحمل
- أسباب وراثية
- أسباب غير معروفة تصل إلى 30 % من الأطفال
ثانياً : أثناء الولادة :
- نقص الأكسجين عند الولادة بحيث يصبح لون الطفل أزرق
- الإصابات عند ولادات صعبة
- الخداجة أو الولادة قبل الأوان
ثالثاً : ما بعد الولادة :
- الحمى العالية جداً الناجمة عن مرض أو جفاف
- أمراض الدماغ ( التهاب السحايا والتهاب الدماغ )
- إصابات الرأس
- نقص الأكسجين أو زيادته
- التسمم بالطلاء الرصاصي أو المبيدات الزراعية والسموم الأخرى
- النزف أو الجلطات الدموية في الدماغ
- أورام الدماغ
كيف تتعرف على الشلل الدماغي ؟
1- عند الولادة كثيراً ما يكون الطفل المصاب بالشلل الدماغي رخواً ومتهدلاً
- مشاكل الأكل : قد يجد الطفل صعوبات في المص والبلع والمضغ ، وقد يغص أو يتقيأ كثيراً
- قد يبكي الطفل كثيراً ، ويبدو كثير الهيجان أو سريع الإرتباك أو قد يكون شديد الهدوء وعديم الإهتمام ولا يكاد يبكي أو يبتسم أبدأ
- صعوبات في الإتصال والتخاطب
- قد يصاب بعض الأطفال بنوبات الصرع والإختلاج والتقلص اللاإرادي
- سلوك التململ : قد تظهر تغيرات مفاجئة في المزاج فينتقل من الضحك للبكاء ثم إلى الخوف ، ثم لنوبات الغضب وصعوبات سلوكية أخرى
ما الذي يمكن عمله ؟
لا يمكن إصلاح الأجزاء التالفة من الدماغ ، ولكن كثيراً ما يمكن للطفل أن يتعلم استعمال الأجزاء غيرالتالفة منه لعمل ما يريد عمله ، وبناء عليه من المهم معرفة أن الطفل المصاب بشلل دماغي سيصبح إنساناً بالغاً مصاباً بشلل دماغي ، ولن يسفر البحث عن الشفاء إلا خيبات الأمل ، وبدلاً من ذلك ،عليك أن تساعد الطفل على أن يصبح بالغاً قادراً على التعايش مع إعاقته ، وأن يكون مستقلاً ما أمكنه ذلك
هل سيستطيع الطفل المشي يوماً ما ؟
كثيراً ما تكون هذه هي نقطة الإهتمام الأكبر عند الأهل ، فالمشي أمر مهم بحد ذاته كوظيفة ، وكذلك من الناحية الإجتماعية ، أما من ناحية احتياجات الطفل ، فقد تكون هنالك مهارات أخرى أكثر أهمية ، والمهارات والإنجازات التي تجعل الطفل يعيش حياة سعيدة ومستقلة ما أمكن هي التالية حسب ترتيب أهميتها :
1- الثقة بالنفس ومحبة الذات على ما هي عليه
2- الإتصال والتخاطب مع الآخرين وإقامة العلاقات معهم
3- القيام بنشاطات العناية الذاتية ، كالأكل وارتداء الملابس والذهاب للمرحاض
4- الإنتقال من مكان إلى آخر
5- المشيء ( إن أمكن )
ودور الأسرة في التعامل مع إعاقة الشلل الدماغي تكمن في مراقبة الطفل ورؤية مايستطيع أن يفعله ، وما الذي لا يستطيع فعله وما هوالمانع ، ثم مساعدته على القيام بأعمال أخرى ، والتي سرعان ما تساعد الطفل على امتلاك ثقة أكبر بالنفس ، فمساعدة طفل مصاب بالشلل الدماغي على تطوير المهارات تحتاج لكلثير من الوقت والطاقة والصبر والمحبة واختيار الوضعيات الملائمة والتوازن الجيد هو أحد أهم الأهداف لتطوير الطفل المصاب بشلل دماغي
الوقاية :
- التغذية الجيدة للأم قبل وأثناء الحمل
- تجنب الحمل حتى النضج الكامل إن أمكن
- تجنب الأمراض وخاصة الحصبة الألمانية خلال فترة الحمل
- وقاية الطفل من الحرارة المرتفعة ( الحمى ) والتهاب السحايا
- الوقاية من الجفاف
دمتم بالف خير
المصدر
صحة وحياة الانسان