الدورة الكاملة :
لابد للحيوانات، لكى تعيش و تكبر، أن تأكل،لأنه بالفعل لا يوجد حيوان لا يأكل، فماذا عن النبات؟؟؟
النباتات تعيش و تكبر، مع إنها لا " تأكل ". لأنها على خلاف الحيوانات، تستمد الطاقى التى تحتاج إليها من الأشعة الشمسية بفضل الوظيفة اليخضورية. وهى لكى تنشئ مادة حية جديدة، تستعمل فى وقت واحد هذه الطاقة و مواد معدنية مستمدة من التربة. و النباتات القادرة على أتمام الوظيفة اليخضورية، أى النباتات الخضراء، تسمى نباتات منتجة.
العواشب :
أما الحيوانات، فلا تستطيع أن تلتقط مباشرة الطاقة الشمسية، ولكنها، فى المقابل، تستطيع أن تقتطات من النباتات المنتجة التى نظمت بطبيعتها لألتقاط هذه الطاقة. و هكذا فإن العاشب، أو المستهلك من الفئة الأولى، هو الحيوان الذى يستمد من النباتات الطاقة التى يحتاجها ليعيش.
آكلات اللحوم :
إذا كان بعض الحيوانات يختزن الطاقة بأكله حيواناً آخر، فإنه يسمى من آكلات اللحوم. ولكن هناك تميز أخر.
إذا كانت فريسة اللاحم من العواشب، فهو يسمى مستهلكاً من الرتبة الثانية. و إذا كانت فريسته مثله لاحمة، فهو يسمى مستهلكاً من الرتبة الثالثة. هذه السلسة من الأحياء، التى تأكل أو تؤكل، تشكل السلسلة الغذائية التى تنظم بفضلها مجموع الكائنات الحية.
العوامل المحللة :
و السلسلة الغذائية هى سلسلة مفتوحة، تبدأ مع النباتات و تنتهى مع كبار الخواتل. كل هذه الحلقات من السلسلة تتكون من مواد عضوية. وحين تموت فإن جثتها لا تفقد نهائياً، بل تفيد لتغذية عدد كبير من الأحياء الأخرى، أى " العوامل المحللة "، و هى الجرثوميات و الفطريات. وهذه الاخيرة تغلق الدورة لأنها، حين تتغذى، تحول المواد العضوية إلى مواد معدنية، تعاد بهذا الشكل إلى التربة. ثم تعيد أمتصاصها النباتات عبر جذورها. وهذه الدورة الحيوية، تحتاج إلى أمداد مستمر من الطاقة.
الإحراق من أجل الحياة :
تستمد الحيوانات الطاقة التى تحتاج إليها لكى تعيش بـــ " إحراقها " الأغذية، وهذا الإحراق يجرى من دون لهب و فى بط شديد : إنه تفاعل كيميائى. ويمكن أن يشبه هذه العملية بتلك التى تحصل فى المحرك الأنفجارى. ولكن هناك فرقاً. فأنفجار الوقود فى المحرك يوفر الطاقة المحركة مباشرة. أما بالنسبة إلى الحيوانات فإن أحتراق الغذاء لا يؤمن طاقة جاهزة للأستعمال المباشر. إنه يؤدى فقط إلى تنشيط جزيئات طاقة معينة أسمها ثانى فوسفات الأدينين، التى يرمز عنها عادة بأحرف (ATP) وحين تتحول إلى ثالث فوسفات الأدينوزينADP، تخزن كمية كبيرة من الطاقة.
مخزونات الطاقة :
فلنحاول أن نفهم العلاقة التى توجد بين الطعام الذى نأكله، وغذاء الحيوانات و بين ثالث فوسفات الأدينوزين.
إن الطاقة الناتجة عن أحتراق الغذاء ليست قابلة للأستعمال المباشر، ولكنها صالحة لتكوين جزيئات جديدة من ثالث فوسفات الأدينوزين.
الهضم و التنفس :
ثمة علاقة وثيقة، فى جسد الحيوانات و الإنسان، بين الهضم و التنفس: فالهضم يؤمن الأغذية و التنفس يأتى بالأوكسجين، وحين تتصل الأغذية بالأكسوجين، تتعرض لتفاعل كيميائى هو الأحتراق، وتحلل فتخرج منها طاقة. و تخزن هذه الطاقة فى عدة جزيئات ثالث فوسفات الأدينوزون، التى تتحول إلى ثانى فوسفات الآدينين مع إطلاق طاقة حين يحتاج الجسم إليها.