الوقاية والسيطرة على أعراض حساسية حليب البقر لدى الأطفال
لا يجب أن تكون الحساسية من حليب البقر أمرًا مخيفًا مثلما يتصور الآباء. فبالرغم من أن خطورة الحالة قد تختلف من شخص لآخر، فإن معظم الأطفال المصابين بالحساسية من حليب البقر يتعافون في النهاية بعد إعطائهم الطريقة المناسبة للسيطرة على الأعراض. فإذا كان طفلك يعاني من حساسية من حليب البقر، يرجى استشار الطبيب المتخصص في هذا الشأن.
الوقاية
يصعب الوقاية من الحساسية من حليب البقر، لا سيما في الأطفال الرضع. ومع ذلك، فإنه من الممكن تقليل تفاعلات الحساسية لدى الطفل أو تجنبها أيضًا عن طريق بناء الجهاز المناعي لدى الطفل قبل وصوله إلى سن عام. ومن ناحية أخرى، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم في التعود على المواد المسببة للحساسية الشائعة عن طريق إدخالها ضمن النظام الغذائي الخاص بالطفل. وعندما يبلغ الطفل من العمر أربعة أشهر، يمكنك البدء في تقديم الطعام الذي يحتوي على أرز ودجاج وسمك وبياض البيض وصفار البيض للطفل الرضيع. ويعد السن الذي يتراوح بين أربعة وستة أشهر هو السن المثالي للأطفال لتقديم هذه الأطعمة إليهم. وسيبدأ معظم الأطفال الذين لا يحصلون على هذا النظام الغذائية في عمر يتراوح بين4 و5 أشهر في الشعور بحساسية للبيض، والمواد الأخرى المسببة للحساسية عندما يبلغون سن الثلاث سنوات. ولذلك، فإنه يفضل أن يتعود الجهاز المناعي للطفل على هذه الأطعمة في سن مبكرة، وهو ما يقلل من خطورة معاناة الطفل من تفاعلات حساسية حادة عندما يكبر في السن.
وفي حال وجود حالات إصابة سابقة بالحساسية في الأسرة، يرجى مراقبة النظام الغذائي للطفل بعناية وملاحظة رد فعله ووزنه عن كثب. حيث يكون الأطفال الذين ينتمون لأسر بها حالات سابقة للإصابة بالحساسية أكثر عرضة للإصابة بالحساسية. كما أن الرضع والأطفال المبتسرين المصابين بالإسهال أو بضرر في الأمعاء معرضين للإصابة بهذه الحالة.
السيطرة على الأعراض
قد تختلف مسألة السيطرة على الأعراض الخاصة بالحساسية من حليب البقر على أساس كل حالة على حدة. وفيما يتعلق بمعظم الحالات، لا سيما الحالات الخطيرة، تتمثل الخطوة الأولى في إزالة حليب البقر على الفور من النظام الغذائي الخاص بالطفل. ويتضمن ذلك منتجات الألبان الأخرى، مثل: الجبن والزبادي والكريمة والآيس كريم. واحرص على عدم السماح للطفل بملامسة الشامبو أو الصابون أو اللوشن أو منتجات العناية بالبشرة الأخرى التي تحتوي على حليب كجزء من المكونات الخاصة بها. فإذا ظهر على الطفل تفاعلات حساسية خطيرة جدًا، فقد ينصحك الطبيب بإزالة المواد الأخرى المسببة للحساسية الشائعة من النظام الغذائي الخاص بالطفل أيضًا. وتشتمل هذه المواد المسببة للحساسية على الحليب والسمك والجمبري والمكسرات والقمح والبيض.
يمكنك شراء حليب خاص من الصيدلية، بدلًا من إعطاء طفلك حليب البقر العادي. ذلك أن الحليب الخاص بالأطفال الذين يعانون من حساسية من حليب البقر يكون أكثر مرارة من الحليب العادي. كما أن الأطفال الذين ليس لديهم حاسة تذوق مكتملة تمامًا يكونون أفضل في تناول هذا الحليب من الأطفال الأكبر سنًا. وفيما يتعلق بالأطفال الذين لا يمكنهم التكيف مع هذا الطعم، يمكنهم الحصول على الكمية المطلوبة من الكالسيوم والبروتين من الأطعمة الأخرى، مثل: الدجاج أو لحم الخنزير أو الأرز أو أقراص الكالسيوم. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن حليب اللوز لا يعد بديلًا كافيًا لحليب البقر نظرًا لأنه لا يحتوي على مقدار كاف من البروتين.
وفي حين أن معظم الأطفال يستغرقون مدة تتراوح بين3 و5 سنوات لتجاوز هذه الحالة، فإن بعضهم يتعافى من هذه الحالة بعد مرور عام واحد. ومن ثم، يجب أن يخضع الطفل مرة أخرى لتحدي الطعام في المستشفى. يبدأ الاختبار بتناول قطرة واحدة من حليب البقر. ويمكن للطفل تناول واحد ملليلتر آخر من الحليب بعد مرور 15 دقيقة، فإذا لم يظهر أي تفاعل حساسية، سيتم زيادة الكمية حتى تصل إلى 30 ملليلتر. وفي حال عدم ظهور أي تفاعلات حساسية على الطفل، فمن الممكن إعادة إدخال حليب البقر إلى النظام الغذائي الخاص به. وفضلًا عن ذلك، قد ينصح الطبيب بعلاجات أخرى معينة على أساس فردي.