فهم الأطفال المصابين بالتوحد
مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على التخرج والنجاح في الحياة
التوحد عبارة عن اضطراب في النمو. عند تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال، يبحث الأطباء عن مشاكل في المجالين الرئيسيين التاليين:
• التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي
• السلوكيات المتكررة، عدم وجود مرونة سلوكية، اضطراب في الجهاز العصبي
يشمل التوحد مجموعة متنوعة من التأخيرات في النمو، فقد تكون العلامات واضحة أو خفية. في بعض الحالات، لا يمكن تشخيص التوحد في الزيارة الأولى، وللتقييم الفعال، يجب مراقبة العلامات والأعراض بشكل متكرر في عدة مواقع، مثل المدارس ودور الحضانة. قد يكون من الصعب تحديد علامات المرض أو تشخيصها، حيث تتطلب خبرة واسعة للأطباء حتى يتمكنوا من تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد وعلاجهم على نحو فعال.
عند سماع تشخيص إصابة طفلهم بالتوحد، يدخل بعض الآباء في حالة من الرفض ويرفضون قبول التشخيص في البداية. وفي بعض الأحيان، يخبرون الآخرين أن الطبيب قد شخص طفلهم للتو على أنه متأخر في التحدث لأنهم يخشون من أن يتم رفض طفلهم من قبل المدرسة لأن معظم الناس يعتقدون أن التوحد حالة خطيرة للغاية. ومع ذلك، وبسبب الجهود المستمرة لزيادة الوعي بالتوحد، فإن بعض الآباء يفهمون هذه العلامات ويشخصون أطفالهم في المراحل الأولى من التوحد. يؤدي التشخيص المبكر والعلاج الدقيق إلى تحسين النتائج بشكل كبير، مما يؤدي إلى نمو شبه طبيعي على المدى الطويل.
لا تعتقد بعض العائلات التي لديها أطفال مصابون بالتوحد أن أطفالهم يعانون من أي مشاكل ويتركون أطفالهم دون علاج. وتصاب بعض العائلات الأخرى بالاكتئاب وخيبة الأمل من أطفالها، فلا يدربون أطفالهم بشكل مناسب ولا يحفزونهم من أجل النمو. يفقد الأطفال المصابين بالتوحد فرصة النمو الطبيعي ويعودوا للعلاج عندما يكبرون، مما يزيد من صعوبة تدريبهم بشكل مناسب وتحفيز نموهم. عندما يترك التوحد دون علاج في مراحله المتأخرة، يضطر بعض الآباء إلى ترك وظائفهم لرعاية أطفالهم.
ينمو عقل الطفل بسرعة خلال السنوات الخمس الأولى من الحياة. إذا تم علاج الأطفال المصابين بالتوحد في وقت مبكر، سيكون لديهم فرصة للنمو الطبيعي، وسيتم تحسين مهارات التواصل الشفهي والتفاعلات الاجتماعية مع عدم وجود اضطرابات سلوكية متكررة. يستمر بعض الأطفال المصابين بالتوحد في الحصول على شهادتهم الجامعية والعمل بنفس الطريقة التي يمارسها بها أقرانهم غير المصابين بالتوحد.