دور الأب في نمو وتطور الطفل
دور الأب في مرحلة التطور المبكر لأي طفل هو أمر بالغ في الأهمية، ولا يمكننا أبدا التقليل من شأنه أو حتى مقارنته بدور الأم، حيث أن كلا منهما له مسؤولية منفصلة ولكنها مرتبطة مع بعضها البعض.
إن الآباء مؤهلين لدور الرعاية وفرض الانضباط على الأبناء. وهم قادرين على المساهمة المباشرة في اللغة، والقدرة المعرفية، والمهارات الاجتماعية والإنجاز الأكاديمي لأطفالهم. إنهم القدوة والمثال الأعلى لأطفالهم، وعندما يتعاونون جيدا مع الأم، يمكن للطفل أن يكبر ليصبح إنسانا سعيدا وصحيا من الناحية العاطفية.
تأثير الآباء الكبير على أطفالهم
إن الأولاد والبنات على حد سواء يقومون دائما بالنظر إلى الأب على أنه البطل الخارق بالنسبة إليهم.
سوف يفكر الصبي الصغير دائما بهذه الأنواع من الأفكار: أبي قوي ويمكن أن يحمل أي وزن، مهما كان ثقيل. أبي يستطيع أن يفعل الأشياء الصعبة في جميع أنحاء المنزل (وفي كل مكان آخر). أبي يحب سباق السيارات، وألعاب الفيديو، والمصارعة، والجري بصوت عال، ويمكنه رمي الكرة أفضل من أي شخص آخر – سواء كان ذلك كرة القدم أو كرة السلة. أبي هو مثالي الأعلى وأنا (في معظم الحالات) أريد أن أكون مثله تماما عندما أكبر.
الولد الصغير يريد أن يقوم بتقليد كل سلوك يقوم به والده في معظم الأحيان، وسيسعى للحصول على موافقته في كل شيء. يمكن للطفل أن يصبح نسخة مصغرة من والده لأنه ببساطة يراه بأنه أفضل رجل في العالم.
تقريبا في كل علاقة بين الأب وابنته، نرى بأنه يعاملها على أنها أميرته الصغيرة خلال الطفولة. فهو دائما مصدر الحماية الذي سيعطيني ما أريده عندما تقول أمي لا (حسنا ليس دائما، ولكننا نعلم أن بابا لا يستطيع مقاومة حبيبته الصغيرة أحيانا).
بعد الكبر والنضوج، فإن الفتيات في معظم الأحيان سوف يتطلعن للارتباط بالرجل الذي يحمل سمات مماثلة للأب. ففي نهاية المطاف، أبي يعرف “كيف ينجز أي شيء” لأنه ببساطة والدي الحبيبوالقوي، وأميري الساحر.
الآباء والأمهات يساهمون في كل جوانب حياة الطفل
تماما مثل دور الأم، فإن الأب الذي يشارك بفعالية في حياة أطفاله سيوفر لهم نمو صحي وسعيد من الناحية العاطفية والعقلية.
تم إنشاء رابط قوي بين الطفل والأم منذ لحظة الولادة. الآباء من ناحية أخرى سيقومون على الأغلب بتطويرعلاقة متينة مع الطفل في وقت لاحق من حياته.
قبل أن يصبح الطفل في عمر السنة، سوف يبدأ بالاشتياق والتطلع لإمضاء الوقت مع الأب والاستمتاع بوقته كثيرا معه، وخصوصا خلال وقت اللعب.
يستعمل الآباء أسلوب مختلف تماما عن الأم مع أطفالهم الصغار. قد يترجم ذلك من خلال الكلمات المختلفة أو نبرة الصوت، ولا ننسى التشجيع على المخاطرة أثناء اللعب. إن الحماس والتشويق الذي يعيشه طفلك عندما يرميه أبيه في الهواء ويمسك به مرة أخرى، على سبيل المثال، لا يضاهى و حقا لا يمكن مقارنته بكيفة لعب الأم معه.
فرض الانضباط
إن الرجال بشكل عام هم أكثر عقلانية في ظروف معينة. فهم يميلون إلى تجنب العواطف عندما مواجهة أي موقف جدي أو خطير، وبالتالي يمكنهم تطبيق قواعد الانضباط والسلوك على نحو فعال.
بين الأم والأب، يوجد هناك توازن في التحكم بالعواطف. فالآباء يستطيعون توجيه أي موقف بطريقة عملية ومقنعة.
من خلال خبرتي الشخصية، فإن الأب أحيانا يستطيع أن يسيطر على نوبات غضب الطفل بسرعة أكبر من الأم. هذا بالطبع لا يحدث دائما، ولكنني، كأم، مررت بعدة مواقف لم أستطع حينها أن أتحكم بغضب ابني ولم أقدر على تهدئته، وكان الأب متواجد لينقذ الموقف. لقد كانت نبرة صوته تحتوي على الصرامة والثبات مما شجع طفلي بعض الشيئ على تفهم الوضع “بطريقة منطقية” مما أدى إلى التهدئة من توتره في وقت قصير.
قد يكون لدى الآباء نهج مختلف، مما يجعل الطفل يستجيب بشكل أفضل في بعض الحالات. في حالتي، كانت مساهمة الأب في فرض الانضباط دائما داعمة للغاية لأننا كنا/ لا زلنا متفقين عندما يتعلق الأمر بتطبيق قواعد معينة.
كلما كان الأب قريبا من طفله، كلما اكتسب الطفل حياة صحية أكثر
ليس على الآباء أن يكونوا صارمين جدا مع أبنائهم.
وضع الحدود بين الأب وطفله خلال مرحلة نمو هو أمر مهم لكي لا يتم فقدان الاحترام بين الاثنين. ومع ذلك، فكلما كان الأب أقرب من طفله، كلما أصبحت حياة الابن أو البنت أكثر صحة وسعادة.
أن تكون قريب وصديق لابنك بالتأكيد سوف يشجع طفلك على أن يكون أكثر صدقا حول مشاعره ونواياه وخططه المستقبلية. وهذا الأمر سوف يساعد الأب لكي يكون على دراية وبالتالي يكون قادر على توجيه ومساعدته حبيبه الصغير، بالإضافة إلى دعمه بشكل إيجابي لاتخاذ القرارات الصحيحة.