مرحبا
الكولستيرول cholesterol
مادة شمعية لينة شبيهة بالدسم، لها بنية غول سيتروئيدي غير مشبع، مرتفع الوزن الجزيئي يتألف من خمس حلقات perhydrocyclopentanthroline ring مع سلسلة جانبية تتألف من ثماني ذرات كربونية. يمكن أن تؤستر الوظيفة الغولية على الكربون -3 مع حمض دسم لتشكل إسترات الكولسترول (الكولستيرول المؤستر). يكون ثلثا كولستيرول الدم مؤستراً، والباقي على شكل حر.
يوجد الكولستيرول طبيعياً في جميع أجزاء البدن. ويحتاجه الجسم للعمل على نحو سوي. يتوضع في أغشية الخلايا كافة بما فيها خلايا الدماغ والأعصاب والعضلات والجلد والكبد والأمعاء والقلب. ويعتمد الجسم على الكولستيرول في اصطناع الحموض الصفراوية التي تساعد على هضم الدسم، وفيتامين D، والهرمونات الستيروئيدية، ومن هنا تأتي أهميته الحيوية البالغة للجسم، إلا أن المستوى العالي للكولستيرول في الدم أي فرط الكولستيرول في الدم hypercholesterolemia هو عامل خطورة في أمراض القلب الإكليلية التي تؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية heart attack.
استقلاب الكولستيرول
يحصل الجسم على حاجته من الكولستيرول عبر الإنشاء الداخلي في الكبد الذي يوفر ما يعادل 500-1000ملغ/يوم، في حين يكون القوت المصدر الخارجي للكولستيرول الذي يفضل ألا يزيد عن 300 ملغ/يوم.
تعمل جميع الأنسجة الحاوية على خلايا منواة على إنشاء الكولستيرول ولاسيما الكبد والجلد والأمعاء والخصيتين والمبيض والكظر والجملة العصبية، حيث تقوم الجسيمات الصغرية microsomes والسيتوزول الخلوي بعملية الإنشاء. ويعد الأستيل كو أنزيم آ- acetyl CoA المصدر الأساسي لجميع ذرات الكربون في جزيئة الكولسيترول، فهو يشكل نقطة البدء في إنشاء حمض الميفالونيك mevalonic acid طليعة الكولستيرول.
تفرغ كمية من الكولستيرول الحر تقدر بـ 600-1000ملغ/يوم مع الصفراء، ويعاد امتصاص نصفها في الأمعاء.
يوجد الكولستيرول في الجسم بشكلين: شكل ثابت غير منحل 70? من كولستيرول الجسم يختزن ضمن النسيج الشحمي تحت الجلد، وشكل متحرك 30? ينقل بشكل بروتينات شحمية lipoproteins ضمن الدم.
هناك طرق عدة لاستقلاب الكولستيرول ومن ثم إفراغه خارج البدن، فقد تحصل هدرجة الرابط المضاعف بين الفحمين الخامس والسادس أنزيمياً بتأثير الجراثيم المعوية لتعطي مماكبين للكوليستانول وكلاهما يشكلان الكوبروستيرول الذي يطرح مع البراز. أو يمكن أن يتحول الكولستيرول إلى 7 - دي هدروكسي كولستيرول الذي يتحول بدوره بتأثير الأشعة فوق البنفسجية إلى فيتامين D3. في حين يتحول 80? من الكولستيرول إلى حموض صفراوية تطرح عن طريق الحويصل الصفراوي على شكل ستيرولات معتدلة إلى البراز، تدعى غليكوكولات أو توروكولات. إضافة إلى أن الكولستيرول يدخل طليعة في إنشاء الهرمونات الستيروئيدية.
يولد الطفل ومعيار الكولستيرول في دمه لا يتجاوز الـ70ملغ، وما إن يصل إلى السنة الأولى من العمر حتى يكون الكولستيرول قد ارتفع إلى 150ملغ.
ويستمر الكولستيرول على هذا القياس حتى سن البلوغ، حين يبدأ بالتصاعد مجدداً، إلى أن يستقر حول الـ180ملغ وهو حد سليم، أو يتجاوز ذلك بسبب عوامل شتى فيصل إلى الـ 300 ملغ أو ما يفوق.
القيم السوية للكولسترول
أشكال الكولستيرول في الدم
لا يمكن للكولستيرول وللشحوم الأخرى الانحلال في الدم أو الماء؛ لذلك تحتاج إلى وسيلة تنقلها إلى مختلف أنحاء البدن لتؤدي وظائفها الاستقلابية، فترتبط المواد الشحمية مع جزيئات شحمية أخرى أكثر قطبية وألفة للماء كالفسفوليبيدات والكولستيرول الحر إضافة إلى بروتينات تدعى الصمائم apolipoproteins لتشكل جزيئات كروية كبيرة تدعى الليبوبروتينات ولها أنواع عدة أهمها البروتينات الشحمية خفيضة الكثافة low- density lipoproteins (LDL) والبروتينات الشحمية رفيعة الكثافة high density lipoprotein (HDL).
يقاس الكولستيرول في الدم بالمليغرام وعندما يقال إن مستوى الكولستيرول قد وصل إلى 300 فإن المقصود هو 300 ملغ في كل ديسلتر (أو 100 سم3) من الدم.
ـ البروتين الشحمي خفيض الكثافة LDL: هو حامل الكولستيرول الأساسي في الدم. إن زادت كميته في الدم ترسب على جدران الشرايين المغذية للقلب والدماغ. وقد يؤلف مع الخلايا الرغوية foam cells والغليكوكانات والبلعميات phagocytes وغيرها لويحة plaque، وهي ترسب قاسٍ سميك يمكن أن يشكل عائقاً في جدر الشرايين. تعرف هذه الحالة بتصلب الشرايين atherosclerosis. ويمكن للجلطة (الخثرة thrombus) التي تتشكل قرب هذه اللويحة أن تسد جريان الدم إلى جزء من عضلة القلب وتسبب النوبة القلبية. وإن أحدثت هذه الخثرة إحصاراً في جريان الدم إلى جزء من الدماغ أدت إلى السكتة الدماغية stroke.
تظهر القيمة العالية للبروتين الشحمي خفيض الكثافة LDL كولستيرول (160 ملغ/دل وما فوق) تزايداً في عامل خطورة الإصابة القلبية. وإن كان الشخص مريضاً بالقلب فيجب أن يكون LDL كولستيرول لديه أقل من 70 ملغ/دل وهذا ما أدى إلى تسمية LDL كولستيرول بالكولستيرول السيء bad cholesterol.
ـ البروتين الشحمي رفيع الكثافة HDL: يُحمل ما يقدر بثلث إلى ربع الكولستيرول على جزيئة HDL البروتين الشحمي رفيع الكثافة، التي تحمله بعيداً عن الشرايين وتعود به إلى الكبد أي تجمعه من الجسم. وتشير بعض الأبحاث إلى أن HDL ينزع زيادة الكولستيرول من اللويحات وبالتالي يبطئ من نموها. يعرف HDL كولستيرول بالكولستيرول الجيد good cholesterol؛ لأن الكميات العالية منه قد تحمي من النوبات القلبية، والعكس صحيح أي إن قيم HDL الأقل من 40 ملغ/ دل تشير إلى خطورة أكبر.
العوامل التي تزيد من وطأة الكولستيرول
كثيراً ما يتفاعل عامل الكولستيرول مع عوامل عدة أخرى تزيد من وطأته وأهمها:
ـ أن يكون المرء ذكراً لا أنثى، إذ إنه يعرف عن النساء قبل وصولهن إلى سن الإياس قلة التعرض لخناق الصدر قياساً للرجال.
ـ أن يكون المرء مصاباً بفرط ارتفاع الضغط الشرياني، أو يكون مدمناً التدخين.
ـ أن يكون مصاباً بالداء السكري.
ـ أن يكون بديناً.
ـ أن يكون أحد والديه أو أولاده أو أشقائه وشقيقاته قد أصيب بخناق الصدر أو احتشاء القلب في سن مبكرة.
ـ أن يكون الكولستيرول الجيد في دمه أقل من 40ملغ.
الكولستيرول والحمية الغذائية
تحوي الأغذية الحيوانية مثل مح البيض واللحوم والدجاج والسمك والطعام البحري ومنتجات كامل الحليب الكولستيرول، في حين لا تحوي الأغذية النباتية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب والبذور الكولستيرول.
يستطيع الجسم أن يصطنع كامل الكولستيرول الذي يحتاجه؛ وبذلك لايحتاج الإنسان إلى تناوله. وتعد الحموض الدسمة المشبعة عاملاً أساسياً في زيادة كولستيرول الدم.
يتم نزع جزءٍ من الكولستيرول الغذائي الفائض من الدم عن طريق الكبد. وتنصح جمعية القلب الأمريكية بأن يكون المتناول من الكولستيرول يومياً أقل من 300 ملغ.
يحتاج الأشخاص ممن لديهم مستوى عالٍ من الكولستيرول إلى حمية أشد من الآخرين، إذ يجب ألا يتناولوا أكثر من 170غ (6 أونصة) من اللحم الأحمر أو السمك أو الدجاج يومياً، وأن يتناولوا منتجات غذائية خالية أو منخفضة الدسم، مع تناول بروتينات عالية القيمة من مصادر نباتية مثل الحبوب بدائل من المصادر الحيوانية للبروتين.
تساعد الفعالية الفيزيائية كإجراء التمارين الرياضية اليومية مثل المشي والعمل في المنزل أو في الحديقة والسباحة على تحسين عمل القلب والرئتين. كما تزيد من مستوى HDL لدى بعض الأشخاص.
الأدوية الحديثة المستعملة
تعد الحموض الصفراوية bile acid sequestrants من أول الأدوية المستعملة خافضة للكولستيرول خاصة LDL كولسترول ومن أهم أدوية هذه المجموعة كولسترامين cholestyramine وكولستيبول colestipol والكولسيفيلام colesevelam. كما استعمل حمض النيكوتين (النياسين niacin) للغاية نفسها. وليس لهاتين المجموعتين آثار جانبية.
وهناك مجموعة أخرى خافضة LDL كولستيرول تمثلها مثبطات أنزيم HMG CoA-reductase المساهم في إنشاء الكولستيرول، وهي مجموعة الستاتينات statins أهم أفرادها أتورفاستاتين atorvastatin، فلوفاستاتين fluvastatin، لوفاستاتين lovastatin، برافاستاتين pravastatin روسوفاستاتين rosuvastatin وسمفاستاتين simvastatin. وهي فعالة جداً في تخفيض قيمة الكولستيرول LDL على الرغم من بعض التأثيرات الجانبية قصيرة الأمد كالاضطرابات الهضمية.
وتخفض مجموعة أخرى كلاً من الكولستيرول والغليسيريدات الثلاثية TG’s (triglycerides) تمثلها مشتقات حمض الفبريك وأهمها الجمفبروزيل gemfibrosil والكلوفبرات clofibrate، إضافة إلى البروبوكول probucol وله التأثير الدوائي نفسه.
وتتوافر حالياً أدوية حديثة تعمل على تثبيط امتصاص الكولستيرول في الأمعاء الدقيقة أهمها أزيتمايب ezetimibe. وينصح بتناوله مترافقاً مع الستاتين.