لما دخلت على الضابط .شعرت بهِ تفاجئ وكأنه رأى شيء غريب دخل عليهِ ثم نظر الى بنطروني الكابوي وتبسم .ورفع رأسه الى سترتي الشيك وسمعت منه تخرج ضحكة وبصوت .قلت في نفسي الله واكبر .ياترى كم انا شياكة واناقة افضل من شياكة اهل بغداد والا لماذا تبسم الضابط وضحك .بأحترام وارتياح .
الرجل قام من كرسيّه ورحب بي اشد ترحيب . جزاه الله كل الخير . فقلت في نفسي ياترى كل اهالي بغداد بهذة الطيبة والاخلاق اما اني صادفت اخيارهم الله اعلم واتمنى ان يكونوا كما اظن .؟
المهم .
عرضت مصيبتي وسالني بكل التفاصيل ثم .اتصل على احدهم بالدولة .وجاءه الجواب واخبرني بما هو آتي .
فقال لي .
يارجل هذة الدائرة صارت لها فروع في كل المحافظات .ويجب ان تعطي اوراقك الى دائرة متخصصة بهذا الشأن .بمحافظتك ومن ثم الدائرة هي التي تبعث الاوراق الى بغداد .
فقلت له ومايعني ذلك بالضبط .
فقال لي .ارجع الى محافظتك واعطيهم اوراقك وهم الذين يقومون بالواجب ثم تعود الاوراق وتحسم قضيتك .؟
يقول عندما سمعت ذلك .انقهرت وتضجورت وانا شبعت ضيم الا وصلت الى بغداد حتى ماتونست بها ولاتعرفت على طرقاتها مجرد تعب ارهاق ضيم كل شيء رديئ اصابني من هذة السفرة اللعينة .
ثم امر الضابط .بوجبة غداء طيبة وبعصير لم اتذوق مثله طيلة حياتي ولااعرف ماهو اسمة حتى سالت احدهم على ان العصير هذا جديد .
فضحك وقال لي لا صار له اكثر من عشرين سنه . عجيب طيب شنو انا عراقي .لو نزيل مؤقت بالعراق .لعن الله حزب البعث طائفي خبيث يفرق بين ناس وناس لابارك الله بكم .
المهم .
قبل العصر مثل الوقت الذي جئت بهِ الى بغداد رجعت بهِ الى قريتي .
ومن سيارة الى سيارة ومن انتظار الى انتظار حتى الصباح فوصلت الى قريتي الساعة السابعة صباحا .
تفاجئت فوجدت امي واخواتي صاحيات وكأنهن يبحثن عن شيء ضائع منهم .
وعندما تقربت منهم . فراحت أمي تهلهل .
واختي صاحت أي أجه الجادر .انا مفتهمت شنو الهلهولة شنو الجادر .ماعرفت
وكأنهم منتظرين هداية من حضرتي الانيق
ـــــ
تعريف الجادر .وهو
عبارة عن خيمة قماشها خشن قوي يصبّوا عليهِ الشمع حتى لايتخلله الماء ثم ينصبوه للفواتح اوالاعراس .او يجعلوه كخيمة ويسموه بيت الشعر .
ــــــــــــ
المهم امي هلهلت واختي صاحت جاء الجادر واختي الثانية صاحت أي أجه قبوط عبوسي .كل هذة الاشياء اسمعها ولاافهما .
ثم جاء ابي وقال لي .
اين كنت البارحة واين قضيت ليلتك .
تعجبت وقلت له ياابي .انت ارسلتني الى بغداد .استغرب ابي ولطم على كصته .ثم قال .
ياجماعة جيبو الشرطة ليأخذو ابني الى الشماعية .(مستشفى المجانين)
فقلت له ياابي شنو الصار ولماذا انت بين الغاضب والضاحك .
فقال لي .
ياولدي نحن قلنا نريد احدنا يذهب .بالاوراق الى احدى الدوائر بمركز المحافظة .ثم هذة الدائرة ترسل اوراقنا الى بغداد ولم نقل نريد احدنا يذهب الى بغداد .
الظاهر انا لما سمعت بكلمة بغداد .ولطالما كان حلم يقظة يراودني بأن ازور بغداد .فلم افهم من كلامهم الا ان يجب ان اذهب الى بغداد .
سمعت بغداد وقفّلت رأسي على هذة الفكرة وتطوعت من حالي بالسفر وهذة النتيجة لاحظ ولابخت .
ثم جلسنا وبعدها تصاعدت اصواتنا .فقلت لهم اتركوني لحالي اشوية .حتى اغيّر ملابسي الانيقة وأعود لكم .؟
رجلية كانت متورمة وتتصبب من الدماء لان الحذاء بلاقاعدة . وسترتي ضيقة جدا عليّه وغليظة فبصعوبة خلعتها ثم حاولت انزع بنطروني الكابوي حاولت وحاولت فلم استطع .حتى استعنت بأمي وابي .
جاء ابي وجائت امي .وكل واحد من ردن .من طرف يسحبوا بالبنطرون .الكابوي .والبنطرون ملتصق بالتمام والكمال على افخاذي ثم هم يسحبوا وانا اصيح آخ آخ . على كيفكم . صارت هوسة وبالاخير جرّوه .مرة واحدة وبنفس القوة .
فخرج مع صوت قوي وانا صحت آخ .بصوت اقوى ثم تبيّن انه سحب (هلس) كل شعر ارجولي معه .ليش لماذ .
ونحن في تلك الحالة والهوسة سمعت ابن عمي عبوسي يبجي ويصيح وين قبوطي .معطفي .؟
المهم خرجت خارج غرفتي .ودخل عبوسي مسرعا الى غرفتي ثم ظهر بسترتي وهو فرح ويصيح الحمد لله هذا قبوطي .؟
بالاخير عرفت كل شيء ياصاحبي يقصد انا صاحبه .
فقلت له ماذا عرفت .؟
التفت الي وهوباسماً ثم قال .؟
السفرة كلها غلط هاي اولا .
ثانيا .البنطرون الكابوي اصله شنهو .
فقلت له شنهو .
فقال .
ابي عنده محراث زراعي قديم ومعتز بهِ .وقالوا له اصنع الى ركائزة قماش من الجادر الغليظ ولان الجادر الغليظ مطلي بالشمع فالارطة الدودة الاكلة للخشب لاتلمسة والشمس والرطوبة لاتهلكة ماينفعه الا قماش الجادر ليعمّر طويلا .
واختي .صنعت من احد الجوادر المنتهية صلاحيتها ومرمية على جنب بالبيت اشبه بالزبالة .القمامة .
والمحراث له ركائز تمسكه منها حينما يعمل .
خشبتين مرفوعات للاعلى شبه رقم سبعة ..
فأختي صنعت قطعة من الجادر على شكل بنطرون ووضته على الركائز وفي طرفة حبل يشبه الحزام .وانا خرجت من الصبح ولبسته حسبته بنطرون وعندما لمسته تحسسته خشن حسبته كابوي .
وطبعا كلما تقوى اشعة الشمس كلما يهيل اويذوب الشمع فيلسع افخاذي وانا كنت اظن طبيعة الكابوي هيج .
هذا البنطرون .يعني كان فزّعة للطيور وانا لبستها على اعتبار بنطرون كابوي موديل حديث .؟
اما الحذاء .فالظاهر اخي يمشي (في سوك هرج) سوق لبيع الاشياء المستخدمة .
صادفه حذاء صيني تقليدي مصنوع من الكارتون الورق الخشن . واشتراها بمايعادل نصف دولار .وجاء بها الى قريتنا ليعرفنا على الصناعات المغشوشة وانا حسبتها آخر موديل من الاحذية .
طلعت كارتون ومشيت عليها بلا قاعدة .
فقلت له والسترة .اعتقد انها الافضل في ملابسك .
نظر الي ثم تبسم وبعدها راح يضحك بصوت جدا عالي .
فقلت ماذا اصابك ولماذا تضحك .
فقال لي .
طلعت معطف عبوسي .
الظاهر انها معطف للصغار وحين يلبسها الكبير تصبح وكأنها سترة . يعني من جانب القياس .
انها معطف عبوسي وانا كاشخ بها كسترة من دون علم .
ثم ضحكنا نحن الاثنين .ومضينا نتمشى .
عاد انا رميت الحذاء الاخرى وصرت امشي مجرد بالجواريب .
وكلما ينظر لي الناس بأستهزاء فأتذكر مصيبة صاحبي وارفع رأسي لان لاشيء مني يشبه مصيبة صاحبي .
بنطرونه جادر بالشمع .
وسترته معط للصغار .
وحذائه كارتون وبلاقاعدة وهو يمشي في بغداد .
فأنا الافضل .حافي ولاملابس صاحبي
تمت والحمد لله
بقلمي
اخوكم الاشتر
4-10-2020