يقول بقيت اكثر من ساعة .في النهضة .لااعرف اين اجد سيارات الامام ع .والمشكلة اكثر الناس بالكراج هم مسافرين وكل مااسأل احدهم عن موقف سيارات الاجرة اما يقول لي لاادري .واما يوصف لي طريقاً .اساسا انا مااعرف اي نقطة من الارض واقف عليها الان .
فيقول لي اطلع من هنا وخذ يسرة وروح يمنه وتسمع اصوات السواق ينادون للناس الى المكان المتوجهين له للكاظم او مدينة الصدر اوغيرها من المناطق .
لحد هذة اللحظة .وانا لم اتريك .افطر . ولم ارتاح ولازلت اشعر اني تائه .
حتى بدا .الوقت يتقدم نحو الظهر والشمس تبعث بلهيبها على الارض وانا اسير تحتها واتلوّى من لهيبها .
والجوع بدأ يناغم مصاريني . والعطش مستمر . صرت اشبه ببعير اشرب اكثر من قابليتي حينما اجد ماء الا ان البعير افضل مني لانه يحمل كيس احتياطي وانا مثقوب من الاسفل .أشرب الماء من الاعلى واسكبه من الاسفل .؟
وبعد الظنى والضيم .حصلت على تكسي الى سيدنا الكاظم ع .
شوف الغير محظوظ .
انها فرصة كبيرة اخذتني الى بغداد .لكنني لم اشبع ناظريّه بمناظرها الخلابة ولا بشوارعها واشجارها ونخيلها .فعندما صعدت السيارة .
ظللت اعالج وأتألم من حذائي اللي هي حذاء ابن هاشمية بالاصل .
فانحرمت من مشاهدت كل شيء جميل في بغداد .بينما كنت جالس بالصدر .بالامام . السيارة تسير وانا مشغول بوخز قدمي من الاسفل .
ثم وصلنا الى سيدنا الكاظم عليه السلام .
وكما تعرف الارهابيين والبعثية المطلوبين للعدالة .انهم يحرقوا اليابس والاخضر في زمانها والى الان .ومن جراء ذلك فعملوا حزام من الكونكريت لحماية الزائرين وهذا الحزام يكون بعيد جدا عن المرقد الشريف . فيتوجب على الفرد ان يمشي مسافة طويلة حتى يصل الى قبره الشريف .
يقول .
نزلت من التكسي .ورحت ماشيا على الاقدام .
الدنيا زادت بلهيبها .فصرت امشي واشعر بلسعة الارض الملتهبة . زيادة على وخزات الحصى الناعمة .
ثم بعد عناء كبير فوصلت الى الصحن الشريف .
قال لي تعرف الكيشوانية .
قلت له نعم .لكنه لم يهتم لجوابي وراح يشرح .
فقال الكيشوانية .عبارة عن صناديق داخل كشك كالبقاله .لكنه مختص بحفظ الامانة مثل الحذاء تتركها عندهم وتدخل الصحن الشريف لتصلّي او تضع اغراضك الخاصة مثل التلفون اومحفظتك وكل اشيائك .وعندما تخرج تجد كل شيء سليم ثم تأخذهم وانت مرتاح .
انها خدمة عظيمة في ذاك المكان وبارك الله بالعاملين عليها .
يقول .
كانت في ذاك الزمان تودع حاجياتك فيها بدرهم بقدر دولار في هذا الزمان يعني .كلما تدخل تصلّي ركعتين بدولار .فاذا انت قادم من بعيد طبيعي تخرج وتدخل للامام على طول اليوم .وعليك في كل دخول دولار. لارحم الله راعي النظام انذاك . الصلاة في زمانه جزيتها أما السجن اوالاعدام اودفع ضريبة مادية لارحم الله موتاكم ولابارك الله بأتباعكم .؟
المهم .
وصلت للكيشوانية .وحمدت الله .
فتوقفت لانزع حذائي اللماعة حذاء ابن هاشمية . لاعطيها الى رجل الكيشوانية .وانا انزع .فتفاجئت .
بأن حذائي بلاقاعدة من التحت .
الظاهر كانت مجرد صيني تقليد .مصنوعة من الكارتون .وانا امشي بقبق حذاء بقيطان وبلا قاعدة .والحصى نائم بين لحم رجلي من الاسفل والدم يسيل وانا لاادري .كنت اتصوره تعرّق .
الصراحة استحيت انطيها للكيشواني .يعني .
شنطيه .قبق حذاء فقط .
ثم نزعتها خلسة عن الناس ولم اجد لها مكان مناسب .سوى بجنب سطل الزبالة .القمامة . حتى من يراها يعرف انها مرمية ولايستهزء بصاحبها .
المهم .
اكملت مراسم الصلاة من الوضوء وتبعاته ودخلت للامام ع وصلّيت الصبح المتأخرة ودعوت الله ان يعيدني سالماً الى قريتي .
ولاني بدأت اشعر اني في ساحة حرب ولست زائراً داخل وطني .
وعندما خرجت من الامام .فوجدت سقف حذائي في مكانه ولاواحد متقرب له .ماذا يريد من هذا المسمى حذاء .
فوضعت سقف الحذاء على ظهر اقدامي ورحت افكر .اين افطر وماذا اطلب على الفطور .والساعة الان تقترب من منتصف النهار .
فصرت امشي بلامعرفة للطرق وكأني اثول .مخول .
ثم بدأت اشعر بلسع على افخاذي من خشونة البنطرون الكابوي .وقلت في نفسي وكنت على قناعة تامة بما فكرت .
انه انا ليس رجل يلبس الماركات ولامن جماعة البنطرون ولهذا جسمي .يمكن صار يتحسس واشتهى الدشداشة الفضفاض .
قنعت نفسي بهذا العذر وصبرت وتصبرت على لسعات بنطروني الكابوي الماركة الثمينة .واقول له في نفسي اذا انا ماأستاهلك اصبر علي اشوي واذبك وروح الى صاحبك ابن هاشمية .
الحر يزداد واللسع على افخاذي يزداد معه وانا اروح شمالا ويمينا ابحث عن طريق يفضي الى احد المطاعم .واستحي اسئل احد .
خاف يكول هذا زوج غشيم ومايندل .وانا حقيقة ماأندل الطريق .ولاني محروم من زيارة امامي الكاظم ع منذ طفولتي وحرمها عليّه اللي مايسماش لعنة الله عليه .
يتبع