كم كذبت عليّ تلك العرافة العجوز
حين قرأت لي طالعي يوما وأخبرتني
بصوتها الأجش
أنني سأتقن طي صفحات الخيبة
وأن أوجاع وطني لن تطول
كم كذبت عليّ تلك العرافة العجوز
حين قرأت لي طالعي يوما وأخبرتني
بصوتها الأجش
أنني سأتقن طي صفحات الخيبة
وأن أوجاع وطني لن تطول
.
انا كل نهار انام واستيقظ على حق رد جديد ....
حق رد الورد على الشوك
وحق رد اصابعي
التي تركت وحيدة في الطريق
حق رد قلبي
على الرصاص الذي اغتاله
حق رد دمنا على اكثر من سيف
نشتمه ونهدده
ثم نبتسم في وجهه
نبتسم لطعنته
ولإطلالة المستنكرين من الساسة
ونقنع انفسنا انها سياسة
خذ قنبزا
وارمه على رؤوس الطير
كي تصمت
او احبسها في الشباك .....
حق رد يوسف على اخوته
فمنذ ذاك الوقت
وانا احتفظ بحق الرد
يا يوسف .. ليتك لم تسامح
وعلمتنا ان الكرامة لاتعطى
بل تأخذ عنوة ...
ويعقوب لايرد له بصره برؤيتك فقط ...
انا كل يوم اثور واغلي
على حقوق لا رد فيها ...
حتى تكدست رمال الطريق فوقي
واخفت صوتي
والتاريخ طمرني
وكتبه استهلكتني
ودجنتني بين سطورها ...
والطريق الذي كنت سيده
اصبحت متسكعا على ارصفته
والعالم يسخر منا
ويعد لنا حقوق ردنا
قبل المئة وبعد المئة
قبل القربان والعشرين ...
انا كل صباح افكر بروعة الخالق
الذي خلقنا في مدجنة
والمدجنة في مزرعة
والمزرعة في ارض مقدسة
لامطر فيها ولا غيوم
وقال لنا
مباركون انتم مباركون ....
انتم الثمار والحقل والعود ...
ايها الرب .....
اقطفنا دفعة واحدة
فلا طاقة لنا
على انتظار ريح القيامة
واليوم الموعود
في جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل أن تلتحم نفسه بجسده مرة أخرى ليعيش السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد سأله قاضي محكمة الارواح : أيها الروح هل كذبت ؟ قال : نعم كذبت على زوجتي في مدح جمالها وجودة طهوها .
القاضي : وهل عذّبت حيوانًا ؟
الروح : كلا . عدا ذلك العصفور الذي أعجبني صوته ، فحبسته لمدة يومين ثم أطلقته .
القاضي : هل أسلت مرة دماء حيوان دون ذنب ؟
الروح : كثيراً يا سيدي حين كنت أقدّمه قرباناً للإله كي أطعم الفقراء .
القاضي : هل كنتَ سبباً في دموع إنسان ؟
نعم ، أمي حين مرضتُ بين يديها .
القاضي : هل لوّثت مياه النهر ؟
الروح : نعم حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي .
القاضي : هل قتلتَ نباتاً أو زهوراً ؟
الروح : نعم ، حين إقتلعت زهرة لحبيبتي .
القاضي : هل سرقت ما ليس لك ؟
الروح : نعم . سرقت قلب وحب جيراني من غير ملّتي وديانتي .
القاضي : هل تعاليتَ على غيرك بسبب علوّ منصبك ؟
الروح : كنت أرى نفسي أضعف الخلق أمام عظمة الرب .
القاضي : هل إرتفع صوتُك أثناء الحوار ؟
الروح : لم أكن أحاور سوى ربي باكياً هامساً .
القاضي : هل خاض لسانك في شهادة زور ؟
الروح : قلتُ زوراً حين سترت على جارة لي .
القاضي : هل قبلتَ رشوة ؟
الروح : نعم ، كثيراً جداً عندما تلقيت قبلات من طفلتي لتلبية طلباتها .
القاضي : ما هو أهم عمل صالح قمت به ؟
الروح : كنت يداً لمشلول ، وساقًا لكسيح ، وأباً ليتيم . فكان قلبي نقيّا ويداي طاهرتان وغنيت وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي في فرح جار لي من غير الأوغاريتيين .
القاضي : مبروك لك أيها الروح . لقد نجحت في المرحلة الأهم .
قالها القاضي وهو يقفل المحضر تحت نظرات الإستغراب من الروح .
الروح يسأل : يا سيدي القاضي - ألن تسألني عن إيماني وعبادتي وصلاتي وصيامي ونسكي ؟
القاضي : لا أيها الروح الطاهرة . تلك قضية لا سلطة لأحد عليها ويحددها الرب وحده فقط .
================
رائعة تاريخية من نص "أوغاريتي" كُتب منذ أكثر من سبعة آلاف سنة ، وهو محفوظ اليوم في "متحف اللوفر في باريس" .
لا تمر لحظة
دون الشعور بالحنين
لعدم
ما قبل الولادة،
لنعمة اللاوجود.
"في العزلة يلتهم المرء نفسه، و وسط الحشد يلتهمه الآخرون، فاختر بين الإثنين إذن"
_______________
✍️فريدريك نيتشه
الجهاد الحقيقي هو ان تعيش بالحلال..وسط كل هذا الحرام المنتشر......
منذ مأدبة أفلاطون ... و منذ المأدبة التي أعدها الشاعر أجاثون والخطب التي تلاها الفلاسفة و الشعراء عن الحب حتى يومنا هذا لم يتغير شيء . وحده الشاعر أريستوفان كان الأكثر شاعرية حين قال
( في قديم الزمن، كان البشر يمتلكون رأسين، وأربع أذرع، وأربع سيقان، وضِعف قوة أي منا الآن. لكن زيوس كان خائفا من قوتهم وتمردهم، أمسك زيوس سيفه وهوى على أجسادهم قاسما كلا منها إلى نصفين. ومنذ تلك اللحظة، كُتَب على كل منا أن يعيش معذبا إلى الأبد بحنين لا شفاء منه لنصفه الآخر.)
و يبقى السؤال : لماذا نحب ؟؟ و ما حاجتنا للحب ؟؟ وهل نحن قادرون على الحياة من دون حب ؟؟؟
.................................................. .................................................. ...........
بحر لاواديسا