كان الرجل مشغول .ينظف في سيارته .
سلمت عليه .الرجل رد السلام بأحسن منه ثم التفت عليّه وتبسّم .انا سرعان ماجاء في بالي .انه تبسّم لجمال ملابسي واتذكر اطال بالنظر الى بنطروني .فقلت بنفسي يمكن .بنطروني ماركة مشهورة وقليل مايوجد منها في بغداد وسعيد الحظ .الذي يحصل على بنطرون بنفس ماركة بنطروني .
ثم نظر الى سترتي .جاكيتي . فشعرت بالفخر .وقلت في نفسي .اها الظاهر انا شياكة . ويمكن هاي الماركات لاتوجد بالعاصمة .؟
المهم .
فقال لي .تعرف اني لواصادف هذا الرجل الذي صادفته في تلك اللحظة .لكان جررته الى بيتي ضيفاً ولو بالقوة واذبح له نصف حلالي وحتى لو اراد أمرأة من عندنا ليتزوجها قسما اعطيه وبرحابة صدر .
ذاك الرجل البغدادي جعلني احب بغداد واهاليها وشوارعها وكل من كان على خارطتها .انه رجل اعتقد فيه خصلة من النبوّة .
طبعا .قلت له عمي انا اول مرة ادخل بغداد واريد ان اذهب الى سيدنا الكاظم عليه السلام .
الرجل قال لي .
لاميصير لابد وان تدخل بيتي استضيفك لفترة .تسبح وتأكل وترتاح ثم ادلك على الطريق .؟
يقول صاحبي والله استحيت .ولوجبرني ودخلت لكان نزعت حذائي على الرصيف ودخلت .لاني ماشايف ارصفة وورود على جدران البيوت .
فكنت احسب بيته قصرا .ثم صفن صاحبي وتحسّر وقال لعنة الله ع الظالمين .
يقول الرجل .يأس مني .ثم قال لي .
ياابن العم .لاتوجد من هنا سيارات للكاظم .فلازم تذهب للنهضة وبعدها تركب سيارة للكاظم .
آها عجيب .يامنعول الوالدين لابارك الله بك .
الرجل استغرب وقال لي لماذا تقول لي هكذا .
انا ضحكت واعتذرت منه وقلت له العفو عمي انا اقصد صاحب السيارة .اللي جئت بها من محافظتي .قال لي هذة بغداد وانا فكرت ليش اخسر كروة أجرة .خو من هنا واروح للكاظم .
النوب راح اخسر قاطين .
ضحك الرجل البغدادي وقال لي . نعم انها بغداد ولكن هذا المكان ابعد نقطة لسيدنا الكاظم ع .
قلت له والنتيجة .فقال لي .لاتهتم .وافضل تدخل ترتاح وبعدها اركبك سيارة اجرة للنهضة .
انا رفضت وصررت على انني امضي قدما وبسرعة .
الرجل البغدادي كثر الله من امثاله وبارك به .ترك عمله واخذني الى الشارع العام وأوقف سيارة اجره وقال الى السائق اوصله الى النهضة .
ثم دفع الاجرة لي وانا مجرد ساكت وانظر .
صعدت السيارة وودعت الرجل اللي مااعرفه ولااعرف مااسم منطقته ولم التقي به الى يوم القيامة الا اللهم ترمينا الصدف ذاك حادث له حديث طويل .؟
لما تحركت السيارة .وبعد ماخلص السلام عليكم والله بالخير .سألني السائق وقال لي .
هذا بنطرونك ماهي اسم ماركته .فقلت له هذا كابوي اصلي . ولكني لبسته اول مرة البارحة ولم اعرف ماركته والصراحة .هو جاني هدية من احد اقاربي . يوم امس بالليل .
تبسم السائق وقال .هاي الماركة .يمكن بس عدكم بمناطقكم لاني ماشايف مثله ابحياتي .
فيقول صاحبي .
لما ابوالتكسي يعبّر عن اعجابه في بنطروني .انا استغربت وقلت في نفسي . ياملعون ياأبن هاشمية . ماتلبس الا ماركة غريبة ودخول منتجاتها خاصة بالعراق لاغيره ؟ .
ثم قلت الى السائق هل تعلم ان الرجل الذي اركبني معك ايضا كان معجب في بنطروني .
فتبسم السائق ونظر الى بنطروني ثم الى سترتي وارى ابتسامته تتوسع حتى صارت ضحكة . يعني ضحكة كبيرة ثم تغرورقت عيونه بالدمع من شدّة الضحك . وانا ضحكة معه .
ثم مسح دموعة .وبعدها قلت له ولماذا ضحكة هكذا وبقوة .
فضحك مجددا .ثم قال لي .
لان هذا الرجل ذوق والظاهر يشابهني بالتفكير . انا ارتحت لهذا الجواب .
..
عند جلوسي بالسيارة وبعد ماارتاحيت قليلا بدأت اشعر بوخز تحت قدمي وكأن أثر الحصى الناعم تحت اقدامي .
ولكني اخجل ان اتفحص المشكلة فصبرت على الالام والوخز وصرت اقلب برجليه وكلما تدحج تحتك بشيء أتألم ولااعرف شنو المشكلة .
ثم وصلنا وجهتنا الى كراج النهضة .
فنزلت من السيارة .واول مانزلت أشعر كأني حافي القدمين .فقلت في نفسي غضب الله عليك ابن هاشمية .هذا اقاربي وجاري يسكن بالقرية المجاورة لنا . وهذة ملابسة حسب ماقالت لي امي .
المهم تألمت قدماي .وقلت قبحك الله ابن هاشمية حتى احذيتك .كيكية .يعني مجرد كشخة وليس للمسافات الطويلة .
ولكني لااهتم فسرت عليها رغم وخزات الحصى التي اشعر بها من وراء قاعدة الحذاء .
ثم ذهبت ابحث عن سيارات الاجرة المتوجهه للكاظم ع .
وحينما كنت امشي فأنني أتلوّى وصابر على وخز الحصى .
ثم بدأت الدنيا تزداد بأرتفاع الحرارة وانا لابس كابوي وسترة وحذاء من الجلد الاصلي .
طبعا حين ماخرجت من اهلي كانت شديدة البرودة حيث نحن نسكن بشبه صحراء ولاعمارات اوبنايات سكنية تحجب هبوب الريح الباردة .
لكن الان بدأ ينتصف النهار والحر يشتد .ماذا افعل اتجاه ملابسي الثقيلة وانا غريب شبه تائه ولااعرف اين انا .؟
يتبع