طالب ك إبراهيم - إذاعة هولندا العالمية استطاع أبو محمد الجبّان، المواطن السوري الذي يسكن في مدينة حلب، تزويج ثلاث من بناته إلى سعوديين في فترة سابقة، و ودع الفقر إلى الأبد.
بداية موفقة
في حديثه مع إذاعة هولندا العالمية، يقول الناشط المدني محمد مأمون العباسي، أن 'الجبّان' كان فقيراً، وكان يعمل في أحد الورش الصناعية في مدينة حلب، وقد زوج ابنته الكبرى، إلى أول رجل طلبها، لكن فيما بعد وصلت إلى أذني تاجر عقاري يسكن في أرقى أحياء حلب، أن بنات 'الجبان' جميلات، فطرق باب منزله، وتلك كانت فاتحة المال والذهب على 'الجبان'، وعلى آخرين في ذات الحي.
مراقبة وتزوير
يضيف 'العباسي'، أن الكثير من الأسر الحلبية الآن تراقب فتياتها بدقة، والجميلة بينهن، يتم تخزينها، للزواج من خليجي،عملية المراقبة تكون صعبة وقاسية على الفتاة وعلى الأسرة، من حيث تأمين ما يلزمها لتبقى جميلة، و حماية عذريتها عبر إلزامها البقاء تحت المراقبة، و التواصل الدائم مع مكاتب عقارية تؤمن الزوج المناسب، و يعتقد العباسي، أن ظهور هذا النوع من الزواج كان في دمشق وفي حلب لكنه انتقل فيما بعد إلى كل المدن السورية، ولكن رغبة الخليجيين بأن تكون زوجتهم من دمشق أو من حلب أعاد العملية إلى كلتا المدينتين، و لا يستبعد العباسي وجود حالات تزوير كثيرة بمواليد الفتيات السوريات، وإرجاع مواليدهن إلى كل من حلب ودمشق لضرورات الزواج.
عمليات تجميل
في فترة سابقة، كانت تتم عمليات تجميل لبعض الفتيات، وقد تم تزويجهن، لكن جرى طلاقهن فيما بعد، لأن الصفقة التي تمت بين الزوج الخليجي والفتاة وأهلها، لم تكن على قدر الطلب والأموال التي دفعت لذلك، و يضيف العباسي، هذا لا يعني أن الزوجة السورية الجميلة، والتي لم تتعرض لأي عملية تجميل، أنها لا تتعرض للطلاق، بل على العكس تماماً، فلقد تعرضت الكثيرات منهن لذلك، بعد أن فقدن جمالهن لأسباب كثيرة، منها الحمل والإنجاب، ويضاف إلى كل ذلك أن الزوجة السورية، لن تكون الزوجة الأولى، أو الرئيسية، ولكن غالب الأحيان تكون الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أي تكون بمثابة الاحتياط في عالم النساء، وعند أي خطأ أو فتور أو مصيبة، يتم تطليقهن وإرجاعهن إلى سوريا، وطبعاً مع ما يضمن مستقبلهن، و لكن لا قاعدة عامة في ذلك، إذ يقول العباسي أنه سمع من آخرين عن مآسي حصلت مع أسر بنتيجة تطليق بناتهن، لكنه لا يعرف أيّاً منهن.
مكاتب خاصة
يشير العباسي إلى 'أبو العبد'، الذي يملك مكتباً عقارياً في أحد أحياء دمشق، و يتاجر بكل شيء يدخل في باب الحلال، ويرضي شرع الله، كما يقول 'أبو العبد'، وعمليات تزويج فتيات سوريات إلى كل البلدان، أمر يرضي الشرع، خاصة إذا تم وفق الأصول، أي إرضاء الطرفين، مادياً ومعنوياً، ويؤكد العباسي أن إتمام المكتب العقاري، لمعاملات الزواج تلك، يؤدي بالنهاية إلى حصوله على ثمن أتعابه، والتي هي بالضرورة، تعادل أضعاف الأتعاب التي يحصل عليها من أي عملية تجارية أخرى، وفي غالب الأحيان، وبسبب رضى الطرف الخليجي من حالات الزواج التي يستثمرها المكتب ذاك، يضاف إلى أتعابه المزيد من المال تعبيراً عن المودة.
الرابح الأكبر
يؤكد العباسي أن أي حالة زواج يتم تحديد المهر، ومصاريف العرس، و صولاً إلى تحديد حجم المساعدة التي يجب أن يقدمها الزوج إلى أهل العروس، ويضيف أن حالات زواج كثيرة، تمت بالمجان، نظراً لأن أهل العروس كانوا فقراء، ولا يعرفون ماذا تعني الصفقة التي تمت، وغالب الأحيان يتلقى 'السمسار' أي التاجر العقاري الذي أشرف على العملية غالباً يتلقى القسم الأكبر من الأموال، بحكم علاقته مع الخليجي الذي يريد فتاة للزواح.
و يضيف العباسي، أنه ظهر حديثاً طبقة جديدة من التجار، هم بالأساس الفتيات اللواتي تزوجن من خليجيين، أو أخواتهم الشباب، بحكم تواصلهم المباشر مع الخليجيين، في البلدان الخليجية.
المهر والمصاريف
يؤكد العباسي أن المهور تتراوح بين30 ألف دولار والمليون دولار، وهناك حالات عديدة تخطت عتبة 5 مليون دولار، يضاف إلى كل ذلك راتباً شهرياً يدفع لأهل الفتاة والذي يقدر بحوالي300 دولار، حسب الزوج ووضعه المالي و حسب أهل الفتاة.
ويضيف العباسي، أنه في مرحلة لا حقة، صار الزوج الخليجي، يطلب تاريخ صور الفتاة، التي يرغب في الزواج منها منذ طفولتها، حتى لا يتم خداعه بجمال مزيف صنعه أحد أطباء التجميل السوريين.
جيل جديد من الخليجيين
في حدسثه مع إذاعة هولندا العالمية يقول طارق علي الحسن، إنه يعمل كمهندس في السعودية منذ حوالي 13 سنة، ويضيف أن لديه ثلاثة أطفال يدرسون هناك، وقد لاحظ الحسن أن مجموعة كبيرة من طلاب المدرسة التي يرتادها صغاره، لديهم والدة سورية، يعتبر الحسن أن الحالة هذه تثير في قلبه الأسى، لأنه يعتبر أن حالات الزواج من سوريات حصلت بنتيجة صفقة معينة، لا بسبب الحب أو الإعجاب أو ما شابه ذلك، ويضيف الحسن، أن الأحاديث تكثر الآن عن وجود جيل كامل من السعوديين الآن يتميزون عن الأجيال السابقة، بلون بشرتهم و بملامح أقرب إلى السوريين.
رد مع اقتباس
