هذة القصة . حدثت مع صديق لربما وصف المواقف مني اما جوهرها حقيقة .
ــــــــــــــــ
في يوم من الايام .وكان ذاك اليوم في اشد حر الصيف حتى ايامها تسببت الحرارة الى حرائق ذاتية .
كنت اسير في احد الشوارع مابعد الظهر بقليل وقبل العصر بقليل .
على تبليط من الجير .القير . وكنت لاادري بأن القير سائح من شدة الحرارة .وأنا اريد ان اعبر الشارع الى الناحية الاخرى .
وأثناءعبوري وفي نصف الطريق .
لصقة حذائي في القير وكلما اعتّها كلما تلتصق اكثر .وفي الاخير .نترتها بقوة .شدّيت عليها .بقوة .
ففلتت رجلي منها وحذائي نامت داخل القير .
والدنيا تنتث حر حتى يكاد المرء يشاهد خيوط الحرارة . المهم وصلت للناحية الاخرى بحذاء واحدة والاخرى غطست بالقير بحيث لاتخرج ابدا .
عاد انا احترت ماذا افعل .ثم جلست تحت ظل احد الجدران وافكر ماذا افعل .
وانا في هذة الحالة .
مرة عليه احدهم .وطبعا من يومها صار صديقي .
فرآني متقرفص خجلان من منظري لاني البس حذاء واحدة والاخرى مجرد جوراب واحد .
فقال لي ماذا تفعل هنا ولماذا جالس بالشارع ووسط هذا اللهيب من الشمس .فقلت له كما ترى الحال .
ضحك وقال لي تعال معي لنجلس في مكان عام مثل مقهى او شيء اخر واقص عليك قصتي ثم احكم من الاكثر مصيبة انت ام انا .
فمشيت معه وانا بحذاء واحدة خجلان ومتألم من الحر والحصى .
حتى وصلنا احد المقاهي وطلبنا مانحب ان نشرب . طبعا .جاي شاي .
وبدأ صديقي يحكي قصته .
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول صديقي في ايام النظام السابق وكما تعرف نحن الجنوبيين العراقيين الاصل كلنا خونة بنظرت الزعيم انذاك الا هو وحتى اصدقائه والمنتمين الى حزبه وهم من الجنوب ايضا مشكوك فيهم .
ومن ذلك فاصبح السفر الى بغداد ممنوع اوشبه ممنوع حينما يسافر احدنا الى هناك . وكما تعرف تنزل عليك الاسئلة التي تبكيك من صعوبتها .لماذا قادم الى بغداد . وماذا تفعل .ومتى ترجع الى محافظتك . واين تقيم في بغداد ومنو اقاربك .وماهوعنوانهم . واين يعمل قريبك الذي ساكن بغداد .واقوى واحرج سؤال .وهو هل احد اقاربك مسجون بتهمة سياسية .
هاي مصيبة .ولان كل اهالينة مالئين سجن ابو غريب قسم الخاصة.
لازال يتكلم صديقي ثم جذب حسره وبعدها قال .
المهم يااخي .
فنحن عشيرة جنوبية ساكنه اعماق الريف . وكما تعرف لانلبس بنطرون ولاله قيمة عندنا ومن يلبس بنطرون في عشيرتنا يصبح وكأنه أمرأة عارية وسط نساء محجبات .
نحن نلبس العقال واليشماغ والدشداشة الفضفاض .وماأحلى منظر احدنا حينما يسير وهو على هذة الصورة . هيبة وقوة وحب وصفاء .رجوله مصقولة بالتمام والكمال .
وكما تعرف فمن تلك الظروف السياسية الجائرة .صرنا لاننزل الى المدينة خوفا من النظام واسئلته اما بغداد فصارت تشبه دولة اجنبية بالنسبة لنا ولالها علاقة بنا ابدا .وعندما نسمع باسمها .اشبه بمانسمع بهون كونك او موزبيق اوغيرها من الدول الاخرى من حيث المدن الجنوبية القريبة الى قريتنا صارت بالنسبة لنا عبارة عن منطقة ملغومة الا الى الذين يسجلون انتمائهم على قائمة حزبهم اللعين في ذاك الوقت .
ثم بعد تلك السنين العجاف .وكما تعرف سقط النظام وانفتحت الدنيا وانرفعت عنا الاسئلة المضنية المجحفة .
وصار التحرك او السفر بيننا وبين بغدادنا الحبيبة يسير والحمد لله لايهمنا الحكومة الجديدة حرامية اوهتلية هاي مشكلة الانسانية والايمان بالله والمواطنه عند الفرد في الحكومة نفسه .؟
ــــــــــــــــــــــــ
طلعت لنا حقوق وتقاعد وصارت مراجعات عن الاراضي والزراعة وغيرها .
المهم بالقضية ياصاحبي .
صارت قضية بالعشيرة .وصار فرض على احدنا ان يذهب الى بغداد ليخلصها في احد الدوائر الوزارية هناك .
ياترى من الذي تنتخبة العشيرة ليقوم بالمهمة .
وبعد التي والتيا صارت ابراسي .
.يعني انتخبوني اقوم بالمهمة . ليلتها كانت كل عمامي وخوالي مجتمعين في بيتنا في (مضيفنا ).
كان الاجتماع عصرا في ذاك اليوم .وقرر الجميع ان اسافر غدا قبل الفجر الى بغداد وطبعا وافقت على ذلك .
كانت موافقتي يصطحبها شعور غريب مزيج من الارتياح مع الخوف مع القلق الغير معروف بالنسبة الي .ولاني اول مرة اذهب الى بغداد .
فرحت اجهز ملابسي عكالي وجفيتي ودشداشتي الحلوة .واثناء ترتيبي الى ملابسي خطرت في بالي فكرة .
كانت الفكرة العن مافكر عقلي بأي فكره من قبلها . وهي .؟
يجب ان اذهب الى بغداد بالبنطرون ولانها بغداد متحضرة بالنسبة الى قريتي .
ولربما لايتناسب (العكال) العقال واليشماغ معهم .وكما اعتقد انهم يحترمون البنطرون وتبعاته .
ثم لم اكتم الفكرة في رأسي .ولكن قلتها الى امي .
وقالت لي امي .يمة الله كريم .اندبرلك بنطرون وقميص من احد اقاربك .بعدها قالت امي .
يمة اتذكرت .ابن هاشمية بالقرية الثانية مرة شفته لابس بنطرون .؟
قالت هذا امي وراحت وانا بقيت افكر بالبنطرون والقميص . .
حل الليل صلينا وتعشينا ثم استرخصت من اعمامي بالمضيف وقلت لهم كما تعرفون عندي طرشة سفرة الصبح الى بغداد ويجب ان انام مبكرا .سمحولي وذهبت الى فراشي .؟
ومن شدّة تفكيري بالبنطرون .غلب عليّه التعب ونمت مسرعاً .
نهضت صباحا وانا شابع نوم .وكانت الساعة الثانية صباحا والناس نيامو .
فصدفة ورأيت حذاء تلمع ومصفوطة في باب غرفتي . تعجبت وشكرت امي مابيني وبين نفسي .
فخرجت اتبول .وطبعا التواليت تبعد عن البيت بمئة متر تقريبا . وعند خروجي فشاهدت بنطرون معلق على خشبة منصوبة كرقم سبعة الى الاعلى .استغربت وافلتت البنطرون واخذته ثم قضيت حاجتي وعدت الى البيت فشاهدت سترة جدا راقية معلقة على باب المضيف .ايضا اخذتها . ثم لبستهم .طلعت شيك بنظري .ويمكن في وصولي الى بغداد سوف الفت النظر من خلال شياكتي العجيبة .ولربما تتعلق بي احداهن ثم اعود بها الى قريتي كزوجة من قوة الاستايل مال حضرتي .
هذة الافكار تتخاطر سريعة على مخيلتي .
وانا في تلك الحالة من التفكير . فنسيت نفسي . ولبست مسرعا والناس نيامو .
ثم خرجت ناوياً السفر الى بغداد حبيبة العراق واصله .ثم قلت في نفسي لعنة الله على الظالمين الذين جعلونا غربة في اوطاننا .
المهم .انا لااعرف الكابوي اواي ماركة للملابس المعتبرة عصرية بالنسبة الي .ولكن اتذكر في يوم من الايام كنت في سيارة واحتكت يدي مع بنطرون احد الركاب فحسّيت بخشونته .وقلت له قماش بنطرونك خشن .فقال لي انه كابوي .
وانا تلمّست بنطروني خشن خشن وقلت في نفسي هذا بنطروني كابوي . وكان لونه مابين الابيض والزيتوني .او ممكن تقول عنه (خاكي)
ثم قال .
ركبت من سيارة الى سيارة حتى وصلت الى الكراج الكبير فجرا بالضبط .ثم ركبت السيارة المتوجهه الى العاصمة بغداد .
عاد مشت السيارة ووصلنا بغداد صباحا مابين الثامنة والتاسعة صباحا .
يقول كنت نائم .ولما توقفت السيارة استيقضت .وسمعت السايق يصيح ويقول .هنا بغداد من يريد ان ينزل او يذهب الى كراج النهضة وينزل .
ففكرت . سريعا وانا بين الغياب .النعاس والصحو . اذا نزلت النهضة ايضا آخذ تكسي وارجع خليني انزل .فصحت .
أي والله نازل ابروح ابوك .؟
نزلت وذهبت السيارة بعيدا .
فيقول .عندما نزلت .وجدت نفسي في شارع وكأنه مقطوع من البشر ولااعرف اين انا . اين نزلت مااسم المنطقة .ورغم انها جميلة في بيوتها وحتى اشجارها اجمل من شجر قريتنا شارعها نظيف ولكن لاارى شيء سوى اسمع صوت القمّي من اعالي الشجر . صوت الفخاتي .
وبعد قليل فتحت الابواب .وخرجت منها بنات ذاهبات الى المدرسة .فيقول .الله واكبر .معقولة هاي نسوان ولك هاي حواري ويمكن هنّة اللي موعودين فيهن بالجنة .
فيقول نسيت نفسي وبدّي ارجع حتى اسولف واوصف ماشفت من جمال ودلع من بعيد الى اصدقائي في القرية.
المهم .ومن بعد لحظات .اشبه بحالة ذوبان الى كل البنات الساحرات .
ولم يبقى الا انا بالشارع مع بنطروني وسترتي الراقية .
فصرت التفت يمنه ويسرة . لااعرف اين اذهب والى من أسأل .يعني شعرت اني تائه .
ثم مشيت بدون تركيز او الى نقطة معينه . و لاارى اي شخص بالشارع حتى اسأله على مكان وجهتي .
وبقيت اكثر من ساعتين وانا امشي مرة الى الشمال ومرة الى الجنوب بدون وعي كامل مني .
ثم فكرت .خليني اسال عن مقام الامام الكاظم عليه السلام فأزوره واصلي وافطربعدها اتوجه الى الوزارة وأخلّص شغلتي واعود الى قريتي الحبيبة .
اعياني التعب دمرني القلق والشعور بالتيه .صارت عندي فورة غضب عارمة .لااعرف هل هي الانظمة الفاسدة التي اوصلتني الى حاله .بأني لااعرف مناطق بلدي ام غاضب على غبائي ام غاضب من تفكيري الملعثم .
وانا في تلك الحالة وبالصدفة رأيت رجل ينظّف في سيارته .رحت اليهِ مسرعا .خفت ان يدخل داره واخسره .
فسألته .
يتبع