التلعثم في الكلام والتأتأة تكون دائمًا مرتبطة بالقلق،
وقد نجد أن هناك عاملا وراثيا عند بعض الناس، فبعض الأسر
يكون لديها هذه التأتأة أو هذه الصعوبة، ونعرف أنها تكثر لدى الذكور وتقل كثيرًا وسط النساء.
وهناك عدة علاجات لذلك، أولها أن نزيل الأسباب،
يجب أن لا تغضب، وحاول أن تكون منبسطًا ومسترخيًا وكاظما للغيظ ومنفتحًا،
وأما الخوف فلا يوجد شيء تخاف
منه، وإنما الخوف من الله فقط وليس أكثر من ذلك، واحمد الله الذي
جعل هذه التأتأة تحدث لك عنما ترتكب المعاصي
لتذكرك أن ارتكاب المعاصي هو أمر يؤدي إلى سوء الأحوال في الدنيا والآخرة،
فعليك بأن تقلع عن المعاصي،
وعليك بالاستغفار ولزوم التوبة،
وأما عن حبك للعزلة والانقطاع فأعتقد أن هناك بعض الاكتئاب الثانوي البسيط،
أو أنك ربما تكون متساهلاً مع نفسك، وهذا يعالج بأن ترفع من همتك
وبأن تكون جادًا وبأن تحس أن لحياتك قيمة وأنك في عنفوان الشباب،
ويجب أن تدير وقتك إدارة قوية وصادقة، ويجب أن تتواصل اجتماعيًا
مع الأخوة الأفاضل والصالحين وتتخذ منهم القدوة في حياتك وتكون منتجًا ويكون لك شأنًا
ويكون لك حضورك في المجتمع، وقيِّم نفسك بصورة إيجابية وضع الآليات التي تدفعك لأن تكون فعّالاً.
ولا تتأثر بما حدث لك في الطفولة، فيجب على الإنسان أن لا يكون أسيرًا لماضيه،
فإن التجارب السابقة مجرد تجارب، والإنسان يستفيد منها لتطوير الحاضر وتطوير المستقبل وليس أكثر من ذلك.
يأتي بعد ذلك العلاجات الخاصة، فعليك أن تحاول أولاً أن تتكلم ببطء،
فهذا مهم جدًّا، ثم حدد الكلمات التي تجد صعوبة في نطقها، اكتب مائة كلمة تبدأ بالحروف
التي فيها صعوبة، وبعد ذلك قل هذه الكلمات بصوت مرتفع وقم بتسجيلها على المسجل،
ثم بعد ذلك استمع لما سجلته وسوف تجد أن أداءك جيد، وهذا سوف يحفزك ويشجعك كثيرًا،
ثم أدخل هذه الكلمات في جمل قصيرة وقلها بصوت مرتفع، ولا بد من أن تتحرى البطء،
فالبطء مهم جدًّا في الكلام.
وعليك أيضًا بقراءة القرآن حتى تتعلم مخارج الحروف، وحتى تتعلم التجويد بصورة صحيحة،
فهذا وجد أنه من الأشياء العظيمة التي تؤدي إلى إزالة التلعثم وتحسن النطق.
وعليك أن تتعلم التنفس مع الكلام، فبعض الناس لا يعرفون أن يتنفسوا مع الكلام بصورة صحيحة
، مع أن التنفس شيء لاإرادي، ولكن هناك الجانب الإرادي فيه، فخذ نفسا مع بداية الكلام،
فهذا ضروري، وأرجو أن لا تضع في بالك أبدًا أنك مراقب من الآخرين،
أو أن الآخرين يراقبون أداءك وتلعثمك ويستهزئون عليك أو يحقرونك، وكن جلدًا وواثقًا من نفسك
ولا تلتفت لمثل هذا أبدًا.
وسوف يكون من الجيد إذا قمت بمقابلة أخصائي التخاطب، فهناك في المدن الكبرى
يوجد مع عيادات الأنف والأذن والحنجرة أخصائيون للتخاطب،
فأخصائي التخاطب أيضًا ربما يفيدك في التخلص من هذه العلة.
وعليك أيضًا بممارسة الرياضة الجماعية، فحاول أن تمارس مثل رياضة الجري
أو التنس أو غيرها، فهذه الرياضات وجد أنها تساعد كثيرًا في تسهيل النطق،
لأن الإنسان يتكلم مع الباقين ويتواصل معهم بكل استرخائية وبصورة لا شعورية.