إلى قيادات القائمة العراقية
سعدون محسن ضمد
جريدة المدى
ما الذي يحدث في العراق؟ لماذا كل هذه الحساسيَّة المفرطة من عملية اعتقال حمايات وزير المالية؟ لماذا عومل الموضوع وكأنه استهداف للسنة؟ أنا مواطن وأريد أن أفهم ما الذي يجري في بلدي؟ إذا كنتم تعتقدون ـ والكلام موجه لساسة القائمة العراقية ـ أن القضاء مرتهن للسلطة التنفيذية وهو لعبة بيد المالكي، فلماذا سكتم، وتسكتون، كل هذا الوقت؟ ألستم جزءاً رئيسياً من السلطات الثلاث، فما الذي يحول بينكم وبين انقاذ القضاء من براثن الحكومة؟ هل فعلاً أنتم عاجزون لهذه الدرجة؟
قولوا لنا؛ هل أن طارق الهاشمي بريء أم لا؟ كونوا صادقين مع جماهيركم، ومع أنفسكم، أخبرونا هل أن ملف البنك المركزي ملف قضائي أم سياسي؟ أنا فعلاً أريد أن أعرف، فقد اختلطت عليَّ الأوراق بسببكم أنتم، وليس بسبب المالكي. إذ من المفهوم، بالنسبة لي، أن يقوم رجل ما، بمحاولة الانفراد بالسلطة، ويقاتل بكل قوته من أجل أن يستبد بالقرار. لكن ما لا افهمه هو عجز غرمائه عن مواجهته بقوة! فهل أنتم عاجزون أم متورطون؟ اعذروني على هذه الصراحة ولكن البلد أصبح على حافة هاوية بلا قرار، ولم يعد هنالك من مجال للمجاملات. قولوا لنا إن كان الهاشمي مدان أم لا؟ لا يحل لكم أن تتركوا الموضوع سائب هكذا، فنحن نتحدث عن نائب رئيس دولة متهم بجرائم إرهاب كبرى، ومن صميم مسؤوليتكم أمام الناس أن تكشفوا تورطه إن كان متورطاً، وأن لا تتستروا على إرهابي استغل مقدرات الشعب من أجل خيانته وقتله. ومن صميم مسؤوليتكم تجاه الهاشمي، وهو رفيق دربكم، أن تقفوا بصفه إن كان بريئاً وتنصروه، وتقفوا موقفاً أكثر حزماً من رجوعه لمركزه معززاً مكرماً. لكن أن تتركونا تائهين بسبب غموض مواقفكم، فهذا ما لا يقبله عقل ولا ضمير.
أنا أخاف من المالكي أكثر مما تخافون منه أنتم، وأعتقد بأنه يجر البلد نحو خانق مميت، لكنني لست مستعداً لاستبداله بكم، فأنتم وإياه تشكلون نفس الخطر على مستقبل الدولة. أنا مع الأسف لا أصدقكم، لأنكم لم تقفوا ولا موقف مبدئي واحد، بخصوص أي من قضايا البلد المصيرية. أخبروني ماذا فعلتم عندما صدرت مذكرة اعتقال محافظ البنك المركزي؟ أو عندما تم تغيير قاضي النزاهة؟ أو بخصوص قضية وزير التجارة السابق، أو حتى قضية الأسلحة الروسية؟ ستقولون بأنكم عاجزون عن فعل شيء، طيب فلماذا ما زلتم داخل تشكيلة الحكومة إذا كان وجودكم فيها بلا فائدة؟ أم أن هناك فوائدً خاصَّة تحرصون على حمايتها، وهي أغلى عندكم من مصالح الناس؟ إذا كنتم مجرد أرقام في حكومة الشراكة فلماذا تمنحونها الشرعية ببقائكم فيها؟
اسمحوا لي يا سادتي أن أقول لكم بصراحة: لو كان المالكي هو الشرير الوحيد بينكم لواجهتموه متحدين، لكن يبدو أنكم وإياه تقفون بنفس الخندق ضدنا، فكفوا رجاء عن حملة تأجيج المشاعر الطائفية لاستثمارها من أجل حصاد المزيد من المغانم الخاصة.