من رحم المعاناة يولد الابداع... نما مسعود حساني على مقربة من العاصمة الأفغانيّة كابل. وشهد منذ نعومة أظفاره مآسي مريعة سبّبتها الألغام الأرضية، التي تبقى حتّى يومنا هذا موزّعة في أرجاء المنطقة. وتشكّل الألغام الأرضية مصدر قلق أمنياً عالمياً، مع زرع أكثر من 110 ملايين لغم حول العالم، ما يودي كلّ سنة بحياة الالاف. وقد عزم حساني في سن مبكرة على المساهمة في إزالة هذه المتفجّرات الملحقة للأذيّة. وعلى امتداد طفولته، أحب حساني استحداث الألعاب، وكان بعضها يعمل بقوة الرياح التي تهبّ في الصحراء القريبة من بيته. وبعد سنوات، سمحت له هذه الذكريات باقتراح حل لأزمة الألغام الأرضية. وصنع حسّاني ابتكاره، الذي يحمل تسمية «كافون الألغام»، وتعني «مفجّر الألغام» بلغته الأم - من نحو مئة عود قصب منبثق من محور مركزي، تتدحرج بفعل الرياح تقوم بتفجير الألغام الارضيّة. تكلفة هذه الابتكار أربعين دولار فقط. هذا الرجل يستحق جائزة نوبل السلام على جهودها في انقاذة حياة ملايين البشر