بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الحكاية نقلها العالم الورع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في الجزء الثالث من كتابه الوثائقي (عشاق المهدي عليه السلام).. وقد أوردها طبق ما كتبته صاحبة الحكاية وهي الأخت المؤمنة زوجة الحاج أحمد المعيني البافقي من أهل محافظة يزد الإيرانية... ويرجع تأريخ هذه الحكاية الى سنة ۱٤۱٥ للهجرة..
(تأخرنا في معرفة إصابة ولدنا (محمد المعيني) بفقدان القدرة على النطق والسمع بصورة جيدة، وتصورنا في البداية أن ما نشاهده منه ناتج عن الكسل أو الدلال الطفولي.. ولكن عندما عرفنا بحاله سارعنا الى مراجعة الأطباء في مدينة يزد ثم في طهران من الأخصائيين النفسيين وأخصائي جراحة المخ والأعصاب.. وكانت النتيجة صدمة لنا، يوم قالوا لنا: إن ولدكم مصاب بمرض عصبي نادر إسمه (سدرم هلر) لايوجد أمل في معالجته حتى لو ذهبتم به الى خارج ايران، لأن التأخر في تشخيص المرض أدى الى موت عدة من خلايا المخ المسؤولة عن النطق والسمع..
قلت في الجواب: لا أدري ما المصلحة التي يريدها الله.. أما والده الحاج أحمد فقد هب قائلاً بحزم:
سأذهب به الى أطباء آخرين.. أجاب الأطباء: لقد فعلنا كل ما يمكن أن يفعله الطب لمعالجة ولدكم..
فقال الحاج أحمد: إن طبيبنا يقدر على ما لا تقدرون عليه.. سنتوسل الى الله عزوجل بأئمتنا الأطهار – عليهم السلام -!)
أيها الإخوة والأخوات، وتحكي الأخت أم محمد معيني في تتمة حكايتها توجه هذه العائلة المؤمنة الى الدعاء والطلب ممن لا يخيب من دعاه، تقول حفظها الله:
(بسبب هذا المرض ساءت كثيراً حالة ولدي محمد وقد أصبح عمره أربع سنين، أصيب بمرض (التوحد) ولم يعد يلعب مع بقية الأطفال بل وامتنع حتى عن الخروج مع والده الى المتنزه ومحل العمل.. ذهبت ليلتي جمعة متتابعتين الى مرقد السيد العبد الصالح عبد الله من ذرية الإمام الكاظم واجتهدت في الدعاء طلباً لشفاء ولدي فلم أحصل على نتيجة فقلت لزوجي: يبدو أن دعائي لن يستجاب، لن أذهب ليلة الجمعة المقبلة!
أجاب زوجي بثقة كبيرة: بل إذهبي حتماً فليلة الأربعاء المقبلة تصادف ليلة النصف من شعبان.
بعث قوله الأم في قلبي فذهبت وأديت أعمال هذه الليلة المباركة وصليت صلاة إمام العصر – روحي فداه – فأخذتني سنة من النوم رأيت فيها سيداً جليلاً علمت أنه مولاي صاحب الزمان الذي توسلت به الى الله، فسألته: هل سيشفى ولدي؟ أجاب: نعم سيعافيه الله.. عليك بإقامة صلاة صاحب الزمان، قلت: لقد أقمتها، قال: أجل، أقيميها مرة ثانية.. فنتبهت من النوم وأسبغت الوضوء وأقمت هذه الصلاة المباركة قبل صلاة الفجر.. وعندما خرجت من مرقد السيد عبد الله – عليه السلام – سألني زوجي: هل حصلت على شفاء ولدنا محمد؟ فأجابته: نعم، لقد أخبرني بذلك مولاي إمام العصر – روحي فداه -.
رجعنا الى المنزل وكان محمد لا زال نائماً فصبرت حتى استيقظ.. كنت في المطبخ عندما سمعت صوتاً محبباً يناديني: ماما أريد أبي.. أريد أن أذهب معه.. سارعت إليه واحتضنته وخرجت به مسرعة الى والده الحاج أحمد الذي كان عند الباب يستعد للذهاب الى محل عمله.. قلت له: حاج أحمد.. إن ولدك محمد يريد أن يذهب معك.. بكى الحاج أحمد واحتضن ولده وهو يكلمه ويحمد الله.. وعندما عادا ظهراً كانا في غاية السرور لقد خرج ولدي محمد من تلك الحالة المؤلمة وأخذ يذهب الى المتنزه مع والده ويلعب مع الأطفال بعد أن عافاه الله ببركة مولاي صاحب الزمان وصلاته روحي فداه.
العقل في معناه أضحى حائراً
والحسن معنى الحسن منه استلهما
إنا وإن حجبته عنا غيبة
حجب السحاب الشمس لن نتبرما
يا سعد من عند الدعاء له تلى
صلى الإله على الهداة وسلما