نَذِيرُ الشُّؤمِ ..
------------
نَذِيرُ الشُّؤمِ أَمْعَنَ في الدَّمَارِ
وَأَشْعَلَ فِتْنَةً في كُلِّ دَارِ
فَلَمْ يَسْلَمْ بِمَقْدِمِهِ جَمَادٌ
وَلَا حَتَّى الأَعَاجِمُ في البَرَارِي
كَأَنَّ الشَّرَّ أَلْهَمَهُ خَرَابَاً
يَفِيضُ بِهِ بِلا أَدْنَى اعْتِبَارِ
يُمَنِّي النَّاسَ بِالفِرْدَوسِ صُبْحَاً
وَيُلْقِيهِمْ إذَا أَمْسَوا بِنَارِ
لَهُ فِي كُلِّ نَائِبَةٍ نَصِيبٌ
وَفِي الإجْرَامِ وَاسِعُ الانْتِشَارِ
فَلَمْ يَسْلُكْ طَريقَ الحَقِّ يَومَاً
وَيَسْعَى لِلْمَصَائِبِ كَالقِطَارِ
وَيَزْأَرُ كَالْهِزَبْرِ عَلَى ذَوِيهِ
وَلِلأَعْدَاءِ طَوعٌ كَالْحِمَارِ
أَذَاقَ النَّاسَ أَنْوَاعَ البَلَايَا
وَجَرَّعَهُمْ قَوَارِيرَ المَرَارِ
فَمِنْهُمْ مَنْ يَعِيشُ بِغَيرِ رُوحٍ
وَمِنْهُمْ مَنْ أَصَرَّ عَلَى الفِرَارِ
أَلَيسَ لِذَلِكَ المَثْوَى سَبِيلٌ
لِنَنْعَمَ بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ ؟
فَتِلَكَ رِوَايَةٌ لَا خَيرَ فِيهَا
نَعِيشُ بِهَا بِذُلٍّ وَانْكِسَارِ
جَمِيعُ فُصُولِهَا كُتِبتْ عَلَينَا
بِحِبْرٍ مِنْ جُحُودٍ وَاحْتِقَارِ
فَلَا أَمَلٌ لِكَي نَحْيَا عَلَيهِ
إذَا لَمْ نَسْتَطِعْ غَلقَ السِّتَارِ
وَنَكْتُبُ قِصَّةً لَا ذُلَّ فِيهَا
لِنَحْيَا بِاعْتِزَاز وَاقْتِدَارِ
فَتِلْكَ قَصِيدَتي عُرِضَت عَلَيكُمْ
وَكُلُّ حُرُوفِهَا مَحْضُ اخْتِيارِي
فَإنْ لَقِيتْ مَعَانِيهَا قَبُولَاً
فَذَاكَ صَمِيمُ عِزِّي وافْتِخَارِي
وَإنْ عَجَزَتْ عَنِ المَعْنَى فَإنِّي
مَدينٌ لِلْجَمِيعِ بِالاعْتِذَارِ
أحمد نصر