... يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ...
حَنينى يَزدادُ إليكِ كُلَّما زادَ الوِصَال ..
يَتَمَادَىٰ كُلَّما زادَ الهَجر ُوقَلَّ السُؤال ..
فبُكاءُ قَلبى وأنينُهُ مُنهَمِرٌ بكُلِّ حَال ..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
غُصتُ فى البِحارِ وطِرتُ فى السَماء ..
طُفتُ العَواصِمَ وبَحَثتُ فى البَيداء ..
زُرتُ الأوهامَ وغَزَلتُ الحَمَاقَةَ كِسَاء ..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
هل رافَقتِ القدَرَ فكانَ الشِفاءُ مُحَال؟..
هل أزورُ القَمَرَ لأبقىٰ فيكِ وبكِ رَحَّال؟..
هل أُدمِنُ السَهَرَ وأنحتُ وَجهَكِ بالرِمَال؟..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
كيفَ تَكُونينَ عِلَّتى وتَملُكينَ الدَوَاء؟..
سأتَقَدَّمُ بشَكوَىٰ ظُلمٍ لجَميعِ الشُعَرَاء ..
لا يَستَلهِمونَ مِنكِ شِعرَهُم ولا الأُدَبَاء ..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
هل أمنَعُ الكَلِمَاتِ لأجلكِ وأعتَقِلُ الجَمَال؟..
أجِدُنى تائِهاً لَمَّا أجِدُ طَريقى لبَيتِكِ مَال ..
تَوقيعى صارَ اسمُكِ واسمِى رُويداً زال ..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
فإن كنتِ عالِمَةً عامِدَةً فأنتِ أقسَىٰ النِسَاء ..
وإن كنتِ جاهِلَةً غافِلَةً فأنتِ والخَطَرُ سَوَاء ..
وِصالُكِ وبُعادُكِ فى الحالَينِ مَلَكتِنِى بلا عَنَاء ..
يا ذَاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
إروِينى بحُبِّكِ بلا اكتِفَاء ..
مُرِّى بذِهنى ولو بالخَيَال ..
إَهدِنى أنفاسَكِ بَدَلَ الهَوَاء ..
إحكُمِينى وزِيدينى احتِلال ..
دُونَكِ الدنيا والحياةُ خَوَاء ..
يا امرأةً ذاتَ الحَنينِ والوِصَال ..
يا نِسمَةَ الصَيفِ ودِفءَ الشِتَاء ..
عمر سمير .