منقول من موسوعة القائم (ج2)
ناقة صالح والنفس الزكية
سورة الشمس
{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }( ).
جاء في تفسير هذه السورة {والشمس وضحاها} الشمس أمير المؤمنين (عليه السلام) {وضحاها} قيام القائم (عليه السلام) و {الليل إذا يغشاها} غشي عليه الحق وأما قوله { والسماء وما بناها} قال هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو السماء الذي يسمو إليه الخلق في العلم وقوله {والأرض وما طحاها } قال الأرض الشيعة { ونفسٍ وما سواها } قال هو المؤمن المستور وهو على الحق وقوله {فألهمها فجورها وتقواها } قال معرفة الحق من الباطل {قد أفلح من زكاها } قد أفلحت نفسٌ زكاها الله عز وجل { وقد خاب من دساها} وقوله {كذبت ثمود بطغواها} قال ثمود رهط من الشيعة فإن الله عز وجل يقول { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } فهو السيف إذا قام القائم (عليه السلام) وقوله تعالى { إذ انبعث أشقاها} وأشقاها هو الشيصباني حاكم بني العباس { فقال لهم رسول الله } هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) { ناقة الله } قال الناقة الإمام الذي يفهمهم عن الله { وسقياها } أي عنده مستقى العلم { فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها } قال في الرجعة { ولا يخاف عقباها } قال لا يخاف من مثلها إذا رجع ( ) .

التأويل المعاصر:
إن لهذه السورة ارتباط وثيق بالإمام (عليه السلام) كما كان للتأويل السابق على لسان الإمام المعصوم (عليه السلام) .
فالناقة في التأويل هي النفس الزكية، لاسيما ان أبا عبد الله (عليه السلام) ذكر آنفاً أن ثمود هم رهط من الشيعة فيكون انطباق عقر الناقة بمقتل النفس الزكية في آخر الزمان في سبعين من الصالحين وهو المعقور من قِبل ثمود آخر الزمان.
فالمعروف أن الناقة في أمة صالح كان معها فصيلها، وان العذاب لم ينزل حتى ذبحوا الفصيل وكذلك الحال في عاد آخر الزمان حيث أن العذاب بقيام الإمام لن يقع حتى يقتلوا النفس الزكية الثانية التي هي أصغر سناً من الأولى.
فالناقة الكبرى هي النفس الزكية الأولى والفصيل هو النفس الزكية الثانية والتي بمقتلها يحل العذاب .
فعن سفيان بن إبراهيم الحريري أنه سمع أباه يقول: ( النفس الزكية غلام من آل محمد، اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب، فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر، فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد )( ) .
وأما قوله تعالى: { ولا يخاف عقباها } أي ان القائم (عليه السلام) هو من لا يخاف عقب مقتل ذلك الغلام أحداً بل يأذن الله له بالقيام وارتفاع الغيبة وهو الخائف المذكور بهذا الوصف في الزيارة: { السلام عليك أيها المهذب الخائف } فيخرج الإمام (عليه السلام) كسنة موسى على قومه غضبان أسفاً .. وهذا هو وجه التأويل المعاصر لسورة الشمس في عصر الظهور.