الدور السياسي لأهل البيت عليهم السلام عرف المسلمون مقام أهل البيت و حقهم على هذه الامة و موقعهم السياسي الذي ينبغي أن يشغلوه،و هو موقع القيادة و الإمامة،لذا كان أهل البيت (ع) على امتداد تاريخ الاسلام السياسي على قمة الهرم السياسي،و في طليعة المعارضة المستهدفة للاصلاح و تطبيق أحكام الاسلام و إقامة العدل.
و واضح لدى الدارسين لتاريخ الاسلام السياسي أن الخلافة و رعاية شؤون الامة بعد انقراض الخلافة الراشدة تحولت إلى ملك عائلي،و سلطة و تسلط،و استئثار بالأموال و المناصب،و تعطيل لأحكام الشريعة و تلاعب بها،فسبب هذا التلاعب بالشريعة و مصالح الامة قيام الثوراث و الانتفاضات و الصراع المرير الدامي،فسفكت الدماء،و انتشرت الفرقة و الفتن،و نشأت الأفكار و النظريات المنحرفة على طرفي نقيض.فبعضها يبرر للحكام ظلمهم و سيطرتهم على الامة و يدعو للخنوع و الاستسلام،و تحريم المعارضة و عدم نقض بيعة الظالم،و الرضى به على كل حال،و بعضها استغل الفرصة للقضاء على الاسلام و أهله فدعا بدعوات ضالة جاهلية،دعا إلى إباحة المحرمات و الأموال و النساء و هدم الواجبات،كالقرامطة و المزدكية و الخرمية،و أمثالهم،و بعضهم دعا إلى الفوضى و التخريب و إباحة الدماء و تفكير الجميع كالخوارج و من تأثر بتيارهم.
و هكذا تبلبل الفكر السياسي و نشأت الاضطرابات و الحروب الداخلية،و في كل مشكلة فكرية و عقائدية تعايشها الامة يكون أهل البيت (ع) هم الفئة الرائدة و المركزية الرسالية الموجهة للتيار السليم،و المثبتة لمنهج الحق فيتبع رأيهم،و يأخذ بموقفهم المسلمون،العلماء و العامة،عدا من يرتبط بالسلطة،و يبرر لها تصرفها،و يدافع عن مصالحة المتربطة بمصالحها .