ما هي علة افعال البشر صالحة كانت او منيلة بستين نيلة
ما هو المؤثر الحقيقي في ايجادها
هل هي تابعة للانسان ام للرب سبحانه
سؤال قصير وقديم بقدم البشرية عالجته الفلسفة القديمة قبل الاسلام واعطت رئيها الغير موفق
وجاء الاسلام والمسلمون محملين بعاطفة الايمان وارتطموا بالسؤال متعجبين من طرحه
فقال الاشعرية ان افعال البشر من ذنوب وحسنات تابعة في الحقيقة لله الخالق المقدر فعدم ارجاعها له هو خلل بالوحدانية اذ كل مؤثر بالكون يرجع حقيقته للمؤثر الواحد سبحانه
فالتفاحة علتها وايجاها ليس الشجرة بل الله وكل ما في الامر ان الشجرة سبب طبيعي في الايجاد وكل شيء بالكون والطبيعة يرجع بعلله الى العلة الاولى الواجبة سبحانه وحتى اقواله وافعاله
مبررهم الوحيد الحفاظ على التوحيد الافعالي
جيد
جماعة من المسلمين المعتزلة قالوا لا يابة هذولة يخوطون بصف الاستكان فالافعال لو كانت مردها الى الله لاصبح الناس مجبورين على فعل القبيح وبالتالي لا يصح عقابهم من الله في يوم القيامة والصحيح ان الافعال متعلقة بالانسان وحده فهو مختار لا مجبور وله مطلق الحرية في افعاله وتصرفاته
شوية ارتاح المسلمون لهذا التفسير على الاقل تخلصوا من محذور الجبر
ومرة اخرى رجع السؤال بكل قوته يعصف بعقائد الناس وايمانهم اذ قال البعض صحيح انكم تخلصتم من الجبر لكنكم وقعتم بمحذور اخر وهو سلب قدرة الله ومشيئته وقضائه وحق التصرف بمملكته ومخلوقاته فقولكم ان الله اعطى للانسان حرية التصرف جعلتم الانسان مطلق التصرف فلو رجع المذنب يوم القيامة فمن حقه ان يعترض على العقاب بقوله يا رب انك اعطيتي حرية التصرف وجعلتني مختارا وقد اخترت العربدة وشرب الخمر وسرقة مليارات النفط فلماذا تاتي الان وتريد محاسبتي فهل هذا الا غش بالعقد
بل اعقد من هذا فاصلا الحرية هنا والتفويض باصطلاحهم تفرض اللغوية والعبثية بارسال الرسل وتنزيل الشرائع اذ لو فوض الله للخلق افعالهم فلا معنى لتكليفهم بالاحكام والتقييدات
يعني مثلا رجل قال لعبده اذهب للسوق واشتري بهذه الدراهم ما يعجبك وتختاره وتشتهيه فلك الحرية في التصرف بالدراهم ثم جاء العبد وهو يتطوطح سكران وقال له سيده غاضبا لماذا جئت سكران فللعبد ان يقول له انك اعطيتي الحرية والاختيار في الدراهم وانا اخترت الخمر فلواذا تعاتبني الان
هذا محذور عقيدة المفوضة
اما عقيدة الجبر فهي نفس الرجل قال لعبده اذهب للسوق واشتري لي فواكه ولم يعطيه دراهم ولم يبع البائع الا بالثمن فرجع العبد لسيده فهل يحق له معاقبة العبد
فيصح للعبد ان يقول له انت اجبرتني على الرجوع اليك خالي اليدين لانك لم تعطيني دراهم اشتري بها
داخوا المعتزلة والمفوضة بهاي الاشكالات وبقي الاشكال معلقا
وهنا جائت نظرية ثالثة وهي لاهل البيت عليهم السلام قالوا
لا جبر ولا تفويض وانما امر بين امرين
يعني لا قول الاشعرية حق ولا قول المعتزلة حق وانما منزلة وسطية غفل عنها هؤلاء وهؤلاء
تقرير النظرية ان الله سبجانه اعطى البشر القوة والاستطاعة في الافعال سواء كانت شرا ام خيرا وجعله مختارا بالتخيير التقييدي اى ان حريتك مقيدة بحسب ما انصحك به وارشدك اليه من حرام وحلال وواجب فان اطعت فلك الثواب وان عصيت فلك العقاب اى انك تبقى مختارا حتى بعد ايصال الارشادات اليك فلن اعيق اختيارك ولن اسلبك حريتك وكل ما في الامر انك ستاتيني يوما وتنقطع حجتك لاني بلغتك وارشدتك وخوفتك من ترك ما احبه واتيان ما اكرهه وما تفعل من صالحات بتوفيقي وقوتي التي اقدرتك على انجازها وما فعلته من معاصي فايضا بقوتي واستطاعتي التي ملكتك ايها وخالفت بها
ثم انكم ايها الاشرار والاخيار ما تفعلون من فعل فهو باذني ولولاه لما قدرتم على اى فعل
وهذا هو الصحيح المنطقي التام والمقدس
وهل انتهت القضية؟
كلا ورب الراقصات
لم تنته القضية بل انعكست تطبيقا عمليا باتخاذ معتقد المفوضة ومعتقد الجبر
نعم المعتقد الامامي هو الرسمي حتى عند غير الامامية الا ان السلوك العملي مبتني على عقيدة المفوضة بالنسبة للشيعة وعقيدة الجبر بالنسبة لبعض المذاهب الاخرى
واسئلكم الدعاء والتعليقات لو صح التعبير حبيبي