الأشواق لمجيء الرب
"تنتظروا ابنه من السماء ... يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي"
(1تس 1: 10 )
ما أعظم البهجة في اجتماعنا إليه! واشتياقنا إلى هذا الرجاء المبارك يجعلنا نُشبه أُناساً نجوا من قبر مليء بالمياه ولكننا ما زلنا في قارب النجاة، فرحين بنجاتنا ولكننا نترقب الوصول إلى الشاطئ الأمين. ولو أن أرواحنا قد حصلت على النجاة، لكننا لم نتخلص بعد من لزوجة أجسادنا التي نلبسها، إنها تعوقنا إلى حين - تعوقنا حتى في سجودنا وتسبيحنا وصلواتنا، لكنه سيأتي سريعاً ليأخذنا إلى البيت الأبدي، وحالما نصل للشاطئ الذهبي، سنلبس أجساداً مناسبة للوجود معه في المجد.
ألا تلتهب فينا قلوبنا انتظاراً له، فسنكون مثله، ونحن ننتظره كالمخلص (فى3: 20، 21) "ننتظر مخلصاً هو الرب" وهو الذي "سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده". "وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي". وإن كان الموت للمؤمن ينقله ليكون مع المسيح، لكنه لا يغيِّر جسده ليكون على صورة جسد مجد المسيح. فالجسد يتحلل، لكن بمجيء المسيح يتم هذا التغيير، لذا فنحن لا ننتظر الموت لكننا ننتظر هذا "الرجاء المبارك" لأنه عندما يُظهر سنكون مثله، لأننا سنراه كما هو (1يو3: 2) . عندما آمنا نقلنا الرب بالإيمان من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، وعندما تراه أعيننا ستتغير أجسادنا لتكون على صورة جسد مجده "لأن الرب نفسه بهتاف ... سوف ينزل .. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 16، 17) "وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم" (رؤ22: 4) .
هل لك هذا الرجاء!! ليت الرب يساعدكِ أيتها النفس التي لم تمتلكي المسيح بعد لتأتى إليه الآن. لماذا تخسرين كل هذه البركات؟ لماذا تظلين خارج الدائرة المباركة؟ لماذا تلقين بنفسك الخالدة في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان؟
إن اشتيـاق القلــب زاد وكثــــــر الحنـيــن
متى ترى وولي الرحيل ويبطـــل الأنيــــن
أوّدع ظلـــــم الحيـــــــاة وكــــدر العيــــــش
أنساهمـــــا لمـــــــا أرى حبيبي في العرشِ
ولستون