........................موقف نبيل ..............................
اعتاد أبا محمد ارتياد الجامع في أغلب صلواته وكان رجل مؤمنا يحب الخير لجميع أصدقاءه وجيرانه وكان محبوبا من الجميع لقد كان قصير القامة مستدير الوجه ملامح الإيمان تنطق في كلامه وابتسامتة المعتادة وأنوار وجهه. ..أبا محمد متزوج ولديه بنات وأولاد.
وكلما جاء إلى صلاة الفجر يلاقي رجل مسن يسبقه إلى الجامع. علما أن هذا الرجل لم يرتاد الجامع في صلاة الفجر إلا قليلا. .فما كان من أبا محمد إلا أن سأله. وقال له أراك تسبقني إلى الصلاة فما كان جواب الرجل المسن إلا تبريرا غير مقنع. وظل هذا الوضع أيام. .يسبق أبا محمد في الصلاة إلى أن سأل أبا محمد إمام الجامع عن وضعه فقال إمام الجامع إن هذا الرجل يبات في الجامع بعد أن طردته زوجة ابنه الوحيد. من البيت مهددة زوجها إما والدك وإما أنا. سيما وأن الختيار مصاب بمرض السل المعدي بعد وفاة زوجته وليس له أحد في الدنيا سوى ابنه المتزوج هذا وابنة متزوجة في قرية بعيدة عنه. ....
عندها تأثر أبا محمد الذي لا يملك سوى غرفة واحدة. من طين. فما كان من أبا محمد إلا أن استشار زوجته بأن يأتي بهذا الختيار إلى بيته وبعد أخذ ورد من قبل زوجته إلا أن إصرار أبا محمد على جلبه للعيش ضمن اسرته ....
فما كان من أبا محمد إلا أن أتى بالختيار إلى بيته ليعيش ضمن اسرته بالرغم من تحذير الجيران بأنه سينقل العدوى إلى اسرته. ..وعاش الختيار مع اسرة أبا محمد
يأكل مع الجميع ويبات معهم وعلما أبا محمد عالجه ضمن إمكانياته المتواضعة وتخصيص مبلغ صغير له خوفا أن يحتاج شيء بنفسه. ..علما أبا محمد موظف لدى دائرة حكومية في السبعينيات.شمال شرق الحسكة أكثر من مائة كم...إلى أن توفى الختيار في بيت أبا محمد بعد عدة سنوات وأقام له عزاء. مع فئة من اقرباءه. في بيته ولم يصب أيا من أسرة أبا محمد بالعدوى.
رحم الله الختيار ورحم أبا محمد وزوجته على هذا الموقف النبيل ...
عبد المجيد الجاسم