قلعة باشطابيا في الموصل

تعد القلعة من أهم المرافق الحربية في المدينة حيث تشكل مركز الدفاع فيها فهي معقل الجيش ومستودع الذخيرة والعدد الحربية







يطلق عليها حالياً بين عامة الناس من سكان الموصل اسم باشطابيا، وهي كلمة تركية وتعني البرج الكبير وهي تعد من أهم القلاع التي شيدت في مدينة الموصل وأقدمها، تقوم بالقرب من دور المملكة إلى الشمال من المدينة على أرض مرتفعة وتشرف على نهر دجلة، لا يعرف تاريخ بنائها إلا أن أقدم ذكر لها كان سنة 378هـ/988م، ويرى بعض المؤرخين أن تأسيسها كان في زمن العقيليين استنادا إلى رواية تاريخية تتحدث عن النزاع الذي حدث بين علي العقيلي والمعسكر العقيلي، وذلك سنة 278هـ/891 م كما ورد ذكرها في سنة 450هـ/158م، حيث جاء في حوادث تلك السنة أن البساسيري وقريش بني بدران العقيلي كان قد هاجم الموصل بعد رحيل إبراهيم كي ينال منها، فحاصر البساسيري القلعة أربعة أشهر ولما استولى عليها أمر بهدمها .في العهد السلجوقي وفي عهد الأمير جكرمش الذي عرف بحرصه واهتمامه بتحصين الموصل وبناء الاستحكامات العسكرية، شرع في تعمير السور وبناء فصيل عليه وحفر الخندق، وكانت القلعة كبيرة تتسع لعدة آلاف من الجند ولما تولى عماد الدين زنكي الحكم عني بها فبناها قلعة واسعة يحيط بها سور تتسع لآلاف من الجيش ولوازم الحرب، وعندما زارها الرحالة ابن جبير سنة 579هـ/1183م وصف القلعة قائلاً : وفي أعلى البلد قلعة عظيمة قد رص بناؤها، يحيط بها سور عتيق البنية مشيد البروج تتصل به دور السلطان. بقيت القلعة قائمة حتى سنة 660هـ/1261م حيث داهمها المغول ودمروها، وفي سنة 796هـ/1393م هدم تيمورلنك ماتبقى منها. وفي سنة1035 هـ/1625م أعيد بناء القلعة في فترة الحكم العثماني، حيث أمر بكر باشا بتعمير سور المدينة وعمر السور والقلعة، وشيد فيها غرفتين خاصتين بالجيش، كما تم ترميم السجن القائم تحت برجها

وفي عام 1158هـ/1725م قام حسين باشا الجلبي بترميم بناء القلعة كما هو مدون على واجهة القلعة، كما أشار السيوفي إلى الإصلاحات التي قام بها سليمان باشا الجلبي في سور المدينة وقلعتها. وبعـد هـذا الـتاريخ لم نجـد لـهذا الحـصن ذكـراً فـي المـصادر الـتاريخية سـوى إشـارة الـرحالة نـيبور الـذي مـر بالـموصل عـام1838 ، قـال عنـها : "حفـظت أسـوارها مـن الخراب ومنها باشطابيا الموصل وهي بناية عظيمة بعيدة لا يسكنها أحـد