مدينة الحضر التاريخية
مثل فردوس يتوسد ضلع الصحراء، تطل بوجهها المشرق البهي على بادية الجزيرة الغربية، تعتصر الأمها، تلوذ بصمت طال رباها 18 قرناً، وهي ما تزل في حالة انتظار وترقب. إنها الحضر، المدينة الصحراوية السمراء، مدينة الشمس.
قال محدثي ونحن نطأ مدخلها الشرقي (إنها روما الشرق) استغربت قوله، وقبل أن استوضحه عما يقصد، قال معقباً : (لقد احرق مدينة روما.. ونظيره الروماني فاليريان احرق مدينة الحضر في هزيمته النكراء امام جيوش نيسابور الاول عام 262 ميلادية، روما نهضت من رماد حرقها، والحضر ماتزال راقدة بانتظار من يوقظ فيها الصحوة، ويبعث في هياكلها الحياة من جديد).
لماذا لم تنهض الحضر بعد كبوتها
والسؤال الذي يتكرر يومياً على لسان كل زائر لأطلالٍ كهذه المدينة التي كادت قبل سقوطها ان تصبح عاصمة المشرق العربي.. لماذا لم تنهض الحضر بعد كبوتها، وماهي الاسباب التي جعلت من احتلال سابور الاول ليكون سبباً في رقدتها الابدية؟.
يعلل المنقب الآثاري المؤرخ فؤاد سفر الأمر بان عدم نهوض الحضر يرجع الى عاملين هما (الدين والعسكرية) وهما السببان ذاتهما اللذان يعدهما المرحوم سفر اساس قوة الحضر ايضاً ونهوضها، اذ ان اهتمام الحضريين بالدين ايام ازدهار الحضر، كان كبيراً يتجلى في كثرة المعابد الموجودة الى جانب بناء قوتهم العسكرية المتمكنة في ذلك الوقت.
الا ان الساسانيين بعد احتلالهم للحضر عملوا قبل كل شيء على تدمير آلتها العسكرية، احرقوا ثكنات الجند، قتلوا قادة الجيش، صادروا الاسلحة، ومنعوا حتى حمل الخنجر في المدينة، كما عملوا في الوقت ذاته على ازالة المعتقد الديني الذي كان سائداً قبل الاحتلال وفرضوا معتقدات جديدة على اهالي الحضر كالزرادشتية كدين بديل، اما الجانب الثالث الذي شجع الساسانيون على احتلال الحضر ومن ثم تدميرها عسكرياً ونفسياً واجتماعياً بعد التدمير الاقتصادي والديني، فهو ضعف الرومان، ولاسيما في المرحلة التي اعقبت انتقال مركز الحكومة من روما الى بيزنطة، وكذلك خسارتهم الساحقة التي سقط فيها الجيش الروماني ومعهم امبراطورهم (فاليريان) الذي وقع بالأسر على يد سابور الأول عام 262ميلادية.
قال محدثي وهو من اصحاب الرأي في التاريخ الحضري: لقد تحدت الحضر حضارات الروم والساسانيين معاً، وصمدت طويلاً، وازدهرت فيها الحياة على الرغم من مضايقات القوتين العظمتين آنذاك لحدودها واهلها وممتلكاتها وتجارتها. وانتصرت منفردة على اعظم قوتين عسكريتين لأكثر من 400 سنة من الغزوات والحصارات والانتهاكات مرة لهذه القوة الرومانية والاخرى للقوة الساسانية.
ففي القرن الثاني قبل الميلاد توسعت الحضر لتصبح اكبر مركز لتجمع القبائل في اعالي الجزيرة الغربية واعالي دجلة والفرات ولاسيما في موسم الربيع، لكثرة المراعي من حولها، حتى صارت بمنزلة العاصمة لكل القبائل في المنطقة يحجون اليها ويقدمون النذور وينحرون الذبائح في معابدها الكثيرة، وما حصلت عليه من عوائد مالية كثيرة من جراء ذلك ادى الى نهوضها السريع وازدهارها اقتصادياً، ومكنها من الشروع بإقامة المباني الكبيرة والمعابد الفخمة والتماثيل العملاقة التي نراها شاخصة الآن في ربوع موقعها.
- كانت المنطقة الصحراوية التي تقع الحضر ضمنها قد اصبحت منطقة عازلة بين الامبراطوريتين (القرنية والرومانية) في القرن الثاني قبل الميلاد، ونظراً لما لمدينة الحضر من مكانة كبيرة ومؤثرة بين الاقاليم المجاورة، فقد اصبحت موضع حسد من القوتين الكبيرتين في مراحل متعددة من التاريخ، حفزهم للتكالب على غزوها واحتلالها>
- في عام 241 كما يشير الباحث المؤرخ سالم احمد محل، ان سابور الأول قد توج امبراطوراً خلفاً لوالده العاجز المريض، فأعد العدة لمهاجمة الحضر الذي عجز والده على احتلالها، وكان ملك الحضر قد قام آنذاك بتحرير اقاليم السواد وشهرزور اللتين كانتا ترزحان تحت وطأة الاحتلال الساساني معتمداً على امكاناته الذاتية من دون عون او مساندة من اية دولة اخرى، كي يدلل للساسانيين ان الحضر القوية لايمكن ان تخيفها اية قوة عسكرية على الارض، فما كان من سابور في اول عهده سوى تعبئة جيشه والسير نحو الحضر، فلما علم ملك الحضر (سنطروق) بمقدمه تحصن داخل الحضر، فلم يكن امام سابور سوى فرض الحصار عام 241 حتى استطاع اختراق سور الحضر بفعل خيانة دبرت من داخل اسوار المدينة.
مدينة الشمس
الحضر التي لا تبعد عن مدينة الموصل بأكثر من (110كيلومتراً) باتجاه الجنوب، كانت احدى المدن البالغة الاهمية واضخمها واروعها من حيث مبانيها الشاخصة، وكانت تسمى (حطرا- او عربا يادي شمس) أي مدينة الشمس، وهي من المدن القليلة التي لم تمتد اليها ايدي المنقبين الاجانب، وان كانت البعثة الالمانية قد زارتها وكتبت عنها وصورت بقاياها، غير ان اعمال التنقيب الرئيسة فيها تمت من قبل الهيئة العامة للآثار حصراً.
- بدأ الوضوح في تاريخ مدينة الحضر بعد التنقيب في اطلالها واكتشاف الشواهد الاثارية، ومنها الكتابات الآرامية المحفورة على قواعد التماثيل وجدران وارضيات المباني، والقت هذه الكتابات التي زاد المنشور منها على الاربعمائة نص الضوء على الجوانب السياسية والدينية والاجتماعية. وقد كشفت التنقيبات عن (احد عشر صغيراً) ودور للسكن وعدد من بوابات السور الذي يحيط المدينة.
المدينة المدورة
بعد استيضاح معالمها الاثارية ظهرت الحضر كمدينة مدورة محصنة بسورين وقلاع، طول سورها الخارجي نحو ثمانية كيلومترات شيد باللبن على ارتفاع واطئ نسبياً ثم يليه السور الداخلي بطول ستة كيلومترات مشيد بالحجارة وفيه اربع بوابات بنيت بطريقة ماهرة لزيادة تحصينها.
- كان سور الحضر كما يذكر ياقوت الحموي معززاً بستين برجاً وبين البرج والبرج تسعة ابراج صغيرة، وازاء كل برج قصر، وهكذا ذاع صيت مناعة الحضر وقوتها، وقد انشئت في وسط المدينة المعابد والبيوت الخاصة بالأصنام وقصور النبلاء والملوك ووجهاء المدينة اضافة الى الملعب وساحة الفروسية الواسعة، وكذلك الحمامات العامة والابار الكثيرة، وان معظم هذه الابنية شيدت بالحجارة ويبرز من بينها المعبد الرئيس في قلب المدينة وهو المعبد الكبير الذي كان مخصصاً لعبادة (الهة الشمس) وان اهم ما يميز معابد الحضر عن غيرها من معابد المدن الاخرى هو وجود الاواوين الضخمة المشيدة بالحجارة الكبيرة والمزينة بالتماثيل المنحوتة نحتاً مدوراً، وقد تم الكشف الآن عن احد عشر معبداً خصصت لعبادة الهة الحضر المختلفة، والى جانب المعابد فقد تم العثور من خلال التنقيبات الاثارية على اعداد كثيرة من التماثيل الشخصية التي تمثل الهة الحضر وكهنتها وشخصياتها، وكذلك العثور على كميات من الحلي والذهب والفضة وعلى مجموعة نفيسة من الاثار المصنوعة من النحاس والبرونز واعداد كبيرة من المسكوكات، منها ماهو مضروب في مدينة الحضر، حيث ان الحضر تمتلك داراً لضرب العملة النحاسية او الفضية او الذهبية.
نبذة تاريخية جغرافية
تقع الحضر الى الجنوب الغربي من مدينة الموصل وتبعد عنها حوالي 110 كم وتبعد عن مدينة اشور القديمة (عاصمة الاشوريين) حوالي 70 كم والى الشرق منها يقع مجرى وادي الثرثار وعلى بعد 4 كم تقريبا. ورد اسم الحضر في كتابات الحضر الآرامية بـ (هترا) ونقش اسمها بنفس الصيغة (حطرا ادي شمش) أي الحضر مدينة الشمس على نقودها وسميت الحضر في المصادر القديمة بـ (HATRA) ويحيط بالمدينة سور شبه دائري عرضه حوالي 3 امتار وعليه حوالي 163 برج وارتفاعه 2 متر ويحيط بالسور خندق يترواح عمقه بين 4 – 5 م وبعرض حوالي 7 – 8 متر وهناك سور ترابي يبعد عن السور الرئيسي حوالي 500 متر يحيط به من كافة الجهات ليكون مانع اولي يعيق تقدم الجيوش الغازية ولمدينة الحضر اربعة ابواب تقع في الاتجاهات الاربع الطبيعية وعليه برجان مرتفعان لكل باب. وكانت الرقعة الجغرافية لمدينة الحضر تمتد من نهر دجلة شرقا وحتى نهر الفرات غربا ومن جبال سنجار شمالا والى مشارف المدائن جنوبا.
كانت الحضر قرية صغيرة في بادئ الامر وازدادت اهميتها العسكرية عند اندلاع الحروب بين الامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفرثية في فترة ما بين 69 – 36 ق.م. وازادت اهميتها التجارية بسبب وقوعها على الطريق البري التجاري وادى ذلك الى تدفق الاموال وانفاقها على الاعمار. كانت الزعامة السياسية الدينية بيد الشيوخ وكانوا يعرفون بكلمة (ريا) أي الزعيم او العظيم او الادة. وكان يعرف (ريا – بستا) أي صاحب المعبد وهو المسؤول عن نظافة المعبد وخزن النذور . وبعد ازدهار المدينة انتقلت الزعامة الى رؤساء القبائل الملقبين (بمريا) وتعني السيد وكان (نشر يهيب مريا) السيد من ابرز مؤسسي السلالة التي حكمت مدينة الحضر ومن بعده احفاده الذين حكموا دولة الحضر والتي كانت تتمتع باستقلال ذاتي كمملكة تدمر والبتراء ومن اشهر ملوك الحضر (سنطروق ابن نصر ومريا) . في مجال الاعمار والبناء وفي عام 226 م حاول الاشير ابن بابك السيطرة على مدينة الحضر ولكنه فشل وخلف اردشير على الحكم الساساني ابنه شابور وجهز جيشا كبيرا بقيادته وتوجه نحو مدينة الحضر وحاصرها مدة طويلة ولم يستطع سكان المدينة والحامية الرومانية المتحالفة معه قبل ذلك الوقوف بوجه الغزاة واستسلمت في 27 اذار عام 240 - 241م وبذلك انتهى دور مملكة الحضر السياسي.
ديانة الحضر
ان ديانة الحضر كانت خليطا من معتقدات الشعوب السابقة والمحيطة بها اضافة الى المعتقدات نتيجة الظواهر الطبيعية ويمكن تحديد اصول معتقدات ديانة الحضر وطقوسها بما يلي:
- الديانة الاغريقية والتي انتقلت اليها نتيجة التأثيرات السياسية وكذلك الديانة الرومانية.
- المعتقدات والطقوس العراقية القديمة الموروثة عن الديانات الاشورية والبابلية والتي كانت تعتمد في جذورها على احوال الديانة السومرية والأكدية والتي من خلالها اهتدوا الى آلهتهم التي تتفق مع بيئتهم من ظواهر وتأثيرات طبيعية كالكواكب والقمر والشمس.
- معتقدات القبائل العربية الدينية التي نزحت من الجنوب الى الحضر والتي كانت تعتمد على المظاهر الطبيعية والتي كان لها تأثير كبير على حياتهم فيما يخص الزراعة والرعي وغيرها. ومع ذلك فان لديانة سكان الحضر طابع خاص يميزها عن الديانات التي تأثرت بها ومنها.
أ- كانت للشمس مكانة اولية في معتقداتهم وعبادتهم وتعتبر من اكبر الهتهم وهي أي الشمس مذكر عندهم ويعرف باسم اله (شمش او شمشا) وينعت بالاله العظيم وكان باعث الحياة وصانع الخير وباعث الخيرات وهو اله العدل والنظام ولذلك شيد له اكبر المعابد بل إن مدينة الحضر نسبت له. وكتب على المسكوكات عبارة(الحضر مدينة الشمس).
ب- وما يميز ديانة الحضر عبادة التثليث الذي يتألف من (مرن) سيدنا و (مدتن) سيدتنا و (برمدين) ابن سيدنا وكان ذكرهم يتردد في ادعيتهم ويقومون بزيارتهم مباركين بهم يقدمون لهم الصلاة وكانوا يتقدمون على بقية اسماء الالهة وكما ذكرت اسماءهم في الكتابات الحضرية والآرامية وخصصت المعابد الكبيرة لهم. وفي عام 1968 تم اكتشاف ثلاثة منحوتات للتثليث الحضري واطلق على ذلك المبنى فيما بعد باسم معبد التثليث تمثل مرن ومرتن وبرمين وتمثل المنحوتة الاولى الاله مرن أي الشمس بهيئة رجل كهل وحول راسه هالة مشعة ويخرج جسمه من وراء الجبال والغيوم. اما المنحوتة الثانية تمثل الالهة مرتن (سيدتنا) بهيئة امرأة يخرج جسمها من وسط ورقة اللاكانتوس منحوتة بشكل هلال وهي على هيئة امرأة ترتدي ثوبا شفافا. وعلى راس الالهة ما يشبه الاكليل وتظهر الرقبة والكتفان عاريان اما الوجه والعينين فقد كانت تبدو الابتسامة عليه. اما المنحوتة الثالثة تمثل الاله برمدين ويظهر وراء راسه هلال وهالة ذات ثلاثة عشر شعاعاَ. ان البعض ظن ان برمدين هو ابن الشمس والقمر بينما اعتقد البعض الاخر بانه اله القمر فقط وان الهالة اشارة دينية لإظهار صفة السماوية وليست صفة الشمس ان المعبد المربع لشمش تم بناءه بأسلوب مكعب يختلف عن الطراز المعماري السائد في الحضر حيث يمكن الطواف حوله من ثلاث جوانب خارجية وضعت تماثيل كثيرة على جدرانه ويمكن الطواف في حالات خاصة على سطح المعبد الذي يمكن الدخول اليه من باب خارجي او دهاليزها التي يفض باب منها اليه من الابواب الجنوبية الكبيرة.
ج وجدت تماثيل سنطروق الاول والثاني وهي تمثل تخليدا لأصحابها وإجلالا لعبادتها وكانت تقدم اليهم النذور وتقرأ امامهم الصلوات حيث ان عبادة السلف كانت مألوفة عند سكان الحضر.
ث- كان للمطبات في المعابد الكبيرة قدسية خاصة وحرمة حيث لا يدخل الناس الى المعبد الكبير الا بعد ان يخلع (حذاءه) وان (يقفز) المتعبد فوق عتباتها حيث كانت العتبات مطعمة بالأحجار الملونة.
د لقد امن الحضريون بخلود الروح وكانوا يرون ان مصيرها العذاب في ظلام دامس ورطوبة لا تطاق تحت سطح الارض وان الصلاة والنذور تخفف من عذاب الروح او تنقذها.
هـ عبد الحضريون الاعلام وكانت تعرف (سمسيا) وجمعها (ميسستا) وبالنظر لقدسية الاعلام دخلت اسماء الاعلام في تسمية ابنائهم وكان احد ملوكهم يسمى (عبد سمسيا) وكان العلم عند الحضريون يمثل عنوان النصر ورمز الصمود وان سقوط العلم او وقوعه بيد الاعداء اثناء المعارك والحروب يعد اذلال للفرقة التي تحمله وقد ورد ذكر (سمسيا) في النصوص الحضرية وتعني الراية.
و للنسر منزلة سامية في الحضر فهو من اهم رموز الديانة الحضرية حيث وضعوا تماثيله داخل المعبد وعلى بوابات المدينة.
د- وبالنظر لقدسية بعض الحيوانات فقد عملوا لها المنحوتات والرسوم ووضعوها على جدران المعابد كالثور والاسد والعقرب والافعى.
ز اعتقد الحضريون بان الاحلام هي الوسيط لتحقيق ارادة الاله ونقل اوامره ولها أثرا كبيرا في مصير الانسان وفيما يلي نص احدى الكتابات التي اكدت هذا المعنى للأحلام (لعنة الالهة مرن ومرتن وبرمدين على من يأخذ خيمة او مظلة او فاسا او معولا او طشتا او منجلا او فأساَ من العمل الخاص بمعبد برمدين وكذلك على من يأخذ واحدة من قرب الماء هذه العائدة لبرمدين. لقد ظهر في الحلم إن الذي لعنه كان مرجوماَ.
ح كان لدفن الموتى طرقا خاصة بالحضريين حيث كان المتوفي يدفن في أبنية مشيدة بالحجارة بعد ان يوضع في تابوت وكان الدفن اما بوضع الاموات داخل توابيت فخارية او حجرية وأما بحرق الجثة ووضع العظام أو رمادها في جرار.
وكان لكل معبد صندوق للصدقات يشرف عليه موظف خاص وكان يقوم بجمع الواردات التي يقدمها الزوار كالهدايا والتبرعات للمعبد.
وكانت الطبقات الدينية في الحضر تتألف من:
1. (الافكل) وتعني كبير الكهنة . ومن الاشخاص الذين شغلوا هذا المنصب الرفيع (نشر يهيب السيد ) جد الملك سنطروق الاول.
2. رتبة (كمر) و (كمرتا) أي الكاهن.
3. رتبة(قشيشا) أي القسيس.
4. رتبة (السفرا) وهي من الرتب الدينية المهمة وتعني الكاتب وهو المسؤول عن المحافظة عن كتب الدين وعن صحتها واستنساخها والتمسك بعدم التحريف فيها.
اما الشخص الاكبر المسؤول عن المعبد يعرف (بابيتا) أي يد البيت. والبيت هنا يقصد به المعبد الكبير وهي من الرتب الكبيرة في الديانة الحضرية اذ تشبه وظيفه الدانة عند العرب قبل الاسلام. اضافة الى رتب دينية صغيرة