نهر دجلة ... ومدينة الموصل
دجلة ذلك النهر العظيم الذي ينبع من أقاصي الشمال من جبال تركيا وينحدر باتجاه العراق يمر من خلال مدينة الموصل التي احتضنته منذ غابر الزمان عندما كانت تنعم بزهوها إبان مملكة آشور وعاصمتها نينوى.
كان النهر الخالد يقترب من مدينة نينوى فيشكّل سهلا يمر خلال في طرائق مائية عدّة. اطلق على نهر دجلة العديد من المسميات منها وادي السلام وادي البحر الصغير وزير البحر والملك. ولما سكن العرب الموصل بعد ان فتحوها سنة 12 للهجرة بقيادة ربعي بن الأفكل العنزي ([1]) .. استمر الوضع على ما هو عليه حتى سنة 108 هـ - 726 م عندما تولى ولاية الموصل الحر بن يوسف الأموي فعمد إلى شق مجرى للنهر بالقرب من المدينة والذي هو مجراه اليوم واستغرق فتحه قرابة 7 سنين عندها تم تحويل مجرى النهر إلى هذا المجرى وسمي المجرى الجديد بالشط المكشوف ثم تغيّر اسمه ليكون شط الحر نسبة إلى الحر بن يوسف الأموي. وعلى هذا فقد احدودب مجرى نهر دجلة فاحتضن الموصل فجاء تسمية المدينة بالحدباء من هذا الاحدداب ([2])
وفي العهد العباسي تغّير اسم الشط ليصبح نهر زبيدة وللحقيقة التي يجهلها كثيرا من اهالي الموصل ان زبيدة زوجة هارون الرشيد قد ولدت في مدينة الموصل. ولنهر دجلة اسماء محلية اقترنت بمسميات الأحياء التي يمر بجانبها فنجد له اسم شط المكاوي(نسبة الى منطقة المكاوي) وشط الحصى وشط القلعة (نسبة إلى قلعة باشطابيا) وشط الجومي.
استخدم الموصليون الزوارق والأكلاك للعبور إلى ضفة النهر اليسرى والتنقل إلى قرية تل النبي يونس حيث يقع مقام النبي يونس وجامعه عليه السلام. واستمر هذا الوضع حتى بني جسر على النهر في سنة 1854 في فترة حكم العثمانيين لها ثم أنشيء الجسر الحديدي بعد فيضان سنة 1935 إبان حكم العراق في فترة الملكية.
[1] ربعي بن الأفكل العنزي فتح الموصل ونينوى وتكريت دخل العرب المسلمون الموصل في 637 بقيادته الذي سيطر عليها بمساندة قبائلها العربية التي كانت في قتال ضد الروم أحد الابطال العرب الفاتحين الشاعر المجاهد الخطيب ارسله عمر بن الخطاب لفتح تكريتونينوى والموصل وكانت قيادته تغلب واياد. كان قوي البئس شديد القوه تولى ولاية الموصل.
[2] هذه هي إحدى الروايات التي ذكرت عن سبب تسمية مدين الموصل بالحدباء. وهناك قولان آخران لهذا أولهما نسبة إلى منارة الجامع النوري المحدودبة وثانيهما لكون المدينة تجلس على هضبة محدودبة ولهذا سميت بالحدباء.