الموصل في العهد العباسي
فتك العباسيون في العصر العباسي الأول، فتكاً ذريعاً بأهالي الموصل ومدينتهم، على إثر ثورة أهلها على (محمد بن صول) سنة 133هـ ـ 750م، حتى ان أسواقها بقيت معطلة سنين عديدة، وكان هذا على يد (يحيى بن محمد) أخو السفاح.
وفي سنة 133هـ ولى (المنصور) عليها عمه (إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس)، ولما دخل البلد وجدها بحالة يرثى لها. فجمع الناس وخطب بهم ووعدهم بحسن السيرة فيهم، بأن يرد عليهم المظالم، ويعطيهم ديات من قتلهم يحيى، وكتب إلى (المنصور) يعلمه بسوء حال البلد وخرابه.
فكتب اليه المنصور، ان ارفق بالناس وتآلفهم.. فأخذت المدينة تستعيد مركزها الاقتصادي وأهميتها الخاصة، حتى بلغت جبايتها في خلافة هارون الرشيد (24) مليون درهم و(20) الف رطلاً عسلاً.
وفي السنة التالية لمبايعة الرشيد، أي سنة 171هـ ـ 787م ظهر الصحصح الخارجي بالجزيرة فأفسد فيها، فاضطر الخليفة ان يرسل اليه من يطرده عنها، ثم تناوبت عليها الفتن والمحن حتى ملكها الحمدانيون بعد دخولهم في طاعة العباسيين.