عثرت الشرطة الإيطالية في البندقية على طفل أفغاني عمره خمس سنوات مخبّأً داخل حقيبة سفر تعود الى رجل وسط المسافرين الواصلين بالعبّارة البحرية من اليونان.
ولدى استجواب هذا الرجل، الذي يدعى علي شاكر (35 عاما)، قال إنه «فاعل خير»، لأنه فقط يحقق رغبة صديقيه، أبويْ الصبي المسمّى عاصم. وقال إنهما طلبا اليه أن يهرّب ابنهما في حقيبة سفره وأن يأخذه على هذا النحو حتى يتمكن من زيارة أقارب لهما في المانيا.
ونقلت الصحف البريطانية التي تداولت الخبر عن أحد الضابط في خفر الحدود الإيطالية، انتونيو دي فرانشيس، قوله: «المدهش الآخر في الأمر أن هذا الرجل كان يجيب على الأسئلة بكل هدوء ممكن وبشكل عرضي حتى يخيل للمرء أنه يتحدث عن أشياء عادية كان يحملها معه».
وأضاف قوله: «عندما شك موظفو الجوازات في أمره وطلبوا اليه فتح الحقيبة، تناولها بهدوء ووضعها على الطاولة ثم فتحها بلا تردد أو أدنى درجة من التوجس وكأنها لا تحوي شيئا غير ملابسه. وإذا بالصبي داخلها وفي عينيه نظرة فزع وعلى وجهه علامات الإرهاق الكامل. لا نعلم كم من الزمن بقي على هذا الوضع».
وقال دي فرانشيس إن الصبي لم يكن يحمل أي شهادات تشير الى هويته كما هو متوقع. لكن ملامحه تشي بأنه ينتمي الى جماعة الهزارا العرقية في وسط أفغانستان. وأضاف قوله إنه ربما تنقّل داخل حقيبة «فاعل الخير» هذا على مدى ثلاثة أشهر بأكملها منذ بدء رحلته الغريبة في أفغانستان الى حين العثور عليه في البندقية الايطالية.
وسُلّم الصبي الى إحدى جماعات الأيتام الخيرية الإيطالية من أجل رعايته الى حين تمكن السلطات من الاتصال بأبويه والتأكد من أن ما أدلى به علي شاكر صحيح. وعُلم أنه ظل يطلب رؤية أبويه ويردد أيضا كلمة «المانيا». ووضعت الشرطة شاكر نفسه رهن الاعتقال بانتظار نظر القضاء في التهمة الموجهة اليه حاليا وهي «المساعدة على الهجرة غير الشرعية».
على أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. ففي منتصف العام الحالي أوردت «إيلاف» قصة أبوين مصريين حاولا تهريب رضيعهما ذي الأشهر الخمسة عبر مطار الشارقة الدولي في الامارات لأنه كان من دون تأشيرة الدخول اللازمة. فحشراه داخل حقيبة سفر وغامرا بتعريضه لأشعة «إكس» المنبعثة من ماسحات المتاع الضوئية.
ووقتها قال مسؤول أمني: «أكد الزوجان أنهما أخفقا في إضافة الرضيع الى جواز أي منهما، وبالتالي في استخراج تأشيرة دخوله الى الامارات. ومع ذلك فقد قررا المجيء به لعل الأمور تسير على النحو الذي يتمنيانه. وعندما تبين لهما أن هذا مستحيل لجآ الى المغامرة بحياة رضيعهما».