.
الرباعية المقدسة
(1)
أبانا الموجود
في كل مكان
اكشف الحجب عنا
حجابا حجابا
لنرى
من فضلك وإحسانك .
(2)
الإله
يرسل ملائكتة عند مطلع الفجر
يبشرون
بالعذاب اليومي
ينادي
أيها العبيد
أنا ربكم الأعلي
القاهر الجبار
اخشعوا خوفا وطمعا
هذه جنتي
وتلك ناري
الأم
تحمل سياط
قسوة العناية الإلهية
وعنف الخوف الأبدي
من المجهول
الأب
بقايا أحلام بأجنحة متكسرة
حاكم شرقي
فقد عرشه
الابنة
خلقت من حمأ مسنون
للمردة
الذين سفكو الدماء علي
الأرض
قبل اليوم العاشر لأسطورة الخلق
(3)
يقول أستاذي
لقد نجوت
عبرت بحور الظلام السبعة
عشت في سقر
وما زلت تحتفظين
بنبع الحياة
(4)
نجوت!
أنا التي حاربت
الرب
ووقفت تتحداه
وترفض الدخول
في زمرة
المخلصين
لتظل من المغضوب عليهم
(5)
سعيد أنت ايها الإله
بقدرتك المطلقة
علي إعادة تشكيل مصائر
الخلق وفق هواك
وقدرك المحتوم
لا يمسك ألم البشر
ولم تمنحني
فرصة انتصار وهمي
وسعادة زائفة
أو انتشاء بموت بطولي
(6)
أنت الذي تحاول
أن تكسر كبريائي
تهزمني
اخذت كل من أحببتهم
تركت عبادك المخلصين
يسلخون جلدي
وضعت الجمر
تحت قدمي
والأغلال في عنقي
وأنا أهرب
من كل الطرق التي تؤدي إليك
(7)
لا أخاف من
نارك
ولا أطمع في جنة
التجار
إياك
لا أعبد
وإباك
لا أستعين
(8)
يقول أستاذي
من حارب الله حبا فيه
نصره عليه
(9)
أنا سالومي
التي ترقص فوق رأسها
المقطوعة
علي طبق من فضة
وتجلس آخر الليل
تبكي
علي كل الذين أحبتهم
وقتلتهم وقتلوها
(10)
أعشق القتل
وطعم الدماء الطازجة
النازفة من قلبي
الذي أطعنه
عشرات المرات
لأنال الخلاص
ولكني لا أموت ولا أحيا
(11)
شبح إنسان
يسكن جسد آخر
هربت منه
روحه ولم تعد
(12)
تقول أسطور الخلق
إن الأب
حينما قبل الأم
بحنان بالغ
اكتشف سر النار المقدسة
وعرف الحقيقة
هنا
وصل لحد الاكتمال
هنا
أعلنت الابنة موت الاله
أرسل له الرب
الملاك الأسود
لم يترك لها
جزءا من ثالوثها المقدس
المشيئة
تنتصر دائما
(13)
الأم
العذاب الحلو
نفحة من أوراد عشق النار والنور
بعد أن تمتزج الروحان لتصير واحدة
هنا
تري الابنة أنها
وصلت لسدرة المنتهي
وعرفت المبتغي
أيتها الأم المقدسة
أنت الأول
والآخر
والبداية والنهاية
أقيم عالمي شديد الخصوصية
بك ومعك
جنتي في قلب جنهم المستعرة
لأنه
ولأسباب ميتافيزيقية
شديدة المنطقية عند المؤمنين
ودراماتيكية عند العاطفيين
يأتي الملاك الأسود
تطرده الابنة من أروقة المستشفي
تتوسل
لكل الأولياء
والقديسين
تصعد لكل السموات
تعلن توبتها
إيمان الفقدان
لكن
الأم تبتسم لها وهي تعرج للسماء
وهي تحاول اللحاق بها
تصعد لأعلي
لأعلي
لأعلي
لتهبط
روحا وحيدة
وهنا تنتهي أسطورة الثالوث المقدس
ويبقي هو
واحدا قهارا
(14)
يقول أستاذي
بوركت الروح
التي دخلت الجحيم
وعادت كيوم خلقت
كل ما تلمسه
يشفي .
منقوول