.
الحمدُ للذي فَجَرَ الينابيع تحت رَمْلِ المواجع
وَهَنَتْ الساقيةُ وهَرِمَتْ الشجرةُ و صَيْفاً هاجراً شَرُدَ العسلُ اليتيمُ في الجرار
أكَلَ سوسُ الحقيقةِ اللحاءَ ليجلو ثمرةَ الوجد في عيون هُدهدٍ مُغترب
تَخلَّص من قالبك إلى قلبك / يقول شيخي
جسدك مريض لأنه يحبك / يريد منك شيئا .. تقول صديقة
ربنا يستر طريقك يا ولدي / تقول أمي
– والطريق وعرٌ : أوَّلُه أنتَ وآخره الله –
لا تَعلِّق قلبك بالصور وتغفل عن شهود المُصوِّر : تقول حبيبة
النار سرُّها الحطب والنور لا سرَّ له
ولا زلتُ أنتظركِ من وراء الجبال لأعرف بكِ أولَ الطريق / وعند ربكِ منتهاه
لستِ الرقوم في مصحف المعاني ولا أنا ممن يعصف البحر بين ضلوعه فأذهل
عن ندائكِ فيه
وعن صداكِ الذي يصطفي البيدَ خلوةً والمدينة حزنا لهدبيك الكحيلين كالمحاريب
وصُحُف إبراهيم الأولى
أقول روحكِ سِدْرةُ الحنين وجسدي جبريل ولا أرغب أن يكون
بيني وبين روحكِ وسيطٌ
وَحْياً كان يا عصماء أم رسولا
أقاوم فيكِ حريقَ الخيام في دماء الموسيقى /
ذهول البراري في أعين القُبّرَاتِ اللواتي اقتفينَ
هَلْكَى القوافلِ في حنينكِ إليّ / أقاوم فيكِ
كَأُمّيٍّ ضريرٍ حِبْرَ التلاوة /
وعشقي وموتي وذكري وصمتي وإثمي وطهري وغربتي فيكِ
وهذا الضجيج لنجوم كَوْنِكِ في خافقيَّ
وها أنذا .. ألقي ألواحي وأخلع نعلي وأمضي حُقبا إليكِ فيّ .
…
منقوول