كلمة !
اخضرت في قلب الظلمه وأضاءت أرواح الشعراء كلمه ! زرعتها شفتي ذات مساء أحببت العالم ذات مساء ، مخنوق الأضواء لما كان الشارع ليلا ، عرشا للحراس وعلى البعد مدافن ، كانت تطوي خطو الناس والكلب يفتش عن لقمه ، وأنا أبحث تحت الشرفات عن البسمه ! لم يعثر ، وأنا لم أعثر ، فرجعنا ! نبح الكلب ، وضمّتنا الطرقات واجهنا الجدران الجهمه واجهنا أسوارا .. أسلاكا ، واجهنا أشواكا ، ورأيت أسيرا ، قسماتي ، قسماتك في وجهه قسمات الكل ارتسمت في وجهه ومشت أحذية الحراس ، كمطارق تملأ إحساسي تدفعني في قلب الظلمه تدفعني حتى انهرت ، ركعت تحت النجمه قبّلت الأرض ، وتمتمت حروفا يا أرض استمعي لحروفي حرفا ، حرفا .. زرعت شفتي الكلمه ورواها دمعي ، فاخضرّت حرفا ، حرفا ورأيت البرعم يبزغ مرتجفا كتبت أوراق البرعم ما تمتمت بأذن الأرض كلمة (( إنسان ))! يا للروعه! الكلمة تنمو بالدمعه وأخذت الكلمة جنب القلب قربت الكلمة من شوقي ، شوق الإنسان إلى الخضرة والحب ! ونما حرف ، عانق حرفا ، كتب (( الجنّه !)) *** الكلمة تنمو بالدمعه فليسحقني الألم إذا الكلمة عطشت كي أسقيها بدل الدمعة عشر دموع وليزرعها كل شقي مثلي ، عرف الجوع ، وعذابات الحب الخاسر ولتمتد جذور الكلمة نحو قرانا ، نحو قرانا ذات الدمع الوافر كي تورق في القلب قرانا تلك الكلمات وليقرأها الرجل الطيب ولتنضج ، ولتصبح رايات تتقدم خطوات الإنسان ، ليقيم على الأرض الجنه ! ---------
أحمد عبدالمعطي حجازي