روميو وجوليت عراقية تظهر أن الحب يهزم الإرهاب
في مقاربة رمزية مع مسرحية الكاتب الإنكليزي الشهير وليام شكسبير في رائعته "روميو وجوليت"، تسعى النسخة العراقية للمسرحية من خلال قصة الحب التي تجمع بين بطلي العرض إلى محاربة الإرهاب بالحب والقتل بالوردة الحمراء
وتستمر المسرحية التي تحمل إسم "روميو وجوليت في بغداد" وتعرض على مسرح الحي الثقافي كتارا في الدوحة، حتى الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
العرض الذي استقطب جمهورا واسعا، يستلهم المسرحية الإنكليزية الشهيرة كرمز لواقع عراقي يعيش حالة من التشرذم بسبب الصراعات الطائفية.
يذكر أن العمل أنتج خصيصاً لافتتاح مهرجان شكسبير العالمي في مدينة ستراتفورد-أون-أيفون في نيسان/أبريل الماضي، ثم قدم عروضا أخرى في العاصمة البريطانية لندن ضمن فعاليات أولمبياد لندن 2012.
وفي المسرحية العراقية، يأتي البطلان من طائفتين مختلفتين، فتدخل أحداث المسرحية في أتون صراعات أمراء الحروب والطوائف التي تسعى للقضاء على الحب الذي كان يكبر بين البطلين كلما ازدادت التحديات.
العرض المسرحي حمل الكثير من الفكاهة خاصة من الشخصية الهزلية لأحد عناصر القاعدة والذي كان الخطيب السابق لجوليت.
ويقول مخرج العمل، مناضل داود، في حديث للشرفة "إن العمل يسعى لتقديم درس في الحب وكيف يمكن أن يكون هذا الحب دواء وخلاصا من أزمات الطائفية والحروب".
ويرى داود أن "الإرهاب القادم من خلف حدود العراق يسعى لتفكيك مجتمع متجانس، وبالتالي فإن المسرحية تؤكد على أن الحب يمكن أن يخلق الفارق ويعيد اللحمة إلى العراقيين. هو رسالة إلى أمراء الطوائف الذين يتحكمون بالعراق اليوم، ودرس جمالي أمام أي قبح يمكن أن يسعى البعض لإلحاقه بالعراق".
القس الذي نجح في جمع بطلي قصة شكسبير، كان في روميو وجولييت العراقية أستاذا للتاريخ، والذي جسده الممثل العراقي سامي عبد الحميد.
وهذا الدور، وفقا للناقد الفني أحمد الوهيبي، هو استلهام لتاريخ العراق الطويل كونه باني أولى الحضارات.
ويضيف الوهيبي للشرفة "كان اختيار أستاذ التاريخ موفقا ليكون حلقة الربط بين البطلين. للعراق تاريخ طويل وحضارة قديمة تستحق الفخر، ومن هنا فإن وطنا بهذا الزخم الهائل من التاريخ لا يمكن ولا يجب أن يقع فريسة احتراب داخلي، بل يمكن أن يجعل من تاريخه قوة تجمع بين أبنائه مهما اختلفت توجهاتهم".
صرخة للحياة في مواجهة الموت
من جانبه، يرى بطل المسرحية، العراقي أحمد مونكيا، في العمل "مشروعا جماليا صارخا بوجه كل من يحاول أن يدمر العراق".
ويقول مونيكا للشرفة "إنها صرخة أخرى من أجل الحياة بوجه الموت، من أجل الحب بوجه الكره. العمل رسالة لكل من يريد أن يدمر العراق، رسالة تقول كفى حقدا ودمارا، العراق بلد الحب والتسامح ويجب أن يكون كذلك".
ولجأ المخرج في المسرحية إلى ثنائية النكتة والرقصات العراقية في تنويع أحداث مسرحيته، فكان أن حضرت النكتة الساخرة التي تتعاطى مع واقع مؤلم بطريقة ساخرة، في حين حضرت الرقصات العراقية التي زينت خشبة المسرح في إطار فسحة الحب التي يعيشها البطلان.
وفي نهاية العرض المسرحي وأثناء زواج العاشقين تنفجر سيارة مفخخة، ويترك لخيال الحضور التساؤل عما إذا كان قد نجا روميو وجولييت من الموت. لكن في النهاية المسرحية تحمل رسالة هي أن الحب ينتصر دائما وينجح في إخماد الحرائق الطائفية المشتعلة في العراق
منقوووووووووول