لمّا .زارني الجماعة عن طريق الصدفة .كريّم وعويّد .
وقضيت لهم غرضهم . ثم أخرتهم تلك الليلة وأخذتهم معي الى بيت أقاربي .وطبعا.اقاربي رحبوا بهم شديد الترحيب .
وقضينا تلك الليلة بعودة الذكريات للخلف البعيد .
وانا رحت انهار عليهم بالاسئلة .واول سؤالي على شيخ المنطقة .ثم على فلان وفلان وهم يجيبوني بدقّة وبالتمام .لان الناس هناك الواحد يعرف الاخر والسؤال مابينهم مستمر اشبه بتناول الطعام يومياً.
ثم انهينا حديثنا وراح كل واحد الى فراشة .
وفي الصباح ودعهتم وعدت مباشرة الى عملي .
ـــــــــــــــــــ
دخلت الدائرة بخطى متثاقلة .لايوجد شيء في فكري فقط كيف استقيل لاني .دخلت العاصمة بشكل مغلوط وبفكر ضعيف .فلم افهم شيئاً منها ولا استدل على شوارعها ولم استمتع بمناضرها الجميلة ولم اتعرف على ناسها بالشكل الذي ممكن .أتخذ شيئا من اطباعهم .
حتى لوسألني احدأ بعد سنين .
ويقول لي .هل في عمرك زرت بغداد .طبعا .اقول نعم وعشت بها شهور .
ثم يقول لي .
وأي المناطق اوالشوارع .اعجبتك .
الجواب .لاشيء .لاني حصرت نفسي مابين البيت والدائرة .الا اللهم محل الكماليات. وحتى محل الكماليات فلااعرف في اي منطقه هو .علاوة على ذلك فعند ذهابي اليهِ .
صاحب التكسي يأخذني ويعود بي .بدون ان نتكلم عن المنطقة او الشارع .
يعني كنت كمسافر الى بلد غريب .ونزل (اترانزيت ) في مطارات احدى الدول . وبعد الرحيل من ذاك المطار .
ممكن ان يقول اني دخلت تلك الدولة ولكن لم اخرج من مطارها .؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
النتيجة .انا دخلت جنة الدنيا بغداد وعاصمة العالم العربي في زمان مضى ولكني لم افهم شيئا منها كما المثل المشهور (طرطور بالزفة) لايعرف منو العريس ومنو العروسة مجرد يصفّق ويرقص .
اليوم لافكرة عندي سوى الاستقالة والعودة الى من حيث اتيت .
أشتقت كثيرا لمدينتي واشتقت اكثر لاصدقائي واشتقت الى تلك السهرات والقصص .عن غيده وحمد وعن حمد وحمود وحتى قصص لشخصية .
نزيهة وملقب صاحبها بالحرامي .؟
كانت حياتي احلى واجمل .المشكلة ليس بفارق المحافظات .بمعنى بغداد احلى اواي محافظة اخرى بالبلد احلى .
وانما تحكم علينا الظروف من حيث الصداقة وسهولة العيش والفهم لبعضنا .من حيث التفكير وحتى الاماني تكاد تكون متقاربة .؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
انتهى اليوم وانا ليس على بعضي ولم اتخذ قرار استقيل او ابقى .
والمرجح استقيل لكني متردد . لااعرف لماذا .
عدت للبيت وانا متعب مصدّع الرأس هش الركب .ظهري يكاد ان يحنى من التعب .لااعرف لماذا.في حين اني كنت اظن انا في اجمل واحلى مكان .
لكن العكس يحدث حيث لم استغل الفرصة واعرف بغداد ولو نوعا ما ياغبي .
ـــــــــــــــــــ
رحت اتطلع في المرآة .ارى وجهي شاحب وحتى كأني ارى فيه تجاعيد الشيخوخة .وانا في بداية المشوار من عمري .
بعدها دخلت صالة الضيوف .وكان التلفزيون يبث درس علمي عن عيش الرجل بالقرب من نساء غريبات عنه .
لانني باهت ولم يشغلني شيء .
فشدّ انتباهي البرنامج .
راح يتكلم الدكتور وانا مصغي بدقة له .فقال .(عاد ماأدري صدك ماأدري جذب) المهم هذا الذي قاله .؟
أكد باحثون في جامعة فالنسيا أن الخلوة بامرأة جذابة يؤدي إلى ارتفاع في إفرازات هرمون الكورتيزول وهو الهرمون المسئول عن الإجهاد في الجسم، وان خمس دقائق كافية لأي رجل يجلس بالقرب من امرأة غريبة جملية لرفع هرمون "الإجهاد" لديه.؟
ــــــــــــــــــــــ
لما خدمتني الصدفة وحضرت هذا البرنامج أنبهتت . وحمدت الله وشكرته .ثم قلت
(أعوينت أبواصلي ) انوخذت والله .
حسبتها حسب ماسمعت من الدكتور .هو يقول . (خمس دقائق كافية لاي رجل تجهدة ) يعني تنعل والديه وطيّح صبغة .
طيب كيف انا اعيش كل يوم ثماني ساعات ومع اجمل بنات بالعالم . بنات العاصمة كذلك من قويّات الشخصية ومحتشمات بالاخلاق ومليئات ذكاء .ودهاء ايضاً .
وانا المغبون وسطهم .
يعني كل خمس دقائق . افرز او اصرف من دهن القوى .ويروح ببلاش .
معناها خلص دهني ومابقى لي سوى العظام وهي تتحرك بلادهن .
وهنا عرفت من اين هذا التعب .ولماذا تألمني ركب الرجلين ولماذا كاد يحنى ظهري وخارت قواي .
الظاهر وجودي بين تلك النسوى وانا لااعلم .
رحت مسرعا ولملمت اغراضي وتركت بعضهم .وودعت اقاربي . ؟
طبعا تفاجئ اقاربي بهذة السرعة المفاجئة .
فقط أخبرتهم اني ذاهب الى اهلي ولكني لم اشرح لهم فقط قلت لهم الحالة مستعجلة .
ارادوا ان يعرفوا فلم اخبرهم .
خرجت من بيت اقاربي وبسرعة مذهلة وأشرت الى تكسي .(وفيت وعدل) الى كراج النهضة .
لااخبرت دائرتي ولاحتى اتصلت عليهم بالتلفون .لانني صرت اخاف واريد ان احافظ على مابقى من دهن بجسمي .لربما اذا اتصلت بالتلفون
تطلع لي ست سهى . وكان صوتها بالنسبة لي . يمكن هو الاكثر أخذ من دهناتي ؟
خرجت من بيت اقاربي تقريبا الساعة العاشرة ليلا .وانتظرت طويلا بالكراج وانطلقت السيارة السادسة فجرا .
فوصلت الى اهلي الساعة العاشرة صباحا .
عاد التقيت بصحبي واهلي وتعجبوا من شكلي فكنت اشبه التفاحة الناضجة وعدت لهم كالبيذنجانة الذابلة
استغرب الجميع لانه يفترض ان اعود لهم كورد الرمان اول انفتاحه .على اعتبار اني كنت اعيش بالعاصمة بعيد عن شمس الجنوب اللاهبة .
انهم لايعلمون كيف كنت اعيش ومع ماً.؟
ثم سالني احد اصدقائي (شنو القصة شومتغيّر للاسوء)
فقلت له .
ياخوية خلّصت دهناتي وأجيت .
ماعرف القصة ولاحتى ضحك .حسبني متغيّرأشوية ومجنون بأمتياز.؟
انتهت القصة
كانت من قلمي واتمنى ان تروق لكم
ابن الاشتر
4-5-2020