المنخل اليشكري
المنخل اليشكري هو المنخل بن عامر بن ربيعة بن عمرو ، ولد في حجر اليمامه في قرية سدير ، سنة 580م كان المنخل من أوسم العرب خلقة، كان نديما للنعمان بن المنذر إلى أن شك فيه وقتله النعمان عام 603 م، وهو شاعر جاهلي معروف وكان من ابرز اصدقائة الشاعر النابغة الذبياني . وقد عاصر المنخل اليشكري حاتم الطائي و عنترة بن شداد و كان له قصص معهم .
قصة القصيدة
كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة قبيح الهيئة ،
وكانت زوجته ( المتجردة ) أجمل نساء زمانها ،
وكان النعمان يغار عليها بجنون ،
وفي ذات يوم شاهدها الشاعر النابغة الذبياني ،
عندما صادفها فجأة في قصر النعمان (الخورنق)
وبرغم انها انحنت لتلتقط ازارها الذي سقط على الأرض لتداري حسنها ،
الا أن النابغة الذي بهت من جمالها ،
لم يستطع أن يكبح جماح نفسه ،
و انشد قصيدته الشهيرة التي يقول مطلعها:
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ عنم على اغصانه لم يعقدِ
وقبل ان يفيق من سكرة الشعر كان سيف النعمان يطلب رأسه ،
فظل هاربا لعشرات السنين ،
وكتب اعتذارياته الشهيرة للنعمان ،
وكان الشاعر المنخل اليشكري من أجمل فتيان العرب وأرقهم شعرا ،
الى أن قادته أقدامه التعيسة الى قصر النعمان ،
وأصبح أحد ندمائه ، وبطريقة أو أخرى شاهد المتجردة فوقع في هواها ،
واصبح لا يغادر ( قصر الخورنق ) الا من اجل أن يعود اليه ،
و تناثرت الروايات عن علاقة بين (( المنخل والمتجردة ))
وكان ضيوف الحيرة ، يتهامسون في حضرة النعمان
بأن أولاد المتجردة من النعمان يشبهون المنخل ،
ووصلت الهمسات الى النعمان ،
فقبض على المنخل وأمر باحراق جثته ،
وان يذرى رمادها في الرياح حتى لا يتعرف أحد على مكان قبر المنخل ،
وأصدر أمرا بان يلقى نفس جزائه كل من يذكر اسمه ولو بالمصادفة أو ينشد قصائده .
والمحزن أن خطة النعمان نجحت في القضاء على كل اثر للشاعر والانسان ،
الذي لا نجد عنه شيئا في ذاكرة التاريخ ،
باستثناء هذه القصيدة التي نجحت في التصدي لسيوف النعمان ،
وحفظها الرواة عن ظهر قلب من شدة جمالها وعذوبتها ،
والتي تعد من الطف الغزل في الشعر العربي ،
تقول القصيدة :
إن كنت عاذلتي فسيري نحو العراق ولا تحوري
لا تسألى عن جل مالي وانظري كرمي وخيري
وفوارس كأوار حر النار أحلاس الذكور
شدوا دوابر بيضهم في كل محكمة القتير
واستلأموا وتلببوا أن التلبب للمغير
وعلى الجياد المضمرات نوارس مثل الصقور
يخرجن من خلل الغبار يجفن بالنعم الكثير
أقررت عيني من أولئك والفوائح بالعبير
وإذا الرياح تناوحت بجوانب البيت الكسير
ألفيتني هش اليدين بمري قدحي أو شجيري
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت مشى القطاة إلى الغدير
ولثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغرير
فدنت وقالت يا منخل ما بحسمك من قرور
ما شف جسمي غير حبك فاهدئي عني وسيري
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
ولقد شربت من المدامة بالصغير وبالكبير
فإذا انتشيت فإنني رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنني رب الشويهة والبعير
يا هند من لمتيم يا هند للعاني الاسير
يعكفن مثل أساود التنوم لم نعكف بزور