السلام عليكم ورحمة الله
لكلٍ منا أعزاء ...منا من يجدهم حين يحتاجهم ومنا من فقدم وفرق بينهم الموت
و أنا أطرق اليكم أعز صديق إلى نفسي و هو خالي سلام
ربما يقول قائل و ما علاقتنا نحن بصديقك ...لكن هذا جزء يسير من وفائي له
عاش سلام يتيم الاب ..فلقد تركه ابوه وهو في عمر الخامسة
كان متدينا ,ذو أخلاق طيبة,محبوب من قبل الاقرباء والاصدقاء
لا يتوانى عن فعل الخير
عاش الامرين في حياته
فكان يعمل من جهة ويدرس ويتفوق في الدراسة من جهة أخرى
أنهى الدراسة الاعدادية و التحق بكلية الهندسة قسم هندسة الحاسبات والبرامجيات (المستنصرية)
أكمل دراسته الجامعية في ظروف الحصار حت أنه أنهى المرحلة الثالثة ببنطورين فقط .
و أكمل دراسة الماجستير في الجامعة التكنولوجية
بعدها تدرج في دراسة السيسكو حتى حصل على شهادات CCNA,CCNP,CCNE
,CCNA Voice CCVP
وكان يتهيأ لدراسة الدكتوراه
عمل IT في شركة أسيا سيل والتي من خلال عملها تنفس الصعداء وبدء بأستلام راتب جيد ليتنفس من خلاله
ولكن بسبب الظروف الأمنية السيئة في بغداد
أنتقل للعمل في شركة موطني في النجف الاشرف
أهتدي إلى أمرأة قمة في الاخلاص و الوفاء لزوجها من أهالي كربلاء تزوج
وسكن في كربلاء ولم يروا الذكرى الاولى لزواجهم لأنه ذهب إلى غير عودة
لم تنجح الشركة في حينها وترك العمل الكثير من الموظفين
تم تخفيض راتبه إلى راتب لا يكفي معيشته مع زوجته
عانى من هذا الامر لفترة من الزمن
فتحولت الشركة إلى شركة أمنية وكان سلام أحد الاقطاب الرئيسية الذين ساهموا بأنجاح الشركة
بعد نجاح الشركة و اخيرا تم تعديل راتبه ولكن ...!!!!!!
لم يرى هذا الراتب الجديد طريقا ليديه
ليخطفه الموت بحادث سيارة اثناء ما كان متوجها إلى الكوت لزيارة بيت أخته
ترك سلام عند مماته طفلا ذو 19 يوما ...اسمه يوسف
ترك سلام حسرة في قلبي
لأنني كنت أسرع إلى الاتصال به أو رؤيته عند كل أمر اريد أن أخوض به
أو افعله فكان ينصحني ويقول لي أدرس هذا الشئ وافعل هذا الشئ لأنه يفيدك
كنا نتواصل يوميا أن لم اراه في الماسنجر اتصلت به ....لأسأل عنه
والله أقسم صادقا ما ضحكت من أعماقي بعد فقده ...لأنني فقد الفرحة الحقيقية
وفقد الكثير من محبيه البسمة على وجوهم وخصوصا أمه و زوجته
فلم أرى بسمة على وجه أمه من وفاته لحد اللحظة
أما زوجته فلا أستطيع أن اراها و لا تستطيع أن تراني
لأننا كنا سوية نخرج ونأكل فكانوا يتذكرون الالام برؤيتي
وانا لا أستطيع ا ن اراها ايضا لأني أتذكر جرحا لم يندمل
فلأجله أقرء الفاتحة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
وهذه أبيات للشاعر محمد مهدي الجواهري
دمعَة على صديقحَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِعينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعيلاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانهادفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوعللنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسىوترى البكاءَ كواجبٍ مشروعوأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاًبدمائه من كفِ غير قريعأأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةًوَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميعقد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِهالولا قضاءٌ ليس بالمدفوعأبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَأبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوعأبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداًلكنما أبكي على المجموعجَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌيَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوعأن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌوالحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعيوإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكماقد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوعشيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلىشملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموعوبحَسْبِ " أحمدَ " لوعة "أنَّ ابنهُ "" لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع"لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍمُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروعأعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاًبَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍلكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديعفأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتيمقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع
المرحوم مع أبنة أخيه
المرحوم سلام في أحدى المناسبات
الاحبة والاخوة يحتفلون مع المرحوم سلام عند نيله شهادة الماجستير
اثناء اعلان نتيجة الماجستير بعد المناقشة
المرحوم سلام يتوسط أبن أختيه ..أنا وابن خالتي
أبن المرحوم سلام الان
قبر المرحوم خالي وصديقي ...سلام
ملاحظة مهمة : وضعت الموضوع في الاصدقاء المغتربين ...لأن من نفقده حقا يكون من المغتربين عن الدنيا
والمستأنسين في الاخرة إن كان صالحا .
أسف أن أطلت عليكم
تحياتي