من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
لا يستطيع أحد إنكار ما أحدثه مكتشف الدورة الدموية الصغرى من طفرة في عالم الطب، إذ تَمكَّن من حل اللغز الذي طالما حيَّر الكثير من العلماء والأطباء، حول كيفية استبدال ثاني أكسيد الكربون الموجود في الدم بالأكسجين اللازم لتغذية خلايا الجسم المُختلفة. فكان اكتشافه كافيًا للإجابة على هذا التساؤل وتوضيح العديد من الجوانب المتعلقة به، كما أنه مهَّد الطريق لاكتشاف الدورة الدموية الكبرى فيما بعد.
من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
مكتشف الدورة الدموية الصغرى هو العالم العربي أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي، وشهرته ابن النفيس. وُلِدَ بدمشق ودرس الطب في مشافيها، ثم سافر للعمل في القاهرة. عُرِف هذا العالم بتميزه في مجال التشريح، وهو ما ساعده على الوصول إلى هذا الاكتشاف العظيم، الذي قام بشرحه في كتابه “شرح تشريح قانون ابن سينا”. ولم يقتصر علم ابن النفيس على الطب والتشريح فحسب، بل ألف مجموعة من الكتب في العديد من المجالات الأخرى، نذكر منها ” الرسالة الكاملية في السيرة النبوية”، و”طريق الفصاحة”.
أثرى ابن النفيس الحياة العلمية بالعديد من الاكتشافات والمؤلفات، حتى أن أحداث وفاته لم تكُن خالية من الدروس والعِبَر؛ إذ مرض العالم الجليل مرضًا شديدًا أثناء تواجده بالقاهرة، فأشار عليه الأطباء في المستشفى المنصوري التي كان يشغل منصب كبير أطبائها أن يتناول الخمر للعلاج، إلا أنه رفض بشدة قائلًا: “لا ألقى الله وفي جوفي شيءٌ من الخمر”. مكث بعد ذلك أيام قلائل ثم توفاه الله وهو يوصي تلاميذه بضرورة الحفاظ على العلم قائلًا: “إنَّ شموع العلم يجب أن تُضيء بعد وفاتي”. وتوفي العالم الجليل عام 1288م، عن عمر يُناهز الثمانين.
ما هي الدورة الدموية الصغرى
الدورة الدموية هي واحدة من أهم العمليات التي تحدث بشكل تلقائي ومستمر داخل جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن تغذية جميع أنسجة الجسم بالدم المُحمَّل بالأكسجين، وأخذ الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون مرة أخرى، ليتم تنقيته واستبدال ما به من ثاني أكسيد الكربون بغاز الأكسجين، ليُعيد دورته ثانيًا، وقد قسم علماء التشريح الدورة الدموية إلى قسمين:
- الدورة الدموية الكبرى: وهي التي تحدث عند ضخ القلب للدم المحمل بالأكسجين، ليسير عبر شرايين الجسم وشعيراته الدموية، ويُغذي جميع خلايا الجسم. ثم تقوم الأوردة بامتصاص الدم المُحمَّل بثاني أكسيد الكربون ونقله إلى القلب مرة أخرى. ويرجع اكتشاف الدورة الدموية الكبرى إلى العالم الإنجليزي ويليام هارفي.
- الدورة الدموية الصغرى: وتبدأ فور وصول الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون إلى القلب؛ إذ يقوم القلب بضخه من البطين الأيمن إلى الرئتين، ليتم فيها تحرير ثاني أكسيد الكربون، واتحاد كرات الدم الحمراء مع الأكسجين، ثم يعود مرة أخرى عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر بالقلب. وإلى هنا تنتهي الدورة الدموية الصغرى، التي يرجع الفضل في اكتشافها إلى العالم العربي ابن النفيس.