من هو مخترع القطار
بالحديث عن القطارات، فمن الصعب تقرير مخترع القطار بشكل مُحدد نظرًا لمرور هذا الاختراع بالعديد من المراحل والجهود الحثيثة حتى يظهر بالشكل الموجود عليها حاليًا. ولكننا سوف نقوم بتوضيح أبرز الإسهامات التي مرت بها القطارات حتى تتطور بالشكل الذي نعرفه. القطار هو وسيلة من وسائل النقل التي يمكن من خلالها نقل عدد كبير من الركاب والبضائع من مكان لآخر، فهو عبارة عن سلسلة متصلة من العربات التي تتحرك في مسار مخصص لها يعرف باسم السكك الحديدية، وهي قضبان تتكون من مسارين لهما اتجاهين مختلفين أحدهما ذهاب والآخر إياب، وأحيانًا يكون مسار واحد في حالة الانتظام الزمني لعمليات الذهاب والإياب.
النشأة الأولى لعربات الطرق
- كانت البداية مع ظهور عربات الطرق، وقد تم توثيق أمثلة مبكرة من عربات الطرق التي يعود تاريخها إلى الألفين الأولى والثانية قبل الميلاد، وهذه العربات كان يتم وضعها على القضبان أو تقطع لها أخاديد في الأرض كي ترشد العربة إلى الطريق على طول خط ثابت. وكانت هذه العربات إما مدعومة من قبل البشر، أو يتم سحبها من قبل الخيول أو الثيران.
- تم اكتشاف هذه الأنواع من “المسارات” التي تمر بها العربات بالقرب من المواقع التاريخية الآشورية والبابلية والفارسية، وقد استخدمت الطرق خلال هذه الفترة بشكل رئيسي لربط المراكز التجارية أو جلب الصخور أو الأحجار من المناجم إلى مواقع البناء، وليس لأغراض الترفيه أو وسائل النقل العام.
- وكانت عربات الطرق تحظى بشعبية كبيرة في الإمبراطورية اليونانية، ولكن بعد سقوط الإمبراطورية اليونانية تراجعت الطرق بشكل كبير إلى أن زادت حركة التجارة في القرن السادس عشر. وبسبب الحاجة إلى وسائل نقل جيدة، تحققت العديد من التطورات الصغيرة في تصميم الجنزير والعربات للمساعدة على تحسين استخدامها، ورغم ذلك كانت العربات لا تزال تعتمد على القوة البشرية أو الخيول، ولم تكن المحركات البخارية قد ظهرت بعد.
اختراع المحركات البخارية
- تم اختراع أول محرك يعمل بالبخار في عام 1698م بواسطة توماس سافري، وعلى الرغم من أن هذا المحرك لم يكن مخصصًا لتشغيل عربات السكك الحديدية، وإنما كان المقصود منه هو (رفع المياه) في مناجم الفحم، لكن كان هناك العديد من العيوب الخطيرة في تصميم هذا المحرك.
- تمكن مهندسون ومُخترعون آخرون من استخدام هذا كمصدر إلهام لإبداعاتهم الخاصة، فأول محرك بخاري ذاتي الحركة اخترعه جيمس وات بمساعدة وليام مردوخ، وعلى مدى أكثر من 60 عامًا بعد أن قام سافري بتجربة تصاميمه كانا قادرين على خلق نموذج عمل، لكنهما لم يُنتجا قاطرة كاملة النطاق قادرة على سحب العربات، ولم يحدث ذلك حتى عام 1804م إلى أن تم إنشاء قاطرة كاملة النطاق من قبل ريتشارد تريفيثيك.
إسهامات ريتشارد تريفيثيك في اختراع القطار
- قام ريتشارد تريفيثيك عام 1804م باختراع أول قاطرة لسحب العربات، وأكملت هذه القاطرة أول رحلة قطارات تعمل بالبخار في 21 فبراير 1804م، وسحبت 5 عربات و 10 طن من الحديد و 70 راكبًا على متنها. لكن لسوء الحظ، كانت لا تزال هناك العديد من العيوب الرئيسية في تصميمات ترافيثيك، لذا لم يتم اعتمادها على نطاق واسع.
- ظل عمل ترافيثيك غير معترف به في ذلك الوقت، وتوفي مفلسًا ووحيدًا، وفي العشرين سنة التالية تم إنشاء القاطرات من قبل مجموعة من المخترعين، قام كل منهم بإجراء تعديلات على التصاميم، في محاولة للعثور على شيء من شأنه أن يكون ناجحًا ومجديًا للاستخدام التجاري.
إسهامات جورج ستيفنسون مخترع القطار الأشهر
- ولد جورج ستيفنسون عام 1781م في منطقة ويلام الانجليزية، وكان والده يعمل بمناجم الفحم ويهتم بالمحركات البخارية، فكان ستيفنسون يساعد والده ويحاول اكتشاف الآلات وطريقة عملها.
- وفي عام 1814م، استطاع جورج ستيفنسون مخترع القطار بالاعتماد على تصاميم سابقيه أن يقوم بتطوير وبناء أول قاطرة تجارية والتي تم استخدامها في أول خط سكة حديد بخاري عام في العالم، بين ستوكتون ودارلينجتون عام 1825م.
- يعود الفضل لستيفنسون في اختراع تلك القاطرة البخارية الأكثر شهرة، والتي سماها “روكيت”، وقد قام ستيفنسون أيضًا بابتكار مقياس يسمي مقياس السكك الحديدية، ويعرف حاليًا باسم مقياس ستيفنسون، وقد أصبح هذا المقياس مقياسًا عالميًا للسكك الحديدية.
- استطاع جورج ستيفنسون تسويق نجاحه من خلال إنشاء شركة أنتجت قاطرات للبيع لأغراض النقل التجارية والعامة، وبسبب اسهاماته المتعددة يُعد جورج ستيفنسون هو مخترع القطار الأبرز في التاريخ.
ظهور القطارات الكهربائية
- تم إدخال القطارات الكهربائية لأول مرة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بعد أن تم إدخالها بنجاح في خط ترام كهربائي في برلين بألمانيا، والذي تم بناؤه بواسطة ورنر فون سيمنز.
- ثم أصبحت المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية أكثر جدوى وأكثر عملية خلال العقود التالية، وتم بناء عدد كبير من السكك الحديدية التي تعمل بالطاقة الكهربائية في جميع أنحاء العالم؛ بواسطة الأنظمة المستخدمة مع الأسلاك العلوية، أو السكك الحديدية المكهربة.