علاج الحروق المنزلية يتطلب القيام ببعض الخطوات للتخفيف من حدّة الحرق. ولعل تمرير المنطقة المصابة بالحروق تحت الماء الجاري هو أول رد فعل ضروري يقوم به الشخص في حالات الحروق. ولكن يجب ألا نفعل ذلك بطريقة عشوائية! فقد كشفت دراسة جديدة عن المدة المثالية لهذه الخطوة في الإسعافات الأولية.
آلاف الأشخاص حول العالم يتم إدخالهم إلى المستشفيات كل عام بسبب الحروق. ونحن نعلم مسبقاً أن أول رد فعل يقوم به الشخص هو تبريد المنطقة المصابة تحت الماء الجاري. وهذه خطوة الإسعافات الأولية المبدئية التي يقوم بها الشخص عموماً بشكل سريع.
هذا ما كشفته دراسة جديدة تمَّ نشرها في مجلة حوليات طب الطوارئ Annals of Emergency Medicine والتي أجراها باحثون أستراليون على الأطفال. إذ يؤكدون على أن تمرير منطقة الحرق تحت الماء الجاري هو أول رد فعل يفكر به الشخص، إلا أنهم يشيرون إلى أن مدة هذه الخطوة مهمة للغاية:
يجب ترك منطقة الحرق تحت الماء الجاري مدة 20 دقيقة!
للتوصل إلى هذا الاستنتاج قام الباحثون بتحليل العلاج الذي خضع إليه 2495 طفلاً في المستشفى، وكانوا جميعهم ضحية التعرّض إلى الحروق. وقد اكتشفوا أنَّ الأطفال الذين استفادوا من هذه الخطوة الإسعافية الأولى لمدة 20 دقيقة انخفض احتمال حاجتهم إلى ترقيع الجلد إلى أكثر من 40 في المائة، وانخفضت حاجتهم للدخول إلى المستشفى بنسبة 35.8 في المائة، بينما انخفضت حاجتهم إلى الخضوع إلى الجراحة بنسبة 42.4 في المائة.
يقول برونيون أر. غريف، المؤلف المشارك في الدراسة إن هذه الخطوة فعّالة بشكل خاص عندما يتم القيام بها مباشرة بعد التعرّض إلى الحرق، ومع ذلك تبقى هذه الخطوة مفيدة حتى بعد ثلاث ساعات من التعرّض إلى الحادث الذي سبب الحروق. ويختتم قائلاً: "سواء كنت من الوالدين أو من فريق الإسعاف ننصح بقوة تعريض المنطقة المحروقة لدى أي شخص لمدة 20 دقيقة إلى الماء الجاري البارد. إنها الطريقة الأكثر فعالية لتقليل خطورة تلف أنسجة الجلد"