ملايين حالات الإنفلونزا يتمّ تسجيلها كل عام حول العالم. علماً أنّ الحمى والصداع والسعال والأوجاع المختلفة من بين الأعراض الرئيسية لهذه العدوى الفيروسية، والتي تختلف من شخص إلى آخر.
أعراض الإنفلونزا مختلفة، ألا أننا لسنا متساوين جميعاً في مواجهة هذه العدوى الفيروسية. وتختلف درجة خطورة الأعراض من شخص إلى آخر، على الرغم من إصابتهم بالعدوى من نفس سلالة الفيروس. وفقاً لدراسة علمية أجرتها جامعة كاليفورنيا ونشرت على موقع Plos Pathogens، فإنَّ شدّة الإنفلونزا تعتمد على حقيقة العدوى التي أصابتنا وقت الطفولة. وقد أثبت الباحثون أن رد الفعل المناعي يكون مختلفاً بناء على ذلك في سن البلوغ.
وقد ركزت الدراسة على سلالتين من فيروس الأنفلونزا: H1N1 و H3N2. وقد تبين أن السلالة الأولى أقل خطورة من الثانية. والأطفال والشباب هم الأكثر تأثراً بالعدوى من السلالة الأولى. وفي المقابل، فإنَّ السلالة الثانية هي الأكثر فتكاً، لأنها تؤثر بشكل خاص على كبار السن والضعفاء.
حددت دائرة الخدمات الصحية في أريزونا 9510 حالة انفلونزا موسمية من سلالة الفيروس H1N1 و H3N2 والتي تمت دراستها. المؤشر الأول الذي أثبته العلماء هو: الاشخاص الذين تأثروا بالفيروس H1N1 خلال طفولتهم كانوا أقل عرضة لخطر دخول المستشفى في سن البلوغ إذا ظهرت أعراض الفيروس عليهم مجدداً.
وعلى العكس من ذلك، فإنَّ الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس H3N2 كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى في نهاية المطاف، إذا ما أصيبوا لاحقاً بفيروس H1N1. كما لاحظ الباحثون كذلك أن الاشخاص الذين أصيبوا بفيروس H3N2 خلال فترة طفولتهم تلقوا حماية إضافية.
رغم ذلك، فإنَّ الأطفال الذين تعرضوا إلى فيروس H2N2 وهذا الفيروس من أبناء العمومة القريبين من H1N1 ، لم يحظوا بالحماية المناعية عندما أصيبوا لاحقاً بالفيروس H1N1. وقد عمل العلماء جاهدين من أجل تفسير هذه الظاهرة، لأنَّ كلا السلالتين هما من نفس المجموعة. وإضافة إلى ذلك فقد أثبتت دراسات سابقة أن التعرّض إلى أحد الفيروسات قد يضمن أحياناً الحماية ضد النوع الآخر.
ويأمل العلماء أن تساعد نتائجهم على منع انتشار أوبئة الإنفلونزا الكبيرة، وتقليل عدد الوفيات.