( نازح ) مشرد
====//====
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ﻋﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﺼﻘﻴﻊ
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻧﺎﺯﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ... ألدﻳﻚ ﻣﺄﻭﻯ؟
ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ...
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻣﺄﻭﻯ
ﺃﺷﺘﻢ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻓﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ
ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ...
ﻣﻦ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺸﻊ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻲ
ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻲ
ﻭﺃﻧﺘﻈﺮ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ... ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻌﻮﺩ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻﺗﻌﻮﺩ !
ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺣﺎﺋﺮﺍً ﺃﺟﻤﻊ ﺟﺮﺍﺣﻲ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ... ﻣﺸﺮﺩٌ
ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻧﻬﻨﻬﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﺃﻗﻄﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﺠﻤﺔ ﻷﺑﻴﻌﻬﺎ
ﻭﺃﺷﺘﺮﻱ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ ﻣﺄﻭﻯ
ﻭﺃﻣﺴﺢ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ
ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺬ ألف يوم ﺃﺳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻠﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ
ﻳﺠﺮﻓﻨﻲ ﺩﻣﻌﻲ ... ﻧﺤﻮ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻦ ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺬ عامين وثلاث
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻶﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﻜﻞ ﻭﻃﻨﻲ
ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻬﻨﻲ ... ﻭﺃﺣﺴﻪ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻨﻲ
ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻦ ﺟﺮﺣﻲ
ﻟﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﺟﺮﺣﻲ
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻛﻞ ﻃﻴﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻛﻔﻲ
ﻭﻳﻠﺘﻘﻂ ﻣﻨﻲ ﺣﺒﺎﺕ ﻭﺟﻌﻲ
ﻭﺍﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﺁﻳﺎﺕ ﺗﺘﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﻭﺟﻬﻚ ﻻ ﺍﻋﺮﻓﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻛﻮﺟﻬﻲ
ﻭﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺏ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ
ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺬ ﻫﻮﻳﺘﻲ ... ﻭﺁﺧﺬ ﺍﺳﻤﻲ ﻭﻋﻤﺮﻱ
ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ
ﻭﺃﻧﻜﺶ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﻭﺟﻬﻲ ... ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺸﺠﺮ
ﻭﺃﺣﻔﺮ ﻇﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ التين والزيتون و ﺍﻟﺤﺠﺮ
ﻭﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﺤﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻭﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻇﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﻭﺻﻮﻝ
ﺗﻌﺒﺖ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻏﻨﻲ ﺃﻏﻨﻴﻪ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻭﺃﻥ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻣﻦ ﺫﻫﻮﻟﻲ ﺛﻤﻦ ﺭﻏﻴﻒ
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻭﻃﻨﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ
ﺁﻛﻠﻪ بالعيد
ﺃﻭ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺿﺒﺎﺏ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ
ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ
ﺃﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻠﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻱ
ﻭﺃﻧﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻜﻮﻧﻲ
ﻭﺃﻗﻄﻒ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻲ
ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻫﻤﺴﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ... ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻓﺘﻘﺪﻩ
ﻭﻋﻦ ﻭﻃﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺃﺻﻠﻪ
ﻭﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻲ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻇﻼﻣﻲ
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺻﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً عليّ
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻠﻪ فيُ؟
ﻭﺃﻳﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﺼﻨﻲ ﻣﻦ شفتيُ ؟
ﻭﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺘﻲ
ﺃﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺟﺮﺣﻲ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻲ
ﺍﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻲ
ﺃﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﺩﻱ ... ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻟﻲ
ﻓﻲ ﺍﻧﺼﻬﺎﺭ ﻋﻤﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﺎ
ﻋﻦ ﻭﻃﻦ ﺃﺣﻀﻨﻪ ﻭﻳﺒﻜﻴﻨﻲ
ﻋﻦ ﻭﻃﻦ ﺍﻗﺒﻠﻪ ﻭﻳﺮﺛﻴﻨﻲ
ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻬﻨﻲ
ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺣﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺛﻘﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ
ﺳﺮﺕ ﻃﻮﻳﻼ ... ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺳﻜﻴﻨﻲ ﺃﻧﻜﺶ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ
ﻭﺍﺣﻔﺮ ﻓﻲ ﺷﻘﻮﻕ ﻳﺪﺍﻳﺎ
ﻋﻠﻨﻲ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﻣﻴﻼﺩﻱ
ﻭﺍﺟﻤﻊ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ
ﻭﺍﺭﺳﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺍﺑﻜﻲ ... ﺃﺑﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻗﻬﺮﻱ
ﺃﻋﺼﺮ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻲ
ﻭﺃﻋﺼﺮ ﻟﺤﻨﻪ ﺍﻟﺸﺠﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻌﻲ
ﻭﺃﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻱ
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﺼﺪﻯ ... ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ؟ !
ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺼﺪﻯ .... ﻭﺍﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺗﻲ
ﺃﻋﺪﻭ ﻣﺴﺮﻋﺎً ... ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺧﻠﻔﻲ
ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ ... ﻫﻤﺴﺎﺗﻲ ... ﺻﺮﺧﺎﺗﻲ
ﺍﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺮﻭﺩﻱ
ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﺟﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺸﺒﻬﻨﻲ
ﻛﻞ ﻣﺎﻳﻌﻤﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ
ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺮﻭﻱ ظمئي ﻭﻳﻄﻔﺊ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﺠﻦ
ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ... ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ
ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﺮﺣﺎﻟﻲ ... ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺟﻬﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً
ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ زيتون ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻭﻛﻞ ﺍلأنهار ﺃﺻﺒﺤﺖ نهرﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺒﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻘﻲ
ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻘﻠﻖ ... ﺃﺧﺬﺕ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺸﻔﻖ
ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺃﺳﺎﻝ ﻛﻞ ﻋﺎﺑﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ؟ !
ﺃﻳﻦ ﺃﺟﺪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻃﻦ؟
ﺃﻳﻦ ﺃﺟﺪ ﻭﻃﻨﺎً ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺍلنهر ؟
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﺭﺣﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .... ﻧﺎﺩﺍﻩ ﻧﺎﺯﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﻳﺴﺎﻝ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ... ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ...
ﻟﻜﻨﻪ ﺭﺣﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ؟
مصطفى نبو