عادات وتقاليد عراقية قديمة
جميع دول العالم لها معتقدات وخرافات تؤمن بها على إنها حقائق ومنها ما تصبح عادات يلتزم بها البعض ولامجال للتشكيك فيها اومناقشتها ومنها ماهو مأخوذ من حضارات قديمة أو حضارات أخرى أو من فعل السحرة والمشعوذين أو قد تكون جائت نتيجة
الصدفة والتجربة والتي جعلت الإيمان بهذه المعتقدات راسخا عند البعض وعلى سبيل المثال في ايطاليا نافورة اسمها ( السبع نافورات ) يقفون أمامها وظهورهم اليها ويرمون فيها قطع النقود المعدنية ويتمنون أو كما يسمى عندنا (يطلبون مراد ) ولكن مرادهم يقتصر على الحب ..قسم من هذه المعتقدات قد تكون إيحاءات لمقصد معين كأن يكون
فعل ما ولكنه يقصد به أمرا آخر أو قصدا معينا وقد أصبحت في حكم المنسية عند البعض وقسم منها لازال معمول به .
ملاعق الشاي
لملاعق الشاي قصة مع أهالي بغداد وهناك بعض المعتقدات حولها :وضع ملعقتين في ماعون الشاي الواحد يعني إن الشارب سيتزوج امرأتان ولذلك تراه يبتسم وهو يخفي فرحه بين عينيه وهو يعتقد أن ذلك سيحصل فعلا.وجود الملعقة في داخل الاستكانة
عند جلبه له في المقهى أو عندما يكون ضيفا فأن ذلك يعني أن الشخص (عرضه ملوث) وهو مطعون في عرضه. وإذا قدم الشاي والكمية في الإستكان ناقصة فأنها تعني إن الشارب ناقص . وهذه الأمور هي من الإيحاءات و أن حصلت فأنها قد تؤدي الى
المشاجرات والفصل العشائري وغيرها .
النرگيلة
النركيلة ومنهم من يكتبها بالجيم (النرجيلة) وهي أداة لشرب الدخان تركية الصنع شاعت في العهد العثماني وانحسرت ثم راجت في السنين الأخيرة وبكثرة في العراق وبلاد الشام ولها أصول التهيئة والشرب والتقديم. فإذا قام احد الحاضرين بإشعال سكارته من فحم النرگيلة فان هذا الفعل يعني مشكله كبيرة جدا قد تصل الى القتل .
النعال أو المداس
عندما نترك النعال أو الحذاء في باب الغرفة أو المنزل قد يأخذ شكلا أو أشكالا معينة ومنها أن تكون إحدى فرداته تركب على الأخرى وهذه تعني أن صاحب النعل سوف يسافر أو إن أهل الدار سوف ينتقلون من دارهم الى دار أخرى ولا ادري ما علاقة النعال
بالسفر ؟
واذكر في إحدى المرات كنت حاضرا في المحكمة الشرعية في شارع النهر انتظر صديقا لي تأخر على موعده لعقد القران واضطررت الى دخول إحدى قاعات المرافعات لقضاء الوقت وكانت هناك دعوى طلاق وكانت الفتاة تصر على الطلاق والقاضي يحاول الصلح فقامت أم الفتاة وخلعت نعالها وقلبته أمام القاضي قائلة هل هذا يرتديه الناس هكذا أم العكس ؟
ففهم القاضي المراد وحكم بالطلاق مع تضمين الزوج كافة المصاريف وهذه الحادثة من الإيحاءات.وللنعال أو المداس استخدام آخر وهو وضعه في أعلى الباب الرئيسي لدفع الحسد وطالما رأينا أحذية أطفال أو نعالات معلقة على أعلى الجدار في واجهة البيت او في خلفية السيارات لكي يبطل الحسد .
الغراب
من المعروف إن الغراب نذير شؤم لدينا ونعيقه مكروه ولكونه اشتهر في قصة دفن الميت وأكله للجيف وعدم انسجامه مع باقي الطيور ٬ ولذلك فأنه عندما يمر وهو ينعق كنا نسمع العجائز تردد (خير خير خير ) والمقصود انه يحمل خبرا سيئا ولذلك تردد
العجائز ماهو عكس الخبر تيمنا بإفشال نبؤة الغراب وهناك مثل مشهور عند المصريين وهو ( ياما جاب الغراب لأمه) .
كسر الصحون والأقداح
كثيرا ما تحدث حالات كسر الأطفال أو ربات البيوت للأقداح أو راح ) الصحون أو الزجاجيات عموما ونسمع من يردد الحمد الشر راح الشر ) وهذا معتقد بان الشر قد ولى بكسر هذه الزجاجية وانه يقصد شيء أكثر أهمية ولكنه اكتفى بهذه .
حكة اليد (الكف)
يعتقد البعض إن حكة كف اليد إن كانت اليمين أو اليسار لها توقع بحدوث شيء وان حكة اليد اليمنى تعنى أن صاحب العلاقة سوف يقوم بدفع مبالغ ونقود والحكة باليد اليسر تعني العكس وهي انه سوف يقبض نقودا وسيأتيه رزق .
طوب أبو خزامة
وهو مدفع تركي ضخم في قياس تلك الفترة وقد جيء به مع السلطان مراد الرابع لفتح بغداد وكان له دور كبير وفعال بحيث أصبح مزارا يتبارك به الناس وخاصة النساء بجلب أولادهن ووضع رأس الطفل في فوهة المدفع مع قراءة بعض الأدعية ظنا
منها أن يعطيها ماتطلب ويحقق لها المراد ويحفظ الطفل من المخاطر والأمراض.
أم سبع عيون
وهي عبارة عن تربه طينية مزججة ومفخورة (سيراميك) دائرية الشكل وبلون ازرق بلون السماء وحافتها متعرجة (مقرنصة) وفيها سبعة ثقوب موزعه على الدائرة الداخلية .توضع في باب البيت الرئيسي أو داخل البيت أو تعلق في الرقبة أو السيارة أو حتى الماكنة أو الحفارة ويعتقد البعض إنها تدفع الحسد وهي من تراث بابلي اوعراقي قديم وتوجد بإحجام مختلفة حسب الاستخدام ويتفنن الصاغة بوضعها باطارات ذهبية أو
بسلسلة للتعليق وغير ذلك .
الخرقة الخضراء
إن اللون الأخضر هو الشعار الذي دأب آل هاشم من ذرية علي بن أبي طالب (ع) استخدامه للإشارة إليهم في حقب التاريخ ويؤمنون بان الرسول الكريم (ص) كان يتعمم بعمة خضراء وهذا صحيح ولكنها لم تكن العمة الوحيدة بل كانت هناك عمه سوداء
وأخرى بيضاء ولذلك نجد أن البعض يؤمنون بان قطعة قماش خضراء مأخوذة من أضرحة الأولياء والصالحين تعلق في مقود السيارة أو (التركتور ) أو في معصم الرجل أو المرأة أو حول رأس أو رقبة الطفل هي كفيلة بالحفاظ عليها وحمايتها .
رفةّ العين
تحدث في بعض الأحيان أن يصاب الإنسان بشد عصبي بسيط في جفن العين يجعل الجفن يصاب بالارتجاف فأن كانت اليسرى فأنها تعني سماع خبر سيء وان كانت اليمنى فإنها تعني قدوم ضيوف الى المنزل ولم يذكر احد إذا رفت العينين معا ماذا سيحصل ؟؟
وكنت ألاحظ العجائز وهم يضعون شريحة خفيفة جدا من عود أو ورقة شجر على الجفن لإيقاف الرف .
الطير أو الحمام
نزول الطير الى باحة المنزل أو على سياج الدار يعني هناك خيرا كثيرا سيأتي لأصحاب الدار وان كان ( هدهد) فأنهم سيسمعون خبرا من بعيد وان كانت حمامة فان هناك مشروع خطبة يطبخ ولم ينضج بعد . وهناك من يؤمن إن ( ذرف الحمام ) (ضرك)
أي خروجه إذا سقط على رأس شخص أو كتفه أوملابسه فأنه فأل جيد و سوف يسمع خبرا مفرحا ولا يتضايق من ذلك.
دجاجة الجيران
إذا جائت دجاجة الجيران ضيفا على الدار وباضت بيضتها عندهم فان ذلك يعني إنهم سيرزقون بمولود والبعض يحتفظ بالبيضة على إنها البشير.
صياح الديك
من الأمور المستحبة هو صوت الديك عند الفجر لأنه يؤذن بيوم جديد ووقت الصلاة وانه خير للناس وإذا لم يسمع صوته فأن الناس تتطير شررا من شيء ما سيحدث واليوم يعتبر صياح الديك من المزعجات لان الناس يأخذها النوم لساعات متأخرة .
رش الماء
يعتبر الماء سر الحياة وهو من المواد المباركة وإذا شاءت الصدف واتتك رشه من الماء من السطح أو الشباك وأنت تسير وسبحت بسطلة من أم عليوي ٬ فإنها ستقول لك لله يحبك هذا خيرراح يجيك !!! أما ذا كان الماء مخلوط ببقايا الطعام وأوساخ المسح فان أم عليوي تختفي ولاتجد لها أثرا ٬ورش الماء النظيف هو نوع من أنواع البركة والفأل الحسن كمايعتقد البعض.
العَزْيَزة
وتلفظ بفتح الزاء وسكون العين وهي عظم صغير مفصلي يستخرج من عظام الخروف وتتم تلوينه ورسم صورة إنسان عليه وقد يوضع عليه بعض الشعر ويكلف احد الصبية الصغار برميه في احد الدور حيث تنشب المشاجرات والمشاكل ومن ثم تقوم عجوز البيت بالبحث عن (العزيزة)حتى إذا وجدتها هدأ البيت وسكنت النفوس .
المقص
يعقد البعض أن فتح وغلق المقص بدون موجب يولد البغضاء والمشاحنات والشجار وخاصة بين الزوجين (العرسان) ولذلك تمنع عجوز البيت القيام بهذه الحركة .
سبعة العروس
ليس مستحبا أن تقوم أم العروس بزيارة ابنتها قبل اليوم السابع من ليلة الدخلة لان ذلك سوء طالع للفتاة وقد (يعگد رحمها ولاتحبل ) وقد يحسدها الحاسدون وقد تنتقدها عمتها أم العريس ومن باب الترفع.... والخ .
السكر على رأس العروس
كانت زفة العروس تختلف عن أيامنا الحالية حيث تزف العروس الى دار عريسها من قبل النساء وقبل خروجها من دار أهلها الذي يرافقه بكاء العروس والأم والأخوات لكونها سوف تفارق بيت أبيها وأمها والأخوات والإخوة وتذهب الى رجل غالبا ما يكون
غريبا عنها وقبل خروجها تقوم إحدى أخواتها أو صديقاتها أو أي امرأة بجلب فصين من السكر(الَكل) وتحكهما فوق رأس العروس ويتساقط السكر على رأسها وذلك يعني الفأل الحسن والحياة الحلوة مثل السكر.
كسر التنُگة
وهو قيام احد الصبية بكسر آنية فخاريه (تنُگة) بين أرجل العريس حال وصوله الى الدار في زفته على العروس (ليلة الدخلة ) اعتقادا انه سيكون فألا حسن لزواجه وإنذارا له
لاستجماع قوته لانجاز الواجب بسرعة والخروج مسرعا للسلام على أصحابه .
الحجاب
الحجاب هو ورقه يكتبها الساحر أو الفوال أو الملا في بعض الأحيان لدفع ضرر ما عن حامله أو خطرا قد يقع عليه وغالبا ما يغلف بالجلد ويعلق في الرقبة أو يحمل بالجيب وعندما تفتح الحجاب تجد مجموعه من الكلمات والأحرف والأرقام لايربطها رابط ولامعنى .
أبره وكاغد ( الچكچك)
كنا نرى العجائز يقمن بإحضار ورقه (كاغد ) وأبره ٬ ويطلبون منا كتابه اسم شخص ما واسم والدته على الكاغد وتقوم العجوز بملىء الكاغد بالثقوب ( 101 ) ثقب ومع كل ثقب قراءه أو ذكر اسم ما أو دعاء معين وبعد الانتهاء يحرق الكاغد وهو اعتقاد بدفع السحر أو الحسد أو الضرر .
البخور
هو ماده من خليط معجون معطر قابل للاحتراق وإفراز العطر وكان يستخدم بكثرة واعتقد انه كان بسبب عدم وجود تهويه صحيحة في الغرف وأماكن الجلوس والأماكن المزدحمة والتي تتكون فيها الرطوبة والروائح الكريهة لتلطيف الجو ثم أصبحت
اعتقادا بطرد الشياطين والشر لكون الشياطين تسكن الأماكن الرطبة والآسنة وهو على شكل أعواد أو أقلام أو شمع. والعود هو أكثرها شيوعا ومكان إنتاجه هو الهند .وكنا نسمع العجائز تقول (گومي ماما بخريله شوية هسه يصير زين هذا لو هابط لو مخروع).
الحرمل
هو بذور نباتية مجففه تباع في محلات العطارة ويتم رميه في النار ويصدر أصوات (طقطقة) مع رائحة نفاذه تنتشر ٬والغاية هي إبطال الحسد والعين وصرف الأنظار .
العفص
وهو ماده نباتية تكون ناتج من إحدى الأشجار تسمى بنفس الاسم ٬ ويكون على شكل كرتين صغيره مثل الجوز وأصغر تقوم النسوة بتغليفها بمشبك من الذهب او الفضة وتعليقها في صدر الطفل أو رأسه لحمايته من العين والمرض .
عظم الهدهد
لقد شاع في القرن الماضي وقبله أن هناك في طائر الهدهد المشهور عظم معين يمكن الشخص الذي يحمل هذا العظم من تحقيق ما يصبو اليه وما يتمنى ..وكان احد الرجال يدور ويحمل معه طير الهدهد ويعلن أن لديه عظم الهدهد وبعد أن يتم الاتفاق على العظم ويقوم البائع بذبح الطير وإخراج العظم الخاص وتغليفه بالجلد وتعليقه على الزند الأيمن. وكان الناس يصفون المحظوظ بأنه يحمل (باز بند ) أي عظم الطير .
سن الذئب
كانت النسوة وخاصة الأمهات يعتقدون أن تعليق احد أنياب الذئب بعد تغليفه بالفضة أو الذهب في صدر الطفل هو حماية له من الدواب والأمراض والحيوانات المفترسة .
العطاس
من المعروف إن العطاس حركة عضلية تتقلص فيها مجموعه من العضلات ويتوقف فيها القلب لثانية أو أكثر ويقال لصاحبها بعد أن يحمد لله بعد عطاسه (يرحمكم لله ) – تشميت العاطس على أساس انه توفي ثم عاد الى الحياة ولكنها تصبح اعتقادا عندما
يتحدث احد ما حديثا ويعطس آخر فأن المتحدث يقول مباشرة (هذه شهادة ) أي شهادة صدق على ما أقول.
رؤية الصباح "الشروق"
وهي أول منظر تلتقيه العين في صباح يوم جديد وإذا كان المنظر يسر الناظر استبشر فيه خيرا وإذا كان العكس فأنه يقرأ المعوذات ويظل يتوجس يومه ٬هذا وأكثر المناظر التي يتوجسها هي رؤية صاحب العين الكريمة (الأعور ) حيث يشكل ذلك غما وهما للناظر وهناك مقوله دارجة عندما يشتد البعض بالكلام ويعصب قليلا يقال له (أنت بيمن مصبح ) أي من هو أول منظر رأيته ؟
الخرز
هي نوع من الحجر يدعي البعض انه كريم وله خواص ويقوم بإعمال خارقة ويستخدمه البعض لتمشية أعمالهم ورغباتهم من أعمال وحب وتسهيل أمر ومعاملات وغيرها واليوم تعرض الكثير من الفضائيات عرض لبيع الأحجار الكريمة وتصنيفها وتقيمها
وهناك من يشتريها بأسعار خيالية تصل بعض الأحيان الى ثروة كبيرة .
بالرغم مما ورد أعلاه يجب أن لاننسى أن كل ذلك يتعارض مع
قضاء لله وقدره والذي رسمه للناس وان أي تغيير لهذا القضاء
غير ممكن مهما فعل الإنسان ونذكر هنا دعاء الرسول الكريم
(ص) ... "اللهم انا لانسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"