من فكر السيد القحطاني

فلسفة الظهور والقيام
جاءت الكثير من الروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله عليهم نراها لاول وهلة تعارض بعضها البعض ولكن لو تمعنا فيها لوجدنا تلك الروايات يتحدث البعض منها عن وقت ويتحدث البعض الاخر منها والذي نراه معارضاً للطائفة الاولى من الروايات يتحدث عن وقت اخر غير ذلك الوقت الذي تتحدث عنه الطائفة الاولى ، فاننا نجد بعض الروايات تتحدث عن قيام الامام المهدي(ع) وروايات اخرى تتحدث عن ظهور امر الامام (ع) كما انه توجد روايات تتحدث عن اليماني مثلاً وتذكر انه يخرج في نفس السنة والشهر واليوم الذي يخرج فيه السفياني ولكننا نجد بعضها الاخر تؤكد ان خروج اليماني قبل السفياني وهكذا بالنسبة لشخصيات اخرى ومن هذا يتضح ان هناك معنيين مهمين تتحدث عنهما الروايات والاخبار الواردة عن المعصومين(ع) هما الظهور والقيام وفي هذا البحث ان شاء الله تبارك وتعالى سأحاول توضيح المعنيين وفق ما جاء عن كلام الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم .
فاقول : ان معنى الظهور : هو ظهور امر معين ودعوة او حركة معينة وانتشارها بين الناس ، ومثال على ذلك ان للامام المهدي(ع) ظهور وقيام ، فاما الظهور فهو حصول الاذن من الله للامام باظهار امره واتصاله بالممهدين وارسالهم الى الناس وخاصة اليماني الموعود ليدعو الناس الى نصرة الامام (ع) والالتحاق بدعوة الحق التي يدعو لها بامر الامام (ع) وهي الدعوة للمحمدية البيضاء والتي يكون معناها الاسلام الجديد وهذا الظهور ينقسم الى ظهور اصغر وظهور اكبر ، والاصغر هو اتصال الامام (ع) بالممهدين وتحريكهم لاجل التمهيد والاعداد لنصرة الامام ودعاته الحقيقيون ويكون ذلك عن طريق الكشف او الرؤيا او المشاهدة الحقيقية .
اما الظهور الاكبر فمعناه ظهور دعوة الامام (ع) الحقيقية التي تكون على يد اليماني الموعود الذي ورد فيه عن الامم الباقر (ع) انه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ويدعو الى صاحبكم . فهو داعي الحق الذي تجري عليه الكثير من سنن الانبياء وتكون الدعوة على يديه في اخر الزمان حيث انه يدعو بامر الامام المهدي (ع) الى اسلام جديد ويكون ذلك عن طريق لقائه بالامام (ع) واخذ التوجيهات منه مباشرةً هذا بالنسبة للظهور لذلك ترى الكثير من العلماء والباحثين وحتى عامة الناس يقولون اننا الان نعيش عصر الظهور .
اما القيام فهو التحرك العسكري وقيادة الجيوش والخروج بها للقتال فقيام الامام المهدي(ع) بين الركن والمقام هو قيامه بالسيف اي قيادته لاصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر وجيش الغضب المكون من عشرة الاف واعلان الثورة ضد الظلم والظالمين .
واما بالنسبة للفرق بين ظهور الامام (ع) وقيامه فيكون في عدة نقاط تظهر من خلال هذه المقارنة:


الظهور
1- يكون الظهور بشخصية الامام (ع) وامره عن طريق ممهديه سواء كانوا العامين او الخاصين .
2- يظهر في هذه المرحلة الامام (ع) لخاصة شيعته ومواليه في دينه .
3- في هذه المرحلة ظهور دعوة للامام (ع) وقبول للناس في الدخول والالتحاق بتلك الدعوة .
4- ليست للظهور علامات حتمية يعتمد عليها وتكون شرطاً له .
5- عند الظهور تجري سنن الانبياء على صاحب الدعوة وهو اليماني الذي يدعوا الى المهدي (ع).
6- عند الظهور تكون الدعوة قائمة على اساس العفو والرأفة والرحمة والتواضع .
7- الظهور يكون في مكة على حسب التاويل اي ان ظهور امر الامام ودعوته يكون من الكوفة في العراق .



القيام
1- يكون القيام بشخص الامام (ع) وشخصيته وممهديه وجيشه .
2- يقوم الامام فيظهر لكل الناس فيراه اهل المشرق والمغرب .
3- عند القيام ينغلق باب الدعوة ويسد باب التوبة .
4- له علامات حتمية يعتمد عليها وتكون شرطاً له بحيث انها اذا لم تتحقق لا يقوم الامام (ع) .
5- عند القيام تجري سنن الانبياء على شخص الامام (ع) .
6- عند القيام تكون الثورة قائمة على اساس النقمة من الظلمة والظالمين وعدم الرحمة بل السيف هو الحاكم انذاك .
7- القيام يكون في مكة الاصل اي ان حركة الامام العسكرية وثورته المباركة تنطلق من مكة من بلاد الحجاز .

واعلم عزيزي المترقب ان لليماني ايضاً ظهور وقيام حيث انه يظهر اولاً بالدعوة والتمهيد لنصرة الامام المهدي(ع) واعداد الانصارالمهيئين لاتباع الامام (ع) حيث انه يقوم بنشر دعوة الامام في العالم الاسلامي مبتدأ دعوته وظهوره من الكوفه والبلاد الشيعية ثم الى عامة المسلمين كما ان له قيام ويكون في الكوفة ايضاً حيث يعد جيشاً لمواجهة السفياني وجيشه ويثور على الوضع الظالم في عاصمة الامام المهدي الكوفة مما يؤدي الى ظهور امر الامام (ع) نتيجة لتلك الثورة المباركة .
وهذا يظهر من الروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله عليهم اجمعين حيث ورد عن ابي عبد الله (ع) قال:
( خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية باهدى من راية اليماني يهدي الى الحق ) بحار الانوار ج52 .
وعن ابي بصير عن ابي جعفر في رواية طويلة قال : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس في كل وجه ويل لمن ناواهم) غيبة النعماني .
حيث ان هاتين الروايتين تدلان على القيام العسكري للسفياني واليماني والخراساني وهناك بعض الروايات التي تدل على الظهور حيث ورد عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عنه(ع) قال يخرج قبل السفياني مصري ويماني ) بحار الانوار ج52 .
وعن ابي عبد الله (ع) ذكر عنده السفياني فقال : ( انى يخرج ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء “اي اليماني”) بحار الانوار ج52 .
فالملاحظ ان هاتين الروايتين تدلان على ان خروج اليماني قبل السفياني ولكن الروايات السابقة تثبت ان خروج اليماني مقارن لخروج السفياني والصحيح ان الروايتين الاخيرتين تدلان على الظهور حيث ان ظهور اليماني ودعوته يكون سابقاً لظهور السفياني وحركته واما الروايات التي تؤكد على خروجهما في نفس الوقت فهي تدل على القيام والتحرك العسكري واعلان القتال والمواجهة . واعلم ان السفياني ايضاً له ظهور وقيام وظهوره سابق على قيامه حيث تأخذ حركته بالانتشار بين الناس ويبدأ انصاره بالتزايد والعمل والتحرك يوماً بعد اخر حتى يقوم السفياني ويعلن سيطرته على بلاد الشام .