العزل المنزلى فى ليتوانيا
يعيش الناس عزلة شبه كاملة عن محيطهم بسبب حظر التجول وحالة الطوارئ التى يعيشها العالم على مدار الفترة الحالية بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد"، وذلك فى وقت تحاول حكومات الدول السيطرة على نمو الفيروس التاجى عن طريق العزل المنزلى وتقليل الكثافات والاختلاط فى الشوارع.
ومع توسع رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد، وفى ظل حالة الفراغ التى يعيشها كثيرون بسبب المكوث فى المنزل، قد يراودك الفضول حول ما يفعله الناس خلال فترة العزل المنزلى، خاصة أن بعضهم يعيش فى حالة من الملل جراء حظر التجول.
وبينما يطرح هذا السؤال على أذهاننا ونجلس فى أماكننا نتخيل أنشطة الغير، فإن المصور الفوتوغرافى، أداس فاسيلياسكس، وهو من دولة ليتوانيا، أثاره الفضول أيضاً حول ما يفعله الناس بمدينة فيلنيوس، وهى مسقط رأسه، ووثق تلك اللحظات الخاصة للناس داخل منازلهم من خلف نوافذهم، لكن كيف فعل هذا؟.
بدأ فاسيلياسكس بتصوير حفلات الزفاف فى عام 2004، لكنه سرعان ما قرر أن يحترف هذا المجال فى عام 2011، وتدريس التصوير الإعلانى فى كلية "Vilniaus" للتصميم، وبعد الإعلان عن فرض الحجر الصحى فى ليتوانيا، ألغيت جميع الوظائف المتعلقة بالتصوير الفوتوغرافى فى مجال الإعلان، الأمر الذى ترك فاسيلياسكس فى حيرة من أمره حول ما يمكنه تصويره، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
بدوره، استخدم المصور الليتوانى، طائرة بدون طيار (درون) لتوثيق ما يفعله الناس، خلال فترة العزل الذاتى من نوافذهم وشرفات منازلهم، وبينما يشعر العديد من الأشخاص بالملل الشديد عند الجلوس بالمنزل، فإن هذه الصور كانت تساعد الناس على الاسترخاء ونسيان الأخبار المتداولة حول فيروس كورونا المستجد.
رغم أن التباعد الاجتماعى كان يشكل تحدياً بالنسبة للمصور، إلا أنه قرر استخدام الطائرة بدون طيار، للقيام بجولة حول منازل أصدقائه، دون أى تدخل بشرى على الإطلاق، ويحرص فاسيلياسكس على التحدث مع الناس قبل التقاط صورهم، لابتكار أفكار أصلية لكل صورة ومناقشة تفاصيلها فى وقت لاحق.
ويتحدث فاسيلياسكس عن "الأفكار الجنونية" التى يقوم بها الناس، فتارة تجدهم يرتدون ملابس تشبه الجنود، وتارة أخرى تجدهم معلقين على الحائط باستخدام شريط لاصق، ليس ذلك فحسب، وإنما استطاع المصور توثيق اللحظات الأولية للمولود الجديد مع والدته، فى الوقت الذى منع الوالد من الدخول.
ولم يخل عمل المصور الفوتوغرافى من التحديات، أبرزها انعكسات النوافذ، حيث يحرص فاسيلياسكس على إيجاد الزاوية المثالية لتجنبها، وهناك أيضاً الأشجار الموجودة أمام النوافذ، والجيران الذين لا يحبذون فكرة تحليق طائرة بدون طيار حول منازلهم.
وبعد أن نالت الصور إعجاب العديد من الأشخاص عبر حساب فاسيلياسكس على فيسبوك، يملك المصور اليوم قائمة انتظار كاملة لأشخاص يريدون أن تُلتقط صورهم من شرفات منازلهم، وتسعى هذه السلسلة الفوتوغرافية إلى إضفاء عنصر البهجة على قلوب الشعب الليتوانى، خاصة فى الوقت الذى يتصدر فيه فيروس كورونا المستجد عناوين الأخبار.
رد مع اقتباس
