.
الطاغية
…….
صخرةٌ ساحليّةٌ مغطّاةٌ بالزبدِ ،
ولها رائحةُ الحيتانِ النافقةِ ،
صيّرَها الساسةُ الخادعونِ مظلّةً تحتَ سمائِنا ،
لكنّنا سنحشرُ الجبالَ – سدودَ الهواءِ في مناخيرِهم ،
أرتدي قوقعةَ السلحفاةِ ،
لا رصاصَ يخترقُني ،
وأتسلّلُ إلى مخدعِ الطاغيةِ ،
لأجثمَ على صدرِهِ بكلِّ ثقلِ القوقعةِ ،
فالقوقعةُ دموعُ الشعبِ ،
يتوسَّطُ دماغَ المواطنِ العربيِّ كرسيٌّ ،
يتناوبُ عليهِ الطغاةُ ،
لا يستطيعُ التنزُّهَ مثلي ،
لا يستطيعُ أن يأكلَ في مطعمٍ شعبيٍّ ،
فالطاغيةُ في قصرِهِ سجينٌ دائميٌّ ،
كما أنّ حارسَ السجنِ سجينٌ دائميٌّ ،
كومةُ دودٍ ودمٍ ونقودٍ ،
هذا ما شاهدَهُ الطبيبُ في رحمِ زوجةِ الطاغيةِ ،
سنمدُّ النباتَ المتسلِّقَ ذا الأشواكِ ،
حدوداً بينَنا وبينَ الطاغيةِ ،
شرفةُ الطاغيةِ دائمةُ الاحتشادِ بأيدٍ فاقدةٍ نورَها ،
وفراشاتُهُ مصلوبةٌ بمساميرِ ال( أنا ) ،
لكنَّ أجنحتَها توّاقةٌ لغاباتٍ تنشطرُ فوقَ ناصيةِ الغزالِ ،
تُوَيْجاتُ وردةِ الطاغيةِ جثثٌ مثلَ فقاعاتِ الإسفلتِ المغليِّ ،
وسريرُهُ ساقٌ نحيلةٌ لشجرةِ القلقِ ،
يراوغُ الطاغيةُ أقمطةَ الأطفالِ عندَ الساحلِ ،
وكثيراً ما يحطِّمُهُ ذئبٌ على كرسيٍّ هزّازٍ ،
ذئبٌ أذناهُ سماعتانِ لهاتفِ القبورِ ،
الطاغيةُ عاملٌ غبيٌّ في مَنْجَمٍ ينتظرهُ الدبُّ عوضَ الكنزِ ،
وذراعاهُ مقصّانِ حولَ عنقِ أهلِهِ ،
جبهةُ الطاغيةِ مكسوَّةٌ بالذبابِ ،
عُرْيانةً بدتْ أمامَ الأسماكِ البرتقاليّةِ ،
سفينةً مثقوبةً جرَتْ في ماءِ الصنبورِ ،
وصدرَ عاهرةٍ بلا ثديينِ كانَ خِطابُهُ الكاذبُ ،
حروفُ الطاغيةِ معملُ إسمنت ،
وعطاياهُ نقودٌ على سطحِ المِرِّيخِ ،
وبيضةُ حرباءَةَ كرةُ عينِهِ ،
الطاغيةُ ديكٌ عُرْفُهُ نوويٌّ ،
بل جِرْذٌ الطاغيةُ يقفزُ من جرسٍ يقرعُهُ أسيادُهُ ،
خائفٌ الطاغيةُ بدليلِ العيونِ المزروعةِ في ظهرِهِ ،
وعنقُهُ شجرةٌ مشؤومةٌ ،
بطنُ الطاغيةِ تلٌّ محشوٌّ بالتماسيحِ ،
وأكفِّ الصحراءِ البالعةِ ،
أنفُ الطاغيةِ عتلةٌ تتزلَّجُ عليها عطورُ النِّفْطِ ،
ومائدتُهُ عودُ ثقابٍ مع خالصِ البنزين لكَ أيّها الطاغيةُ ،
يا من سنحبِسُكَ كقردٍ في قفصِ المحاكمةِ ،
وما بينَ صوتِ المطرقةِ وإعلانِ الحكمِ ،
سيكونُ وجهُكَ الدائريُّ كساعةٍ تهرولُ فيها عقاربُها ،
هكذا يتخبَّطُ الطاغيةُ ،
منقوول