رمضان العراق: عادات وتقاليد وموروث شعبي
شهر عنوانه الصبر والرحمة والمغفرة والحسنات وصفحاته محبة وتآخ وصبر وشعور بجوع والام الفقراء ، امتزجت ايامه عبر قرون الاسلام العظيم بقدسية وموروث شعبي يفوح منه عبق التاريخ الجميل ، تتجدد في لياليه عادات وتقاليد لموروث شعبي مميز لمدن ومناطق وحارات.
لازم شهر رمضان الكريم اجتماع الأهل والأقارب على مائدة إفطار واحدة يتناوب على تكرارها من استطاع واماس دافئة يجتمع في حناياها الأصدقاء ، تحيا بالشعر وتبادل احاديث التراث وممارسة العاب رمضانية تراثية مثل المحيبس التي يتبارى فيها أهالي الأحياء الشعبية المجاورة.
وجائزة فوزها عرفها الداني والقاصي (صواني) البقلاوة والزلابية التي يدفع ثمنها الفريق الخاسر والتي تقام في أحدى مقاهي الحي المعروفة أو في احد شوارعه اذا دعت الحاجة.
والأجمل في هذه اللعبة هي عملية الشد والجذب التي ترافقها للبحث عن المحبس عبارات جميلة يطلقها الطرفان بصوت جهوري تخصص به قادة المجاميع او من اسعفهم الحظ بتلك الخاصة بإحباط عزيمة الطرف المقابل او لشحذ همة وتقوية عزيمة معيتهم.
أما الصبية في رمضان فشغلهم الشاغل هو كيف يحصلون على الحلوى والنقود وهذا ما يجعلهم يجوبون أزقة الحارة طارقين أبواب منازلها مرددين الكلمات والاغاني الشعبية التراثية مثل /ماجينة ياماجينة ، حلي الجيس وأنطينا/.
ومن الأمور التي بدأت تظهر في شهر رمضان وتختفي بعد انتهاء أيامه ظهور عدد من المحال الخاصة ببيع المواد الغذائية التي يحرص الصائم على شرائها من السوق ، حيث يتفنن أصحاب تلك المحال بطريقة عرضها لأن في اماكن بيعهم المؤقتة /بسطيات أو منضدة مرتفعة/ غالبا ما تكون وسط الأسواق بين صفي المحلات الدائمة حيث لا مفر للصائم من مشاهدتها او المرور بطريقها.
وقال الاسطة سامي كاظم / 55 / سنة صاحب بسطية لبيع الحلويات دائما يختار مكانا لها وسط الاسواق او على نواصي تفرعات طرق الحارات " خبرتي في هذه المهنة تمتد الى / 35 / عاما تعلمت منها الكثير وأهمها هو معرفة أفضل المواسم وأوقات البيع ومنها شهر رمضان الكريم الذي يكون الطلب فيه كبيرا على الحلويات وخاصة البقلاوة والزلابية ".
واضاف " ان البقلاوة والزلابية مطلوبة في رمضان حتى في موسم الصيف ، والصائم أذا وقعت عيناه على صواني الحلويات الملونة يسارع للشراء حتى اذا كان ذلك على حساب ميزانية الأسرة ، وهذا ما يدفعنا إلى ترك المحال واختيار أحدى زوايا الأسواق المزدحمة لنكون دائما في طريق الزبون خاصة قبل موعد الإفطار بساعات قليلة لأنها فترة الذروة في البيع ولان الصائم يحرص على شراء ألوان مختلفة من الطعام قبل موعد الإفطار ".
ويشير المواطن سعد كرم /60/ سنة صاحب محال لبيع الطرشي " من المقبلات المطلوبة في شهر رمضان هو ألطرشي ، ونحن نتفنن بطريقة عرضه في الشهر الفضيل لان الصائم قبل الإفطار يشتهي أي طعام خاصة إذا كانت نكهته طيبة ".
ويقول " هذا ما تؤكده الروائح الجميلة للطرشي من خلال إضافتنا له البطنج وأنواعا مختلفة من البهارات والخل العادي والمدبس ، كما إننا نحرص على ان يكون الطرشي بالعمبة موجود على رأس بسطيتنا التي تتلون بأنواع مختلفة من المواد أمثال الخيار بأنواعه والمحشي منه واللهانة والقرنابيط والالمازة والزيتون والجزر والتفاح الصغير الاخضر وغيرها ".
وتابع " ما يجذب الصائم للشراء هو رائحة الطرشي الشهية ، وأفضل حركة للبيع بعد انتهاء ساعات دوام الموظف وقبل الفطور بساعتين او ساعة حيث الإقبال كبير جدا والربح وفير فهو شهر كريم على الجميع ".
فيما يوضح /حسان شامل/ صاحب محل لبيع الفواكه " ان التمر على رأس المباع دائما وبكميات كبيرة ، فالصائم يحرص دائما على ان يكون في مقدمة مائدته ومهما كان سعره مرتفعا ، خاصة الأنواع الجيدة منها والمعروفة ، وطريقة عرضها مهمة جدا أمام الزبائن بألوانها الغامقة والفاتحة فهي أول ما يتناوله الصائم في إفطاره ".
واشار الى ان الفاكهة والوانها المختلفة ورائحتها الزكية ، تجعل الزبون يحرص على شرائها بالرغم من اسعارها المرتفعة احيانا ودخل البعض لا يتحمل أسعارها ، إلا أن الطلب كبير جدا على شرائها في شهر رمضان ".
واكد ان الربح في شهر رمضان دائما يكون جيدا ووفيرا وتصريف المعروض يكون سريعا في اغلب الأحيان ، وقال " اننا لا نضطر الى التخزين والاحتفاظ بالفاكهة المعروضة لليوم الآخر الذي يخفض من ثمنها ، لأنها تباع خلال ساعات اليوم المحددة للبيع ".
رد مع اقتباس
