مراسيم عقد القران عند العراقيين
عزيزاتي مراسيم عقد القران عند العراقيين جدا جميلة البعض منها تطور مع الوقت ومنها ما نسي لكني أحب اذكركم خاصة للشابات اللواتي لا يعرفن عن التقاليد و المراسيم قديما عند أهل بغداد من خلال ماكتبه الباحث المرحوم عزيز الحجية في كتابه بغداديات ......
مراسيم عقد القران :
غالباَ ما تتم مراسيم عقد القران في بيت الزوجة أو احد اقربائها أن لم تكن دارها مناسبة حيث يتم تبليغ المدعووين وجاهاَ أو بأرسال رسول أذ لم تكن طباعة رقاع الدعوة منتشرة . ثم شرع بطبع رقاع الدعوة التي توزع على اصدقاء ومعارف العائلتين وفيها تحدد ساعة ويوم العقد وغالباَ ما يكون يوم الجمعة وهذه هي صيغة الدعوة :
يتشرف فلان بدعوتكم لحضور حفلة عقد قران ولده فلان على كريمة فلان بن فلان في الدار المرقمة ـــــ محلة ــــ وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة المصادف ـــــ وبحضوركم يتم الفرح والسرور .
يرسل أهل العريس الشكرات والظروف مع المناديل مع شمعة العسل وقناني الشربت ، وشكر القند ( كلال ) مع عدد من بطاقات الدعوة لأرسالها الى خاصيتهم ( أقربائهم ) .
تحضر صديقات العروس وأقرباؤها في أحدى الأمسيات قبيل موعد ( المهر ) للمعاونة في لف ظروف الشكر بالمناديل وتشكيلها بالدنابيس وتهيئتها في سلال .
وفي ليلة الجمعة المقررة تفرش دار والد العروس وتهيأ المقاعد على عدد المدعوين وفي صباح الجمعة يقف والد العريس وأخوته لأستقبال المدعووين ولا يحضر والد العروس وأخوتها لأنه ( عيب ) وبعد أن يتوافد المدعوون ويحضر المختار والقاضي ووكيلا الزوج والزوجة وشاهدان من وجوه المحلة تبدأ مراسيم عقد القران بترتيل بعض أيات القرآن الكريم ثم يجلس وكيلا الزوجيين أمام القاضي متصافحيين ( أبهاماَ على أبهام ) ثم يغطي القاضي يديهما بمنديل أبيض كبير نسبياَ يكون من نصيب القاضي بعدئذ ومثله للمختار . يبدأ القاضي بأجراء مراسيم العقد ثم يوقع الوكيلان مع الشاهدين في سجل المحكمة وتعطى نسخة من العقد وتسمى ( زنامة ) الى أهل العروس وهي تحمل موافقة الزوجة على الزواج من فلان على مهر مقدم ( كذا ) ومهر مؤجل ( كذا ) وتحمل تواقيع القاضي والمختار والوكيلين والشهود وتوقيع الزوج والزوجة .
ثم يذهب القاضي ومعه معاونه يحمل الدفتر والمختار ووالد الزوج الى قرب باب الغرفة التي تجلس فيها العروس ليأخذ من لسانها ( يستحصل ) موافقتها فيسألها عن قبض المهر والقبول بفلان زوجاَ .
ومن عادة بنات بغداد الا يقلن نعم الى بعد أن يكرر القاضي سؤاله عدة مرات .
وفي هذه الأثناء تكون العروس مرتديه بدله بيضاء جالسه على رخت ( الرخت هو سرج الحصان يكون مرصع بالفضة ) وبيدها العنان ثم تطور ذلك فأصبحت العروس بعدئذ تجلس على كرسي وأمامها صينيه تحتوي على :
* القرأن الكريم مفتوحاَ على سورة ( أنا فتحنا لك فتحناَ مبيناَ ) تضرعاَ اليه عز وجل أن يجعل الزواج فاتحت خير على العائلة وأن يكون مقدم البنت على بيت الزوجيه مقدم خير .
* البياض ( لبن أو قيمر أو حليب ) لأن البغادة يتفاءلون بالون الأبيض ومن أقوالهم في الدعاء لشخص بالخير يقولون ( أنشاء الله بيضه بوجهك حشه عيونك ) .
* الخضرة مع الخبز وتكون الخضرة ( ياس أو كراث ورشاد أو خس ... ) لأن الخضرة وهي نبات الأرض دليل الخير والبركه .
* الشكرات وتكون حلوة المذاق لأنهم يتفاءلون بالحلاوة حتى تكون العروس ( حلوه بعيون الرجال ) كما يضعون في الصينيه قليلاَ من الحنه ويوقدون الشموع وعندئذ تضع العروس قدميها في لكن ماء تأخذه بعدئذ أحدى المجبوسات وتسبح به عسى أن تحمل , وبعض العوائل يضعون قدمي العروس في لكن ماء فيه ياس وورد . وتمسك العروس بيدها شيشه صغيره تحتوي على الزئبق تخضها بين الحين والأخر على أساس ( بطله ــ أي أبطال السحر ) وفي فمها فص نبات .
تقف على رأس العروس أمرأتان من المسعدات وغالباَ تكونان من خالاتها أو عماتها أو من الأقارب أو الأصدقاء وبيد كل منهما كلتان شكر قند تحركانهما فوق بعضهما حتى تتساقط السكر على رأسها المغطى بقماش أبيض ثم تجمع تلك الذرات المتساقطه مع ماتبقى من كلات القند ويحتفظ به حتى مصباح الصبحيه حيث يعمل حلاوه تقدم للعريس والعروس .
كما تحمل أحدى قريبات العروس ( قفل ومفتاح ) وبعد أن تلفظ العروس كلمة ( نعم ) أجابة على أسئلة القاضي التي كررها عدت مرات يقفل القفل ويحتفظ بالمفتاح الى ليلة الدخلة حيث يفتح مرة ثانيه وأذا لم يفتح القفل في هذه اليلة فأنهم يعتقدون بأن العريس لم يتمكن من ( أخذ المره ) أي لم يستطيع أفتضاض بكارتها كما تحتفظ العروس بفص النبات الذي وضع في فمها عند عقد القران لوضعه في فم العريس ليلة الدخلة أيضاَ . وبعد أنتهاء مراسيم القاضي توقع العروس في الدفتر الرسمي الذي يحفظ في المحكمة وتتعالى الهلاهل وتمنح أقارب العريس وكعة المهر للعروس وغالباَ ما تكون أساور ذهبيه أو أقراطاَ أو نقوداَ ... الخ وقد قيل قديماَ ( الهدايا على قدر مهديها ) وبعد عودت القاضي ومن معه الى محلهم يبدأ ( الوكافه ) وهم عادةَ من أولاد الطرف ومن أقران العريس وأصدقائه بتقديم الشربت على الحاضرين ثم توزع المناديل الملفوفة على ظروف الشكرات وأخيراَ ينفض المجتمعون بعد تقديم التهاني لوالد العريس الذي يكون واقفاَ في باب الدار لتوديع المدعوين وقبول تهانيهم فمنهم من يقول : ( بالخير أنشاء الله يوم زواج الصغير ) وأخر يقول ( بسلامتك حجي أنشاء الله تشوف ولد ولدهم ) .. والخ ووالد العريس يرد على عبارت التهنئة بالشكر . ويرسل أهل العريس بعدئذ دولكات الشربت الى بيوت الجوارين والأصدقاء مع ( جفية أبو فلان ) الذي لم يحضر حفلة عقد القران لظروف قاهرة .