"نيشان" العروس.. أشهر تقاليد الزواج العراقي
خلود العامري-بغداد
تنقلت عيون الزبونة بعناية بين ملابس النوم قبل أن تختار طقما أبيض وتضعه في حقيبة كبيرة كانت تحملها والدتها ثم قالت "إنه جميل وأنا متأكدة أنه سيعجب أخي كثيراً" أجابتها المرأة المسنة "المهم أن يعجب العروس".
بدأت السيدتان رحلتهما لتسوق النيشان (جهاز العروس الذي يرسله العريس وأهله للعروس كهدايا) لعروس تمت موافقة أهلها على الخطبة قبل يومين، لذا قررتا حسم الموضوع بإرسال النيشان لها لتصبح الخطبة رسمية، وزارتا عددا لا بأس به من محال المجوهرات والملابس الداخلية والأحذية وغيرها لانتقاء الأغراض اللازمة لذلك.
تقول أم أحمد والدة العريس، بعدما تنفست الصعداء لإنهائها عملية التجهيز، إن تقديم النيشان يتم مباشرة بعد موافقة أهل العروس على الخطبة وهو بمثابة حجز الفتاة كي لا يتقدم لها شخص آخر، ويتضمن الذهب مع باقة ورد وطقم أو طقمي ملابس نوم باللون الأبيض وزي هاشمي أو قفطان مغربي باللون الأبيض مع ملابس نوم باللون الأبيض وشبشب (نعال) وعلبة مكياج وأشياء أخرى حسب أذواق كل عائلة.
وتضيف "اشترينا خاتم الزواج فحسب لأن العروس طلبت أن تختار الذهب بنفسها لذا سنعود في جولة جديدة على الصاغة" ثم تمتمت ببضع كلمات تكشف عن تذمرها من التعب قبل أن تدفع حسابها وتغادر.
المسنات يخترن
تقول لمياء حسن نعمة، وهي صاحبة محل لتجهيز العرائس في الكرادة، إن المسنات لديهن خبرة كبيرة في انتقاء نيشان العروس ومعظمهن يشاركن في هذه العملية مرات عدة، لذا يترددن كثيرا على محلها، ويصحبن معهن فتاة شابة غالبا ما تكون شقيقة العريس للاستعانة بذوقها باختيار بعض الأمور مثل أطقم النوم وباقة الورد. باقة الورد من أهم الهدايا
وتعتبر باقة الورد من أهم الهدايا التي يجب تقديمها في النيشان، لكن في بعض الأحيان تختار عائلة العروس باقة أخرى لابنتها إذا لم يعجبها لون الورد الذي جلبته عائلة العريس أثناء الخطبة.
ويقول علي أحمد محمد، وهو صاحب محل لبيع باقات الورد في شارع عشرين بمنطقة البياع، إن الألوان التي تلقى رواجا لدى العرسان هي الأبيض والوردي والبنفسجي والأسود، وفي الغالب تأتي أم العروس مع أهل العريس لاختيار باقة الورد وفي أحيان أخرى يسمح للعروس باختيار بعض الأمور ومنها مسكة الورد.
بعد قصة حب
ويضيف "إذا كانت العائلة محافظة أو أن الزواج تقليدي تحضر والدة العريس مع إحدى بناتها أو مع شقيقتها لاختيار النيشان، أما إذا كان الزواج عن تعارف مسبق أو عن قصة حب فالعروس غالبا ما تختار النيشان بنفسها".
تجهيز العروس بالذهب
ولا يمكن أن يخلو تجهيز العروس من الذهب لكن بعض العائلات تفضل جلب خواتم الزواج أولاً ثم تخرج الفتاة بعد إعلان الخطوبة لشراء باقي الذهب، إذ يختلف شراء الذهب من عائلة لأخرى.
بعض العائلات تقدم ذهبا متواضعا في حين تقدم عائلات أخرى كميات لا بأس بها، وعلى النقيض مما كانت عليه الأمور قبل سنوات حينما كانت أسعار الذهب مرتفعة وكان محبس الخطوبة كافيا، يقبل اليوم الناس على شراء الذهب أثناء الزواج بشكل كبير، بل إن بعض العائلات تشترط أن يكون المهر ذهبا سواء كان مقدما أو مؤخرا.
ويقول هشام وارد صاحب محل "اللورد" لبيع الذهب إن بعض العائلات تختلف على كمية الذهب إذ تطلب والدة العروس ذهبا أكثر مما تتوقع والدة العريس التي تجادل بدورها على الأسعار، وتعترض على شراء المصوغات من الوزن الثقيل. مهور الزواج
ورغم أن مهور الزواج في العراق ما تزال ضمن الحد المعقول لكن قبل أيام تناقلت مواقع معروفة على فيسبوك عقد زواج بقيمة مليار دينار عراقي، إذ انهالت التعليقات بعد نشر صورة عن العقد على صفحات عدة، بعض التعليقات كان ساخرا والآخر مستغربا.
المولات أطاحت بشارع العرائس
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كانت معظم العائلات تلجأ لشارع النهر في بغداد أو كما يسميه البعض شارع العرائس لشراء النيشان، فهو متكامل يلبي حاجات العروس المختلفة. أما اليوم فإن المراكز التجارية أطاحت بالشارع وباتت بديلا عنه في حين تحولت معظم محال تجهيز العرائس إلى البيع بالجملة.
المصدر : الجزيرة